جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

نداء حرب تكتب: حقيقة الحرب الإعلامية الشرسة ضد روسيا

نداء حرب
-

على مدى عقود طويلة، لطالما شكل الإعلام وسيلة هامة من وسائل تسيير الحروب والصراعات سواء كأداة من أدوات التجنيد وبث روح القتال في أوساط الجنود والتأثير برفع معنويات جنود وشعب البلد الذي ينتمي إليه، أو كأداة لتزييف الحقائق وشن حرب نفسية على العدو في محاولة لبث الخوف والرعب في أوساط الجيش أو الشعب.

وما زاد الإعلام أهمية الآن هو انتشار الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت الأداة الأكثر تأثيرا ضمن ما يعرف بحروب الجيل الخامس. وهذا ما تشهده اليوم الحرب الروسية-الأوكرانية، حيث تم استغلال وتوظيف الإعلام كوسيلة لتسيير هذه الحرب والصراع بين الجانبين الروسي والغربي الداعم لأوكرانيا، حيث قام الإعلام الغربي بانتهاز الفرصة في التحريض ضد روسيا إعلاميا.

وحول هذا الموضوع نشرت العديد من الصحف والمواقع الإلكترونية والمحطات التلفزيونية الخاضعة للغرب مقالات ومقابلات وتحليلات رأي للعديد من الكتاب والمحللين، انصبت أغلبها في تشويه صورة روسيا، والتشكيك في سياساتها الخارجية وأسباب ودوافع حربها على أوكرانيا، وبدأت شبكات إعلامية كثيرة مثل (سي. إن. إن)، و«فرانس 24»، و«نيويورك تايمز»، وواشنطن بوست، وغيرها بشن حملة واسعة ومنظمة للنيل من روسيا وشحن الرأي العالمي العام ضدها والذي يتجاوز الهدف الأساسي وهو دفعها لوقف الحرب ضد أوكرانيا.

وهذه السياسة الأميركية والغربية معروفة منذ زمن بعيد بمحاولاتها المتعددة لاستهداف وإضعاف مكانة روسيا الدولية وإخراجها من دائرة التنافس على قيادة النظام الدولي القائم والمستقبلي، ولاسيما بعدما أظهرت روسيا أوجه التنمية التي تشهدها في جميع المجالات وهو الأمر الذي لم يرق للقوى المناوئة لها والقوى الغربية على وجه التحديد. إذا فالهدف واضح من هذه الحملة الشرسة على روسيا وهو عرقلة التنمية أو حركة التنمية المتسارعة التي تشهدها كل أنحاء روسيا.

وعلى الرغم من مزاعم الإعلام الغربي انتهاج معايير النزاهة والحيادية، فإن تغطيته لأحداث هذه الحرب أظهرت انحيازاً جليا وكبيرا في التعامل مع مجرياتها، فكل ما تم ويتم بثه على مدار الساعة ينصب في مفهوم واحد وهو مهاجمة روسيا وتحميلها المسؤولية والغرض من هذا هو شحن الرأي العالمي العام ضدها.

كما لوحظ من هذا الإعلام انتقاء ونشر كل ما يخدم توجهات أمريكا وحلفاءها، واستبعاد أي تحليل ورأي يحاول عرض الأسباب والدوافع والمبررات التي دفعت روسيا لهذه الحرب والتي بالتأكيد يتحمل الغرب كل المسؤولية في إشعال فتيلها من خلال تجاهل مخاوف روسيا من تمدد الناتو شرقاً.