جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

ماهي أسباب نجاح مسلسل أبو العروسة؟

أبوالعروسة
الديار_ جمال عبدالقادر -

بدأ منذ أيام عرض الجزء الثالث من مسلسل "أبو العروسة" والذي تم تنفيذه بعد النجاح الكبير الذي حققه الجزءين الأول والثاني وبعد عرضهم طالب الجمهور على مواقع التواصل الأجتماعي بعمل جزء ثالث بعد أن أرتبط الجمهور بالمسلسل وعائلة الأستاذ عبد الحميد و مشكالهم و حياتهم.

الجمهور كان مفتقدا لمسلسلات العائلة المصرية والتي تشببهم إلى حد كبير، بعد ان تراجع الإنتاج السينمائي وانتقل نجوم السينما ممثلين و مخرجين إلى التليفزيون جاءوا بأفكارهم الي تقدموها في السينما، حيث شاهدنا مسلسلات اكشن و عنف وقتل و مطاردات، و تنافس صُناع هذه الأعمال في تقديم مشاهد عنف متقنه لتحقيق النجاح التجاري طمعا في المشاهدة وحصيلة الإعلانات التي اصبحت تحدد نوع العمل المطلوب وايضا النجم المرغوب فيه، دون النظر لأي قيم اجتماعية وان هذه الأعمال تصلح للعرض المنزلي أم لا.

و للمرة الأولى رأينا لافتة للكبار فقط في الدراما التليفزيونية بسبب مشاهد العنف والقتل والخيانة ! وعندما حاول صُناع الدراما تقديم شيء مختلف لجأوا للفورمات الأجنبي و نقلوا من مسلسلات كوري و مكسيكي وتركي.

ومن المعروف أن الدراما التليفزيونية هي دراما الأسرة، تتناول الأسرة المصرية ومشاكلها اليومية وهو ما أعتاد الجمهور على رؤيته في اعمال سابقه حققت نجاحا كبيرا وارتبط بها المشاهد مثل " القاهرة والناس، ابنائي الأعزاء شكرا، عائلة شلش، اخو البنات... " وغيرها من الأعمال النجاحه، وهو ما وجده الجمهور في مسلسل ابو العروسة عيلة الاستاذ عبد الحميد الموظف البسيط و زوجته و ابناءه وما يحدث لهم من مشكلات يومية، سواء كانت اقتصادية من ضيق الحال بسبب المرتب او مشاكل الابناء.


وعن تفاصيل البناء الدرامل للمسلسل وهو أحد اسباب النجاح :
اختار مؤلف العمل هاني كمال، أن يجعل "الخيانة" قضيته الأساسية في هذا العمل من خلال التفريعات المختلفة لشبكة العلاقات بين الأبطال التي بنيت عليها الأحداث وهذا أمر شديد الجدية والذكاء، فالخيانة قضية اجتماعية شديدة الحساسية، وهي قضية معاصرة، إلى هنا يسير المؤلف في تحقيق هدفه خاصة وأنه من فكرة الخيانة خلق خطوط موازية تتعلق بخيانة الابن للأب "خيانة مبادئ تربي عليها" أو بين الأصدقاء "إذا اعتبرنا أن محاولة موافقة رانيا فريد شوقي على الزواج من طليق صديقتها المقربة قبل عدولها في القرار دلالة على ذلك" ولكن لماذا كل هذا التحميل والتداخل حتى يصبح الجزء الثاني "٦٠ حلقة" فيكتمل ثنائية العمل بـ "١٢٠ حلقة" فليس من المنطقي أيضًا أن تكون أزمة الحياة العائلية كلها تتلخص في فكرة الخيانة، و هو ما جعل إيقاع العمل بطيء نوعا ما ومرت حلقات دون أحداث و دراما حقيقية.
كما نجح المؤلف هاني كمال في رسمه لشخصية الأب "عبد الحميد" حيث لا يزال يحتفظ بألق كبير خصوصًا مع التطورات الهامة التي وضعها المؤلف لشخصيته حيث خروجه على المعاش وشعوره بالوحدة فهذا أمر وحده كفيل أن يصنع عملًا بمفرده.


والحقيقة أن هناك العديد من الشخصيات التي رسمها المؤلف يتوجب له فيها الشكر والتقدير في مقدمتها الأم "عايدة" التي لعبت دورها الفنانة سوسن بدر فهي عن حق سيدة مصرية من الطبقة المتوسطة التي تحمل عصب وقوة المرأة في تحملها واجتيازاها المهام والصعاب، فبجانب حرفية المؤلف في رسمه للشخصية هناك أكثر من مدرسة أداء خاصة بالنجمة استخداماتها في هذا العمل ومنها "التجسيد" بخلاف تلقائيتها في تقديم دورها ببساطة خصوصًا بعد إصابتها بمرض "سرطان الثدي" وإن كانت هي واحدة من القلائل الذين قدموا هذا النموذج في الفترة الأخيرة باحترافية وببساطة شديدة دون مبالغة مفتعلة في الأداء كما فعل الكثيرون، ويؤخذ على المؤلف فقط أنه أجل الأمر إلى قرب انتهاء الأحداث بحلقات قليلة مما جعل المشاهد يشعر بأن هذه أمور تحمل أمرين، إما أن هناك جزءا ثالثا في الانتظار سنعرف فيه مصير "عايدة" معه لاحقًا وهذا هو الاحتمال الأرجح، وإما أن ذلك حدث لغرض ملء الأحداث.
نجاح المؤلف في رسم هذه الشخصيات و اختياره للموضوعات التي يناقشها في العمل والتي بالفعل تهم كل بيت مصري ويعيشها قبل شخصيات العمل وعاشها مرة ثانية معهم، بالاضافة لتشبع الجمهور من اعمال العنف كما قلنا و رغبته في مشاهدة اعمال اجتماعية املا في ان تكون مثل الاعمال التي شاهدها من زمن طويل و ما زال يعيش على ذدراها ويستمع بمشاهدتها كلما أُعيد عرضها.
كل هذه الأسباب كانت سببا في نجاح ابو العروسة رغم ما به من مشاكل في الكتابة وايقاع الحلقات، إلا انه اصبح من أكثر الأعمال جماهيرية في السنوات الأخيرة.