جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

سيد الضبع يكتب: منكرو المعراج جهلاء أم متآمرون؟

-

تساؤلات عديدة فرضت نفسها على ألسنة المتابعين للهجمة الممنهجة التي يتعرض لها صحيح الدين والسنة النبوية، على يد بعض الجهلاء تارة، والمدعين أوالمتآمرين تارة أخرى، متخذين الأزهر الشريف بابا خلفياً لذلك التشكيك، بعد الطعن في مصداقيته والتطاول على شرعيته.

فلم يكن تطاول المدعو إسلام بحيري هو الأول ولن يكون الأخير، بعدما دأب على التشكيك في السنة النبوية من خلال طعنه في صحيح البخاري ومسلم، وهو أبعد ما يكون عن التقييم والتحليل والتنظير، كونه جاهلاً بالقرآن والسنة فهو لم يتمكن من حفظ جزء من القرآن الكريم أو قليل من الأحاديث النبوية، بل يخطئ في تلاوة القرآن على مرأى ومسمع من الجميع.

إسلام بحيري واصل هجومه على الأزهر الشريف بعد إثارة مسألة ضرب الزوجات في الإسلام، مؤكدًا أن الأزهر لا يمثل مرجعية في هذه القضية، وإنما المرجعية للدستور فقط، وكال من الاتهامات والقذف بحق الأزهر وشيخه الجليل الدكتور أحمد الطيب وهو ما أزعج العديد من المسلمين والمسيحيين الذين طالبوا بمحاكمة ذلك البحيري الذي تغافل أو تجاهل كما يجهل كثير من الأمور، أن الدستور المصري نصَّ في المادة السابعة على "أن الأزهر الشريف هو هيئة إسلامية علمية مستقلة، يختص دون غيره بالقيام على كافة شئونه، وهو المرجع الأساسى فى العلوم الدينية والشئون الإسلامية، ويتولى مسئولية الدعوة ونشر علوم الدين واللغة العربية فى مصر والعالم، وتلتزم الدولة بتوفير الاعتمادات المالية الكافية لتحقيق أغراضه، وشيخ الأزهر مستقل غير قابل للعزل، وينظم القانون طريقة اختياره من بين أعضاء هيئة كبار العلماء".

ولكن لم ينته الأمر عند جهل البحيري بالدين والسنة ونصوص الدستور، بل خرج علينا الإعلامي إبراهيم عيسى قبل أيام عندما أتحفنا بإنكاره لمعجزة المعراج النبوي إلى السماء في برنامجه "حديث القاهرة" على فضائية" القاهرة والناس"، زاعمًا أن "السلفيين هم من اختلقوها".

وقال عيسى "إن الكثير من القصص التي يسردها المشايخ ليست حقيقية وأن 99% منها كاذبة، و أنهم يقدمون أنصاف القصص وهو ما يؤكد عدم حقيقتها، وأنها حكايات دعائية ووهمية"، مؤكدًا "أن واقعة المعراج قصة وهمية كاملة، ولا يوجد معراج أصلاً والقصة مختلقة ولا أساس لها".

ولو ركزنا قليلاً سنجد أن رأي ابراهيم عيسى هو نفس ما قاله قبل ست سنوات المدعو يوسف زيدان، حينما ادّعى أن القدس كلمة عبرانية وأن المسجد الأقصى الحالي ليس هو المذكور في القرآن الكريم، مشككًا فى الإسراء والمعراج؛ ممّا أثار وقتها ردود فعلٍ غاضبة لدى جموع المسلمين.

وهي التخريجات الشاذة ذاتها، التي أثارها يوسف زيدان من قبل في كتابه "شجون تراثية"، حينما خرج علينا زاعمًا أن المسجد الأقصى يقع في قرية الجعرانة، على بعد 20 كيلومتر شمال شرق مكة المكرمة.

والسؤال هنا لماذا تخرج علينا كلُّ هذه الآراء الغريبة والصادمة لمشاعر المليارات من المسلمين في العالم اليوم؟ ولصالح مَن؟ ومَن يقف وراءها، خاصةً أنَّ من يثيرونها ليسوا من المتخصصين دينيًّا ولا تاريخيًّا؟ ولماذا يتم اتهام الأزهر بالتقصير في أداء دوره، والخلط بينه وبين جماعات الإسلام السياسي، ووضعه في سلَّةٍ واحدة معها؟.

والإجابة أن هناك عددًا من النتائج الخطيرة التي يريد أصحاب هذه الآراء الموتورة تحقيقها لخدمة الصهيونية العالمية، وذلك كإنكار فرضية الصلاة، التي فُرِضت في رحلة المعراج، وبما أنهم ينكرون المعراج فالبتالي سينكرون الصلاة، فضلاً عن إنكار مكان المسجد الأقصى في مدينة القدس بفلسطين، والترويج لمزاعم الصهيونية العالمية التي رددها قبل ذلك الصهيوني رئيس مركز بيجن بتل أبيب، الذي ادعى أن المسجد الأقصى يقع بالقرب من مكة المكرمة، وهو ما ردده من بعده المدعو يوسف زيدان.

والغريب أن كل هؤلاء المتطاولين، هم أنفسهم من انتفضوا مدافعين بكل قوة عن محاولات التطبيع لفكرة الشذوذ الجنسي التي حاول فيلم "أصحاب ولا أعز" ترسيخها بين مجتمعنا العربي، تحت مظلة حرية الإبداع، والأغرب من ذلك أن مؤسسات المجتمع المدني اكتفت بالصمت إزاء الهجوم على الإسلام ومؤسساته الدينية.

والملاحظ لكل ذي عقلٍ وضمير؛ أن إثارة مثل هذه الفتن والشائعات بين مختلف أفراد المجتمع هي سياسة مقصودة تمَّ التخطيط لها بعناية ودراسة، عبر التعرض للإسلام ومؤسساته الدينية بضرباتٍ حادة موجِعة على مراحل، تمهيدًا للإجهاز على الأزهر، وتقزيمه وتعجيز دوره وتأثيره في حياة المسلمين.