جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

[عملياتُ التجميلِ]!

الكاتب علي الجنابي
علي الجنابي -

قالَ الشيخُ وأناملُهُ تتغلغلُ في لحيَتِهِ ذي شعرٍ بالشيبِ مُلتهب؛
" إنَّ الذي سأحدِّثُكَ فيهِ لأمرُ غريبٌ يبعثُ السأمَ وربما العَجَب " ...
مابالُ الجمالُ تلاشت ملامحُهُ في نساءِ حيِيِّنا بل في إمَّةِ العَرَبِ!
فترى أنفَ إحداهنَّ كأنَّهُ عجوةٌ يَبَسٌ نَقَرَ جنبيها غرابٌ مُتَمَرِّدٌ ذو شَغَب!
أو كأنَّ الأنفَ حُصرمةٌ مُتخرِّمةٌ سَقطَت في قيعةٍ من شتلاتِ عنب!
وأمّا شفّتاهنَّ فمؤخَرَةُ رضيعٍ بدينٍ يَصرُخُ في حضنِها حين الغُسلِ بصَخَب!
وأمّا رموشُ عيونِهُنَّ فما عادت رموشاً، وضاعَ عنها سحرُها وضاعَ الهَدَب!
وأمسَت الرموشُ كأنَّهُنَّ أسلاكَ عسكرٍ شائكةٍ تبُثُّ في النفسِ الرُعبَ والرهَب!
وأمّا حواجبُهنَّ فأصابَتهُنَّ صاعقةٌ خارقةٌ ، أو أصابَتهُنَّ لفحةُ نارٍ ذاتِ لََهَب!
شاهت وجوهُهنَّ، وبرزنَ متمايلاتٍ بوجوهٍ مُقَنَّعةٍ، أو كأنَّ وجوههنَّ من خَشَب!
لعلَّ نساءَ قومِ(سيدِنا لوط)كُنَّ لعملياتِ تجميلٍ مُدمِناتٍ بإسرافٍ غيرِ مُقتَضَب
فاشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ بُعولتِهُنَّ من صنيعِهُنَّ، فإستبدَلوهنَّ بذكرانِ بإغراءٍ مُضطَرَب
خوفي أن يُصيبَ رجالَ حارتي ما أصابَ قومَ لوطٍ من فاحشةٍ ومن سوءِ مُنقَلَب.
رَحِمَ الرحمنُ أمّي وجَدّتي، وعَمَّتي وخَالتي الجميلاتُ ذواتُ الكياسةِ والحسب!
ماعرَفْنَ تمايلاً ولا تَغَنُّجاً ولا تجميلاً ، والصبغُ لأظافرِ إحداهُنَّ ما تجرأ وإقتَرَب.
وكُنَّ هُنَّ سيداتُ لجمالٍ بهيِّ فطريِّ ، ساحرٍ آسرٍ غيرِ مَكْذُوبٍ ولا مُستَلَب.

(الجمالُ هبةٌ الوهّابِ لا تُصَنَّعُ ولا تُكتَسَب)