جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

إمام بالأوقاف: الزلزال رسالة من الجبار

الديار- نسمة سليم -

حدث صباح اليوم زالزال في تمام الساعة 3:07 صباحا بالتوقيت المحلى بقوة 6.6 درجة على مقياس ريختر، الزَّلْزال أو الهَزَّة الأَرْضِيَّة هي ظاهرة طبيعية وهو عبارة عن اهتزاز أو سلسلة من الاهتزازات الارتجاجية المتتالية لسطح تحدث في وقت لا يتعدى ثواني معدودة، والتي تنتج عن حركة الصفائح الصخرية في القشرة الأرضية، ولكن هل الزالزال رسالة ربانية أم عوامل مناخية فقط!

وقال فضيلة الشيخ حمدى أحمد نصر، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، في تصريح لـ"الديار"، إن الزلزال رسالة من الجبار، فإن النبي «صلى الله عليه وسلم» كان دالًّا على كل ما يصلح حال الإنسان في الدنيا ويرزقه الرضا والنعيم في الآخرة، وهذا المنهج الذي جاء به النبي من الناس من آمن به ومنهم من صدَّ عنه، والذين آمنوا به وغيرهم يحتاجون دائما إلى تذكرة بربهم وبمنهج نبيهم خاصة حينما يبتعدون عن هذا المنهج الذى من شأنه صلاح أمرهم وسعادة آخرتهم، فيُذَكِّر ربنا الناس به بأمور عديدة وعظيمة منها علامات الساعة وقرب القيامة والتى فيها حسابهم عن ما كان منهم فى دنياهم.

وأردف: ذكر هذه العلامات الصغرى منها والكبرى ما هو إلا يقظة لقلب غافل وتذكير لعقل ساه وتصحيح لمسار خاطئ، أو زيادة فى ذكر قلب وجل خائف وعظة لعقل حاضر ودلالة على مسير صائب.

وأشار الشيخ حمدي، أن من هذه العلامات (الزلازل)، وقد تحدث عنها ربنا فى كتابه، قال تعالى: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِِ «إذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5)» أى إذا تحركت حركة شديدة ورجت رجا شديدا وأخرجت ما فى بطنها من الموتى والكنوز ، هنا يتعحب الإنسان من حالها ، إنها تحدث أخبارها وتقص ما حدث عليها بأمر من ربها.

وأوضح، أننا نرى شيئا يسيرا من هذا كالذى حدث بالأمس واليوم وهو تذكير بقرب الساعة ونهاية العالم الذى نحن فيه الآن (عالم العمل) وبداية عالم جديد (عالم الحساب) ليستعد كل إنسان للقاء الملك الجبار لذا قال تعالى فى سورة سميت باسم يدل على معنى الزلازل "فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ" " "وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ" وما شعر به الكثير منا وعلم به من لم يشعر به ما هو إلا دعوة لتصحيح المسار ليزداد المؤمن إيمانا ويرتدع العاصى عن معاصيه ويعود إلى ربه، وربما ذكرنا ربنا بهذا الزلزال دون آثار فيكتفى بهذه الهزة الأرضية ليذكر الغافل ويرتدع العاصى ويزداد المؤمن، وربما يذكرنا ربنا بهذا الزلزال فيرينا آثاره من سقوط عمارات عالية وقصور مشيدة وبيوت مزخرفة كان يعتقد أهلها الثبات والبقاء لها كما يعتقد أهل الدنيا البقاء فيها.

وأكد الشيخ حمدي، أن مع هذه الأحداث العظام لابد من وقفة مع الله ووقفة مع النفس ووقفة مع الناس، نراجع أنفسنا ونرتب أوراقنا قبل لقاء ربنا، والسؤال الآن لو كان لزلزال الأمس أو اليوم آثار ضارة وكان منا لا قدر الله ممن تأثروا به هل عملنا يؤهلنا للقاء ربنا ؟ وتابع، إذا هى رحمة من الله حيث أمهلنا ومنحنا فرصة طيبة لنحاسب أنفسنا قبل لقاءه ونصطلح معه ومع أنفسنا ومع الناس ، فالزلزال اليوم تذكرة لمن يتذكر وعبرة لمن يعتبر وعظة لمن يتعظ خاصة وقد ملئت الأرض بكثير من الذنوب والمعاصى والتى قد تصل إلى حد الكبائر فهل من معتبر؟

واختتم، أنها رسالة من الله أحسن من قراءها فوعاها وعمل بها، وخسر من أهملها ولم يهتم بما فيها.