جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

رانيا فريد شوقي: ما يحدث في دراما رمضان لا يقبله أي وطني

رانيا فريد شوقي
الديار- جمال عبدالقادر -

رانيا فريد شوقي: لا أميل لتقديم عمل فني عن فريد شوقي

لا أخجل من الظهور بدون ماكياج وأُم لشباب

لصالح مَن يتم تشويه مصر من خلال الدراما

ترتيب الاسم لا يشغلني وهذا ما تعلمته من نور الشريف

هي نجمة من طراز خاص، رغم أنها من عائلة فنية كبيرة، إلا أنها حاولت أن تثبت للجميع أنها موهوبة، وتستحق المكانة التي وصلت إليها، تغيب لأنها تبحث عن العمل الذي يُضيف لها ولرصيدها، ولا تهتم بمجرد التواجد؛ فقد صنعت الاسم والتاريخ، ولا يشغلها التواجد.

إنها النجمة "رانيا فريد شوقي"، التي عادت للساحة الفنية بعملين، حققت فيهما النجاح ورد فعل إيجابي، وشاركت مؤخرًا في أكثر من عمل تليفزيوني، بأدوار مختلفة نالت إعجابًا وإشادة كبيرة من الجمهور، حول هذا النجاح، وتفاصيل هذه الأعمال، والجديد لديها من أعمال، والكثير من القضايا الفنية، كان لنا معها هذا الحوار.

* ما سبب غيابك عن موسم رمضان؟

لم أجد عملًا جيدًا يناسبني، وأقدمه للجمهور، قدمتُ في رمضان الماضي مسلسل "ولاد ناس"، وحقَّق نجاحًا كبيرًا، وكان يناقش قضية التعليم، وبيزنس المدارس الدولية. التواجد في رمضان ليس هدفًا في حد ذاته بالنسبة لي، الأهم كيف أظهر، وما أقدمه.

* ما تقييمك لما تقدمه الدراما التليفزيونية الآن؟

الدراما التليفزيونية، عبارة عن زجاجٍ عاكس للدولة: شعبًا وحكومة، وأجهزة ومنظمات وجمعيات، وفى الحقيقة، الدولة أخذت اتجاهًا قويًّا جدًّا؛ لدعم قضايا المرأة، من حيث القوانين، والتوعية المجتمعية، وكل شيء، وهذا انعكس على الدراما، والفن هو القوة الناعمة، الأكثر تأثيرًا؛ لذا أرى أن ذلك يأتي بثماره بالفعل في الشارع المصري.

* ما سبب هجومك على مسلسلات رمضان؟

هاجمتُ الأعمال التي تقدم المجتمع المصري، والحارة الشعبية بشكل سيء، وغير حقيقي، هاجمتُ أعمالًا مليئة بالبلطجة والعنف والدم بدون مبرر، هل الشارع المصري والمجتمع أصبح بهذه الصورة السيئة؟ لصالح مَنْ يتم تشويه المجتمع المصري بهذا الشكل، وتقديمه مجتمعًا عنيفًا بلطجيًّا، يعشق الدم والقتل والاغتصاب، في كثير من الأعمال الدرامية، التي تعرض في رمضان فما يحدث لا يرضي أي وطني؟

كلنا نعيش في مصر، ونحتك بالطبقات الشعبية، ولم نرَ كل هذا العنف والقتل والبلطجة، يجب على مَن يقدم هذه الأعمال، أن يتقي الله في الوطن والناس.

* كيف كانت ردود الأفعال حول مشاركتك في فيلم "الحلم"؟

كانت جيدة للغاية، سعيدة جدًّا برد فعل الجمهور حول دوري في العمل، وهو ما توقعته لأن الشخصية ثرية فنياً، وجيدة، وأحببتها بشكل قوي، وأحببت تقديمها بكل تفاصيلها، لأنها المرة الأولى التي أقدِّم مثل هذه الشخصية، وهو ما جعلني أتحمس لها، وأوافق عليها فورًا.

* هل كانت لديكِ شروط أو اتفاق خاص بوضع اسمك في التتر؟

إطلاقًا، أعرف قدر نفسي ومكانتي، وأيضًا صُناع العمل يعرفون ذلك جيدًا، ولم أحتج لأي شروط أو اتفاقات، شاركتُ في العمل حبًّا في الشخصية، وفي فريق العمل من النجوم.

