بسبب الفقر.. تزويج القاصرات الأفغانيات لأجل المال
بسبب الفقر الشديد الذي يضرب بعض المستوطنات في أفغانستان يقوم بعض الرجال بتزويج بناتهن القاصرات وذلك بغرض الحصول على الأموال بسبب ضيق الحال وعدم القدرة على المعيشة، ففي إحدى المستوطنات في غرب أفغانستان، قام الأب عزيز غول بعرض طفلته البالغة من العمر 10 سنوات للزواج وذلك دون علم زوجته، وتقاضى دفعة أولى حتى يتمكن من إطعام أسرته المكونة من خمسة أطفال.
وأشار الأب أنه كان عليه التضحية بولد من أولاده، لأنهم كانوا جميعا سيموتون جوعا. وتزويج الفتيات القاصرات يعتبر أمرا شائعا في المنطقة، حيث تدفع عائلة العريس المال لإبرام العقد وعادة ما تبقى الطفلة مع والديها حتى تبلغ من العمر 15 عاما على الأقل.
وبالرغم من ذلك، الكثيرين لا يستطيعون تحمل حتى تأمين الطعام الأساسي، ويقول البعض إنهم سيسمحون للعريس بأخذ فتيات صغيرات جدا أو حتى يحاولون بيع أبنائهم. وصرحت الأم التي تحاول مقاومة المجتمع الذي يهيمن عليه الذكور بشدة، أنها ستقوم بقتل نفسها إذا أخذت ابنتها بعيدا عنها وأشارت "عندما أخبرني زوجي أنه باع ابنتنا كاد قلبي أن يتوقف عن الخفقان.
كنت أتمنى أن أموت في ذلك الوقت، لكن ربما لم يكن الله يريدني أن أموت".. وبمساعدة شقيقها وشيوخ القرية قامت الأم بالحصول على الطلاق لابنتها بشرط أن تسدد 100 ألف أفغاني (حوالي 1000 دولار) حصل عليها زوجها.
وفي أحد المخيمات الأخرى، قام الأب حامد عبد الله، وهو أب لأربعة أطفال، يبيع بناته الصغار في زيجات مرتبة، في حجة حاجته الماسة إلى المال لعلاج زوجته المريضة بأمراض مزمنة. وحسب كلام الأب أنه استدان لعلاج الزوجة المريضة ولا يستطيع سداد الأموال التي اقترضها لذلك، قبل ثلاث سنوات، حصل على دفعة أولى لابنته الكبرى حشران، وبعدها اضطر إلى بيع ابنته الثانية، نازيا (6 سنوات) مقابل 20 ألف إلى 30 ألف أفغاني (200 إلى 300 دولار).
وفي حديث للسيدة أسونثا تشارلز، المديرة الوطنية لمنظمة وورلد فيجن الخيرية في أفغانستان التي تدير عيادة صحية للنازحين بالقرب من مدينة هيرات الغربية، أن الوضع يتدهور في هذا البلد ولا سيما الأطفال يعانون.
وذكرت تشالرز لقد شعرت بالأسي اليوم لرؤية العائلات مستعدة لبيع أطفالها لإطعام أفراد الأسرة الآخرين"، داعية "المجتمع الإنساني للوقوف والبقاء إلى جانب شعب أفغانستان". ويواجه الأفغان الجوع، حيث يعاني حوالي 3.2 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد حسب تصريحات الأمم المتحدة.