جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

افتتاح أول مصنع للهيدروجين الأخضر بمصر نوفمبر المقبل.. تعرف على أهميته

مصنع الهيدروجين الأخضر
الديار- مريم عماد -

تُخطط مصر في الفترة المقبلة لمستقبل واعد في مجال الطاقة المتجددة، حيث اعتمدت استراتيجية جديدة لإنتاج الهيدروجين بنوعيه الأخضر والأزرق بالتزامن مع الطاقة المنتجة من الرياح، والشمس، ومصادر الطاقة الأخرى التقليدية، وذلك ضمن خطة الدولة لاستراتيجية الطاقة عام ٢٠٣٥.

وبناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي تستعد الحكومة المصرية لإطلاق المرحلة الأولى من مشاريع الطاقة المتجددة التي تصل قيمتها لنحو 4 مليار دولار، إذ تأمل الحكومة في زيادة الطاقة في مصر وتعزيز قدراتها على تصدير الهيدروجين الأخضر للخارج.

أول مصنع للهيدروجين الأخضر بمصر

أعلن صندوق مصر السيادي عن افتتاح أول مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر بمصر في نوفمبر المقبل ٢٠٢٢، وذلك بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس التي استطاعت أن تفرض نفسها في الساحة الاقتصادية لجذب العديد من الصناعات الواعدة في مصر، وخاصة صناعة الهيدروجين الأخضر، وذلك لما تمتلكه من إمكانيات وبنية تحتية تساعد على جذب العديد من الصناعات المحلية والأجنبية.

وعليه، فعند الانتهاء من إتمام المشروع ستتحول مصر إلى مركز رئيسي إقليمي للطاقة في المنطقة، وستتُوّج بأكبر مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر على مستوى العالم، مستندة إلى البنية الأساسية القوية التي تتمتع بها والمتوفرة لديها، وهو ما يعكس قدرة الدولة المصرية على مواكبة العصر والصمود من جديد تحت أي ظرف من الظروف.

وفي سياق متصل كشف مجلس الوزراء عن توقيع الشركة المصرية القابضة للكهرباء اتفاقية شراكة إيطالية مع شركة سيمنس، لإنتاج الهيدروجين الأخضر بكميات تتراوح ما بين ٥٠ إلى 100 ميجاوات في مصر كخطوة أولى، بهدف تعزيز صادرات مصر من الطاقة المتجددة والتوسع فيها.

وأوضح الرئيس التنفيذي لهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، محمد الخياط أنه كلما زاد الطلب على الهيدروجين الأخضر، سيزداد الطلب على مصادر الطاقة المتجددة، نظرًا لأن الهيدروجين الأخضر يعتمد فقط على مصادر الطاقة المتجددة.

وأفاد بأن الهيدروجين الأخضر عبارة عن مشاريع طويلة الأجل يبلغ عمرها التشغيلي نحو 25 عامًا، لذلك يحتاج المستثمرون إلى أن يكونوا قادرين على إجراء دراسات جدوى وافرة وواقعية من حيث التكلفة".

ما هو الهيدروجين الأخضر؟

ويُعرف الهيدروجين الأخضر بالوقود الخالي من الكربون، حيث إن مصدر إنتاجه الأساسي هو الماء، وذلك عن طريق فصل جزيئات الهيدروجين عن الأكسجين بالماء، بواسطة الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة دون انبعاث ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وتُعرف هذه العملية بالتحليل الكهربائي.

ويعد توليد الكهرباء المستخدمة لفصل المياه من مصادر الطاقة المتجددة سببًا رئيسيًا في جعل الهيدروجين باللون الأخضر، حيث صرحت وكالة الطاقة الدولية أنه في حين أن أقل من 0.1% من إنتاج الهيدروجين العالمي المخصص حاليًا يأتي من التحليل الكهربائي للماء، ومع انخفاض تكاليف الكهرباء المتجددة، لا سيما من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، هناك اهتمام متزايد بالهيدروجين الناتج عن استخدام التحليل الكهربائي للمياه.

ما هو الهيدروجين الأزرق؟

يتم إنتاج الهيدروجين الأزرق عن طريق تعريض الوقود الأحفوري للبخار، حيث يتم التقاط انبعاثات الكربون وتخزينها، ويطلق عليه في هذه الحالة الهيدروجين الرمادي، وإذا تم عزل ثاني أكسيد الكربون عنه فيُعرف باسم الهيدروجين الأزرق.

ويتمثل الفرق بين الهيدروجين الأخضر والأزرق في أن الهيدروجين الأزرق ينتج من مصادر أحفورية غير نقية تمامًا، أما الهيدروجين الأخضر فلا يدخل في إنتاجه مصادر أحفورية، وإنما يُنتج عن طريق التحليل الكهربائي.

ويتمتع الهيدروجين الأخضر بدرجة عالية من النقاء، حيث يمكن استخدامه على الفور، كما في خلية وقود السيارة، وعلى العكس، فإن الهيدروجين الأزرق على مستوى أقل في النقاء، وهو يجعله كافيًا للاستخدام الصناعي فقط.