كما أنني منذ بدايتي، لم أهتم بهذا الأمر؛ بسبب موقفٍ حصل لي مع النجم نور الشريف، في مسلسل "الرجل الآخر"، عندما اختلفت على وضع اسمي في التتر، وقررتُ الانسحاب، وقتها جلس معي الفنان العظيم نور الشريف، وتحدث معي، وقال لي: "إن الجمهور له حسابات أخرى، وبعد العرض سوف يُرتِّب الأسماء حسب حبه وتقييمه هو، وليس ترتيب التتر، اهتمي بدورك فقط، وبعدها تتأكدين من كلامي ".

وبالفعل، بعد عرض العمل، ونجاحه الكبير، كان للجمهور رأي وترتيب مختلف عما في التتر، ومن هذا الموقف، قررتُ ألا أهتم إلا بدوري فقط، بالطبع لو كانت هناك إساءة، أو عدم تقدير، فلن أسكت، لكن لم يحدث حتى الآن.

كيف كانت تجربتك مع حكاية "أُم العيال"؟

* كانت تجربة جيدة وصعبة جدًّا، جيدة في تعرضها لحكاية أُمٍّ فقيرة، تعمل خادمة لتنفق على أولادها الـ 7، وزوجها العاطل مُدمِن المخدرات، وهو نموذج متكرِّر في المجتمع، المرأة التي تتحمل مسئولية عائلة بأكملها، صعبة لأنها أجهدتني في تفاصيلها، ومعاناتها التي عشت معها، وغضبت لها وعليها، لكنَّ رد فعل الجمهور، والنجاح الذي حققته .. أزال عني كل هذا.

* وماذا عن "أبو العروسة"؟

سعيدة بأن نجاحه جعل الجمهور يطلب جزءًا ثالثًا، العمل اجتماعي به الكثير من الرسائل، التي تتحدث عن القيم التي نفتقدها، بالطبع سمعتُ بالنقد حول إيقاع العمل، وبطء الأحداث، وأنا مع هذا النقد؛ بسبب طول مدة الحلقات الـ 60، وإنتاج جزء ثالث بعد طلب الجمهور، دون كتابة الحلقات بشكل أفضل، لكن بشكلٍ عام، هو عمل جيد، وحقق ما أراد، ووصل للجمهور بشكل جيد.

* هل أنتِ مع فكرة حدوتة الـ5 حلقات فقط، أم ترغبين في زيادة الأحداث، وكلها حول المرأة؟

طبعًا، أنا مع فكرة الدراما القصيرة في العموم، ولكنى أفضِّل بالطبع أن تكون جميع القصص في 10 حلقات؛ ففي نظري تقديم الحدوتة في خمس حلقات فقط، يجعل الجمهور يعيش في القصة بشكل أكبر، المرأة أصبح لها دورٌ أكبر وأهم بعد خروجها للعمل، وتحملها مسئولية الإنفاق، بجوار تربية الأولاد، وهناك رجال تخلوا عن دورهم لزوجاتهم، وهنا لا أُعمِّم، لكن هناك حالات في المجتمع وعددها ليس بالقليل، وطبيعي أن تتعرض لها الدراما.

* ظهرتِ في العملين " الحلم، وأُم العيال" بدون ماكياج وأُم لـ 7 أطفال، ألم تتخوفي من ذلك؟

إطلاقًا، تفاصيل الشخصية استدعت ذلك، كيف أقدِّم دور سيدة من العشوائيات فقيرة، وتعمل خادمة لتنفق على أولادها، وأظهر بماكياج أو لبس شيك، كل شخصية ولها تفاصيلها، التي لا يمكن أن نتجاهلها، وأنا مِن مدرسة المعايشة والاهتمام بالتفاصيل، أما أني أظهر كأُم لسبعة أطفالٍ، بعضهم في جامعات، أمرٌ طبيعي أولًا، لأن ابنتي في الجامعة، ثانيًا في هذه الأحياء والطبقات، البنت تتزوج في سنٍّ صغيرة، وطبيعي أن يكون الفرق في السن بينهما صغيرًا.

