جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

أبرزها الفوضى.. سيناريوهات متوقعة بعد استقالة حمدوك

رئيس الوزراء السوداني
الديار-صفاء دعبس -

"سنعبر وننتصر " مقولة رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك المأثورة على مدار عامين متفائلاً بالعبور بالبلاد إلى بر الأمان.

وبالرغم من ذلك، أعلن حمدوك عبر التلفزيون الرسمي استقالته بعد توتر سياسي دام لشهرين بسبب عدم التوافق بين القوى السياسية المدنية. 

حيث منح حمدوك القوى السياسية مهلة يوم واحدا للتوافق ولم يكن هناك أي رؤية واضحة من جانب القوى السياسية للتوافق لذلك أعلن الأخير استقالته، ورصدت الديار آراء الخبراء والمراقبين للمشهد بالسودان ما بعد استقالة حمدوك. 

ويرى خبراء، أن خطوة الاستقالة قد تزيد الأوضاع في السودان تعقيداً بل جعلت البلاد في مفترق الطرق، فضلاً عن غياب التفاؤل بوفاق قريب يخرج البلاد من أزمتها.

وأكد محللون تحدثوا لـ" وسائل إعلام عربية " أن استقالة حمدوك لم تغير في الواقع على الأرض خاصة حركة الاحتجاجات الجارية حالياً والتي من المتوقع تصاعدها، فيما سيمضي مجلس السيادة في تعيين رئيس وزراء جديد والمسارعة في تشكيل حكومة مدنية، حسب توقعاتهم.

انتصار لارادة الشارع

فى المقابل، قال المحلل السياسي، عمرو شعبان، تعتبر استقالة الدكتور عبدالله حمدوك بمثابة انتصار لإرادة الشارع السوداني الذي لم يسانده منذ الاتفاق الذي وقعه مع رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان في 21 نوفمبر الماضي، مضيفاً: حمدوك وجد نفسه معزولا مع تصاعد موجة الاحتجاجات الرافضة للاتفاق السياسي وفشله في التوصل لوفاق شامل لتكملة الفترة الانتقالية بخلاف ما كان يتوقع.

السيناريو المتوقع

وأوضح شعبان، أن السيناريو المتوقع هو أن يعيين المكون العسكري رئيس وزراء بديل لحمدوك وتشكيل حكومة مدنية خلال زمن قياسي لتهدئة الضغط الدولي المحتمل، مؤكداً أن استقالة حمدوك لن تغير شيئاً في حركة الاحتجاجات الجارية والتي توقع توسع رقعتها خلال الفترة القادمة نظراً للمطالب التي يرفعها المتظاهرون والداعية للحكم المدني كاملاً.

وتوقع شوقى عبدالعظيم المحلل السياسي أنه يترتب على مغادرة حمدوك تداعيات قاسية وسيناريوهات مرعبة، بينها خيار المواجهة المفتوحة بين الأطراف وهو المنتظر في الوقت الحالي نظراً لتباعد المواقف بين المكونات السودانية. 

وأضاف شوقى خلال حديثه مع بعض وسائل الإعلام العربية": إن استقالة حمدوك ستسبب حيرة حتى على المجتمع الدولي في كيفية التعاطي مع الملف السوداني نسبة للتعقيدات التي تطرأ "فمآلات الأوضاع مفتوحة وسيكون لها ارتدادات سياسية واقتصادية، وأمنية سيئة.

إلى ذلك، وتابع شوقى أن لجوء المكون العسكري إلى "فرض الأمر الواقع" لكبح حركة الاحتجاجات وتعيين رئيس وزراء مدني وتكوين حكومة بلا سند شعبي مؤكداً أن ذلك لن يقود البلاد إلى الأمن الإستقرار.

كما قال شوقى، أن الوضع الأمني المتدهور سيقود لمزيد من التراجع الاقتصادي وتردي الأوضاع المعيشية، وهروب رؤوس الأموال والاستثمارات إلى الخارج.

تحكيم صوت العقل

وبدور، قال السياسي السوداني، محمد عاد، إن استقالة حمدوك تركت السودان في مفترق طرق لذلك يتطلب تحكيم صوت العقل والحكمة بين كل المكونات لتفادي انزلاق البلاد لمنعطفات خطيرة.

ووضع عدة سيناريوها، هي "الفوضى، توافق سياسي" يقود إلى انتخابات لنقل السلطة مشيراً إلى أن التمترس في المواقف سيقود إلى فوضى عارمة في البلاد، وهذا ما يجب تجنبه بضرورة التنازل والتوافق على تشكيل حكومة من كفاءات وطنية مستقلة، وضمان استقلالية القضاء والأجهزة العدلية، وسن قانون للانتخابات وتشكيل المفوضيات لإكمال عملية الانتقال.

ومن جهة أخرى يرى بعض المحللون، أن استقالة حمدوك تعكس سقوط رهانه على التوافق والشراكة بين العسكريين والمدنيين في إدارة شؤون البلاد، وأن ماحدث يمثل خيبة أمل.