ويعد الهيدروجين الأخضر صديقًا للبيئة، حيث يقضي على انبعاثات الكربون نهائيًا، أما الهيدروجين الأزرق فيقضي عليها بنسبة ٩٠٪ فقط.

فوائد ومزايا الهيدروجين الأخضر

وللهيدروجين الأخضر فوائد عدة، أهمها، أنه يعد أحد أهم مصادر الطاقة المتجددة والحديثة في العالم، كما يحتوي على ما يقرب من ثلاثة أضعاف الطاقة التي يحتويها الوقود الأحفوري، مما يجعله أكثر كفاءة.

ويمكن تحويل الهيدروجين الأخضر إلى كهرباء، أو غاز اصطناعي، واستخدامه للأغراض المنزلية، أو التجارية، أو الصناعية، أو التنقل، إضافة إلى أنه يستخدم في مصافي الفولاذ الأخضر التي تحرق الهيدروجين كمصدر للحرارة بدلًا من الفحم.

كما أن الهيدروجين الأخضر لا ينتج عنه نواتج ثانوية أثناء عملية التحليل الكهربائي له، فضلاً عن أنه يساهم في الوصول إلى مجتمع خالٍ من الكربون، ومصر لديها القدرة على شرائه بتكلفة منخفضة.

أضف إلى ذلك أن يستخدم في سفن الحاويات التي تعمل بالأمونيا السائلة المصنوعة من الهيدروجين، يعتمد بشكل كبير على إزالة الكربون وتقليل نسبته في الغلاف الجوي، لحماية البيئة من التلوث، والحد من الاحتباس الحراري.

كما أنه يسهل تخزينه مما يسمح باستخدامه في أي وقت فور إنتاجه، ويمكن مزجه مع الغاز الطبيعي بنسب تصل إلى ٢٠٪، مع استخدام نفس أنابيب الغاز والبنية التحتية، بتغيير النسب لتتكافأ مع بعضها البعض، إضافة إلى أنه يدخل في صناعة توربينات كهربائية تعمل بالهيدروجين؛ ويمكنها توليد الكهرباء في أوقات ذروة الطلب، للمساعدة في تثبيت شبكة الكهرباء.

ويساهم الهيدروجين الأخضر في خفض أسعار بيع الكهرباء والتصدي للتغير المناخي وتحديات المناخ العالمية، فضلاً عن أنه لا ينبعث منه غازات ملوثة سواء أثناء الاحتراق أو أثناء الإنتاج.

ويستخدم أيضاً في السيارات والشاحنات الكهربائية التي تعمل بخلايا الوقود الهيدروجينية، ويعمل كمضاعف للكهرباء، فمع بعض الماء وقليل من الكهرباء، يمكن توليد المزيد من الكهرباء أو الحرارة.

عيوب الهيدروجين الأخضر

وعلى الرغم من تمتع الهيدروجين الأخضر بمزايا عديدة، إلا أنه لا يخلو من بعض العيوب التي تتمثل في تكلفة إنتاجه العالية والتي تصل لملايين الدولارات بالرغم من توافره في الأسواق.

كما يصعب نقله، إذ يتم ذلك من خلال أنابيب أو صهاريج، حيث إن الهيدروجين الأخضر سائل يمكن تسربه بسهولة في عمليات النقل الكبيرة، فضلاً عن أنه يعتبر مادة شديدة الاشتعال ومتطايرة مما يجعله محفوفًا بالمخاطر، ويتطلب إنتاجه طاقة أكبر من أنواع الوقود الأخرى.

مصر والهيدروجين الأخضر

وتتمتع مصر بالعديد من المقومات التي تؤهلها لإنتاج الهيدروجين الأخضر، حيث تمتلك 1530 كيلو مترًا من السواحل على طول نهر النيل، و2450 كيلو مترًا على طول البحرين الأحمر والمتوسط، كما تحظى بالطاقة الشمسية اللازمة لوقوعها جغرافيًا داخل ما يُعرف بالحزام الشمسي، وهو بين خطي 31.5 و22 عرض شمالًا.

وبجانب ذلك تمتلك مصر طاقة رياح مناسبة، على عكس بعض الدول التي تتوافر لديها معدلات عالية وثابتة منها، مما يجعلها من أغنى دول العالم بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

وتستعد "شركة سيمنز" لتنفيذ مشروعًا تجريبيًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر، بينما تقوم "شركة إيني" بإعداد دراسات جدوى حول إنتاج الهيدروجين الأخضر والأزرق.

وستعمل "مجموعة ديمي البلجيكية" مع مصر على توليد الهيدروجين الأخضر، بموجب مذكرة تفاهم مع وزارتي النفط والكهرباء والبحرية المصرية، وناقشت أيضًا "شركة هيونداي روتيم" الكورية الجنوبية وشركة الطاقة الإيطالية "سنام" الأمر مع المسؤولين الحكوميين.