* كيف تختارين أدوارك في هذه المرحلة العمرية؟

أختار الدور الجديد والمختلف، الذي لم أقدِّم مثله سابقًا، فنظرًا إلى أنني أثبتُّ اسمي، وتجاوزتُ مرحلة الانتشار والحضور؛ من أجل الحضور؛ فلا يهمني الآن سوى تقديم عملٍ جيد يضيف إليّ وإلى تاريخي، وعند قراءة النص، أضع نفسي مكان المُشاهِد، وأتساءل: هل يجذبني، وهل يضيف لرصيدي أم لا؟

* ما رأيكِ في تجربة عرض أعمال على المنصات الإلكترونية؟

تطور وسائل العرض للأعمال الفنية أمرٌ معروف ومطلوب، والجيل الحالي من الشباب، لديه اهتمام بالمنصات الإلكترونية، وما يُعرَض عليها بشكلٍ عام، ومِن المهم أن نصل للجيل الجديد بالوسائل التي يُقبِل على متابعتها ومشاهدتها، لكنّ هناك أجيالًا أكبر لا تزال تشاهد التليفزيون وتتابعه، في النهاية أغلبية ما يعرَض على المنصات يُطرَح على شاشات التلفزيون حتى ولو بعد فترة زمنيةٍ تختلف من منصة لأخرى.

* أين أنتِ من السينما والمسرح؟

م أبتعد عن المسرح؛ فهو عشقي وغرامي، قدمت "الملك لير"، واستمر العرض لمدة عام كامل، ولا يُفترض في المسرح أن أقدِّم مسرحية كلَّ فترة قصيرة، إنما من وقتٍ لآخر، خصوصًا مع تلك الظروف التي نمر بها، فمنذ 2011، كانت هناك مظاهرات وغيرها، وبالطبع سببَ هذا حالة هدوءٍ في المسرح بشكلٍ عام، ورغم ذلك، قدمت في 2015 مسرحية "بابا جاب موز"، ثم في 2018 قدمنا "الملك لير".

أما السينما؛ فبالتأكيد أحب أن أعمل فيها، ولكن عندما يُعرَض عليَّ دور جيد وفعال في الفيلم، ولا أشترط أن يكون دورَ بطولةٍ، ولستُ مبتعدة عن السينما، ولكن أين فنانون كثر، فلا يوجد سوى 5 أو 10 أشخاص يقدِّمون أعمالًا سينمائية؛ بسبب قلة الإنتاج؛ ففي الماضي، كان يقدَّم 60 فيلمًا، حاليًا لا يقدم سوى 20 فيلمًا، 5 من بينها تنتشر، والباقية لا يعلم أحدٌ عنها شيئا.

* هل تراجع الفنانين عن الإنتاج لأنفسهم من أسباب قلة الإنتاج السينمائي؟

الفنانون قديمًا كانوا ينتجون لأنفسهم، لأنه كان لديهم حلمٌ في هذه الصناعة، ولم ينتجوا من أجل المال فقط، إنما كانوا مؤمنين بصناعة السينما، ودور الفن ورسالته، ولكن الجيل الحالي ليس كذلك.

* هل من الممكن أن نرى أولاد رانيا فريد شوقي في التمثيل؟

مَلك بنتي، تحب التمثيل، ولكن أحلامها هوليوود وأمريكا، وليست في مصر، هي حرة في قرارتها ورسم حياتها كما تريد، وأنا لا أملك إلا النصيحة والتوجيه فقط، دون تدخلٍ مباشر أو فرضِ رأي.

* ما الجديد في تقديم مذكرات الراحل فريد شوقي في عمل فني؟

لا أعرف هذا الأمر في يد أختي ناهد، وهي المتحمِّسة له وتسعى لتقديمه، والعمل غالبا من تأليف الكاتب الكبير بشير الديك، عن نفسي لا أميل لتقديم حياة والدي في عملٍ فني، ولا أرى أحد يستطيع تجسيد شخصية فريد شوقي، عمله كفنانٍ ومشوار حياته قدَّمه بنفسه في برنامج مشوار حياتي، أمّا حياته الشخصية؛ فهي ملك له ولنا، ولا أتهم أحدًا.