جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

ماهر مقلد يكتب: قصة اتصال نادر من النجم عادل إمام

 ماهر مقلد
-

في صباح أحد الأيام في شهر رمضان عام 1998 رن جرس التليفون على المكتب ووجدت على الطرف الآخر الفنان عادل إمام استقبلت مكالمة الزعيم بترحاب كانت المرة الأولي التي يتصل بي فيها تلفونيا، وعلى هاتف الجريدة يومها سألني يا ماهر هل أنا قلت لك في الحوار الذي أجريته معي إنني مستعد لمناظرة الشيخ يوسف البدري؟

كنت متأكدا من أنه قال هذا، ولكنني أجبت بأن الحوار مر عليه شهور طويلة ولا أتذكر بالدقة، لكن ما يطمئن هو أنني أحتفظ بشريط الكاسيت لنص الحوار في البيت وبعد عودتي للبيت استمع له وأتأكد.

اقترح الفنان الكبير أن أزوره في مكتبه بالمهندسين بعد التاسعة مساء ومعي شريط التسجيل فسألته عن الأسباب التي جعلته يهتم بالموضوع فقال إن التلفزيون المصري سيستضيفه في برنامج على مدى ثلاث حلقات تقديم المذيعة هبه رشوان ورئيس تحرير البرنامج الإعلامي وائل الإبراشي وأن هذه التصريحات ضمن أسئلة البرنامج وأنه غير متأكد من دقتها ولا يريد أن ينفى ما نشرت، داعبته لا يهم أذكر اسمي في البرنامج وهذا يكفي.

كنت قد أجريت حوارا معه نشر وأثار ردود فعل واسعة بقدر قيمته ومكانته

عدت إلى المنزل وبحثت عن شريط المقابلة واستمعت إليه ووجدت أنه قال أنا على استعداد لمناقشته على الهواء.

ذهبت في الموعد كان المكتب في الطابق السادس أو الخامس في نفس العمارة التي يسكن بها، وهو مكتب يتناسب مع اسم الفنان عادل إمام بديكوراته الفاخرة كان يجلس معه الدكتور سمير سرحان والمذيعة هبة رشوان والإعلامي وائل الإبراشي والفنان خالد سرحان.

بعد ذلك أدرت جهاز التسجيل واستمعنا إلى إجابته حول يوسف البدري وعلق الدكتور سمير سرحان قائلا هو قال مناقشة وليس مناظرة، وانتهت المقابلة.

قصة أخرى مع الزعيم ونحن ننظم بطولة الأهرام للكرة الخماسية والتي أقامتها مؤسسة الأهرام في ذلك الوقت تحت سفح الأهرامات كانت اللجنة العليا المنظمة تجتمع لترتيب حفل الافتتاح برئاسة الكاتب إبراهيم حجازي رئيس تحرير مجلة الأهرام الرياضي، وبحضور الكابتن محمود الخطيب والمهندس محرم الراغب والمهندس محمد عبد المنعم الصاوي والزملاء في الأهرام.

ودار حوار من يكون حاضرا من النجوم كيف شرف في الافتتاح؟، اقترحت دعوة الفنان عادل إمام يومها قال أحد الحاضرين من الصعب أن يحضر، فرد عبد المنعم الصاوي لماذا نحكم قبل أن يتواصل معه ماهر ثم نقرر، واتصلت بالفنان عادل إمام ورحب بالحضور وطلبت منه أن تكون معه الفنانة رغدة وكانت تؤدى دور البطولة في المسرحية معه فقال: اتصل أنت بها واتصلت ووافقت وحضر ورمى ضربة البداية في الافتتاح وكان حضوره حدثا مهما داعب الجميع بخفة روح وتواضع.

في الحوار الذي أجريته معه قال: معظم الكتاب الذين كتبوا عن أعمالي بشكل جيد هم كتاب متخصصون في السياسة وعندما بماذا تفسر ذلك؟ أجاب وعندما طلبت منه تعريف عمل الناقد؟

قال: مهمة الناقد في الأساس هي مخاطبة الجمهور وليست مهمته مخاطبتي أنا كفنان لأن الناقد لن يعلمني التمثيل لأنه لو كان يفهم في مهنة التمثيل لأصبح ممثلًا عظيمًا ولو كان يفهم في مهنة الإخراج لأصبح أيضا مخرجًا عظيما وإنما النقد هو أسلوب يخاطب الجمهور ويقول من خلاله هذا العمل به أشياء كذا وكذا وعلى الجمهور أن يصدق أو لا يصدق، وكشف يومها عن أنه يقرأ سيناريو العمل بالكامل كل التفاصيل.

وكان السؤال الخاص هو بصراحة من ينافس عادل إمام الآن؟ بدون تردد قال السن هو المنافس الوحيد لي ومع هذا لدى إحساس بأنني سأقدم أدوارًا جميلة في مرحلة العمر المتقدمة وأتمنى أن أظل أعمل بالفن حتى اليوم الأخير من عمري.

عادل إمام تاريخ من البطولات والإنجازات، قدم أعمالا خالدة أثرت الحياة الفنية وشكلت رسائل اجتماعية كاشفة عن طبيعة الفن الذي يجسد الأحداث، الدعوات بأن يستمر في رسالته كفنان كبير مبدع تفتخر به مصر والأمة العربية وتتجاوز شهرته حدود الوطن بما يقدم من عطاء متميز.