جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

العيد زمان.. لمة العيلة والأهل التي فرقتها السوشيال ميديا (2)

الديار- طارق سعيد أحمد -

في الذكريات حياة تجذبنا نحوها ليل نهار، منا لا يقوى على الانفكاك منها بسهولة للدرجة التي يتحول فيها الواقع إلى نوستالجيا متدفقة في الواقع اليومي المعاش، وآخرون يهابونها حتى الغرق في الآني والتمتع باللحظة باعتبارها وحدة زمانية رحبة ولا يستهان بها ما بين هذا وذاك يمر العمر بأحداثه التي تشكل حزما من الذكريات وهكذا يصل الإنسان إلى آخر الطريق.

"الديار" حرصت على تسجيل ذكريات بعض الأدباء في طفولتهم أثناء حقبة زمانية مغايرة عن ما نحياه اليوم بكل تفاصيلها عن عالمنا، نؤرخها علنا لنكتشف من تلك المفارقة إلى أين نحن ذاهبون.

بداية قالت الكاتبة عزة رشاد: الأعياد هي غِراء قوي، به يتماسك النسيج الاجتماعي "أفقيا"، كما أنها تتحرك رأسيًا من حقبة تاريخية إلى أخرى، ولهذا نحتفل اليوم كما احتفلنا بالأمس وسنحتفل غدًا، بعيد النيروز، وبعيد شم النسيم، وفيه مازلنا نقلد أجدادنا قدامى المصريين ونلون البيض ونأكل الحلبة والبلانة، العيد يجمعنا ويقرب المسافات بين مختلف الطبقات والثقافات، وبالنسبة لي فلطالما اعتبرت يوم شم النسيم أجمل أيام السنة، يوم الاحتفاء بالطبيعة وتقديرها، يوم نزهة ومرح وغناء وبهجة يصعب اصطيادهم على مدار العام، وكان الأهالي يخصوننا فيه بالثياب الصيفية الجديدة، لأنه يأتي قبيل البداية الفعلية للصيف ذي الحرارة العالية، وفي بلدتي الأولى كنا نذهب بثيابنا الجديدة إلى "وابور النور" حيث تستقبلنا الورود الأشجار والعشب الأخضر المُندى، فنندمج مع بعضنا، ولا نتوقف عن اللعب إلا بعد غروب الشمس، بعد أن يكون قد تم التنكيل بالثياب الجديدة.

أما عيد الفطر فيميزه أنه يعقب شهر رمضان الذي اعتاد أهالينا اعتباره بحد ذاته عيدا طويل ينتظرونه من العام للعام التالي، وهو إغراء قوي يبدأ من قصاقيص الورق اللامع تمتد من كل بلكونة إلى المقابلة لها لتشكل ديكورا فريدًا، يقوي معرفة الجيران ببعضهم وأحيان يكون بداية تعارف رمضان أيضًا شهر العطاء، ولطالما شاركت في إعداد صواني الإفطار التي تنزل للجامع قبيل آذان المغرب لكي يفطر عابرو السبيل أو تذهب الصواني للفقراء في بيوتهم، وهو واجب كان يقسم على شقق الشارع، كل حسب مقدرته.

كان ذلك قبل ظهور "موائد الرحمن" التي تقف عند رأسها الآن فلا ترى نهايتها، وفي رمضان أيضا كان لابد من إعداد الكعك للعيد، ومعه بالطبع البيتي فور والغريبة.. إلخ. في طفولتي كان وزن عشرين كيلو دقيق تخصصها الأسرة لهذه الحلوى أمر عادي جدا وهو ما يستمر حتى الآن، لكن الفرق أن الناس الآن تشتريه جاهزا متفاوت الأسعار وبالطبع متفاوت الجودة أيضًا.

المهم أنه جاهز، فما من أحد مستعد لأن يعده بنفسه في البيت مثل زمان، عندما كان طقس الكحك يعني اجتماع الجارات كل ليلة في بيت إحداهن لعمل الكحك بخطواته، لأن الحياة تطورت، ولم يعد في الوقت متسع الآن للعجن والتقطيع مثل زمان، عندما كان التفنن في نقش الكحك وفي اللعب والضحك المصاحب له، وكذلك الفضفضة والأسرار العائلية وغيرها التي يتم الكشف عنها بنفس نعومة وهشاشة الكحك ولهذا مزاياه وعيوبه في بعض الأحيان.

لكن بالتأكيد أن هذا التواصل كان يظهر المشاكل مبكرا ويساعد على حلها بدلا من أن تتراكم وتهدد بالانفجار والكعك الذي ستتم تسويته في الفرن ثم رصه في علب جميلة يتم إرسال البعض منه هدايا للجارة التي لم تسمح لها ظروفها بعمل كحك هذا العام، وهدايا للجارة المسيحية أيضا، التي بدورها سترد الهدية في عيد القيامة تذهب العلب بالسكر الناعم المرشوش عربون محبة هذه المشاركة والتواصل بين الجيران كان أحيانا أقوى من صلات القرابة والرحم، عندما كان يستحيل أن يمرض أحد في السر أو يموت ولا يدري به أحد، كان هذا عندما كان التدين شعبيا يتوخى تعظيم روح الدين وقيمة حسن الخلق والعطاء وإصلاح ذات البين التي وصفها الحديث الشريف "عن أبي الدرداء" بأنها أفضل درجة من الصلاة والصوم والصدقة، وليس اختصار الدين في ممارسات شكلية كما فعل التيار الوهابي الأصولي بعد ذلك، وما نراه حتى الآن.

البنية المعرفية للمدينة

وقال الكاتب سمير الفيل: ولدت في حارة فقيرة إلى حد كبير، بقلب المدينة الحرفية دمياط، وبسبب موت والدي المبكر، وأنا لم أتجاوز السنتين ارتبطت بدولاب العمل في المدينة الحرفية الشغالة، فنزلت سوق العمل في سن السادسة، أي أنني في الوقت الذي بدأت فيه تعلم الأبجدية، تفهمت معنى العمل في صنعة ما، يحكمها "أسطى" في حرفة الموبيليات ثم بعد فترة في ورش صناعة الأحذية.

هذا الخروج المبكر لم يجلب لي التعاسة أبدا، بل تحقق لي بشكل ما معنى الاستقلال المادي، والولوج إلى البنية المعرفية للمدينة المنكبة على الشغل طول الوقت، حدث هذا في وقت مبكر جدا، لفت نظري مكر الصنايعية في تعاملهم مع الصبية، وفي طبيعة العلاقات بين الرجال والنساء.

لم تكن المرأة سافرة تماما، لكنها في نفس الوقت كانت محتشمة، فالملاءة "اللف" الحريرية السوداء تحبك على الجسد، وهناك إيشارب على الرأس يسمح بظهور خصلات الشعر

في تلك المساحة الحرة كان التخطيط للعيد يبدأ منذ منتصف شهر رمضان حيث تصحبني أمي ليأخذ "الجزمجي" مقاس قدمي، تدفع له العربون، ومنه تنطلق إلى محل خالي الأسطى أحمد، فيأخذ مقاس البنطلون التي تشتري قماشه من سوق التجاري ، أما القميص فهي التي تفصله لأن عندها ماكينة خياطة، ماركة "سينجر"، وأمي شاطرة يمكنها تفصيل عدد من القمصان في ليلة واحدة والتفصيل بقياس القميص القديم مع إضافة عدة سنتيمترات لزوم النمو الجسدي المتوقع - كانت وحدة القياس عندها الشبر- وهو معروف، و" الفتر" وهو مقاس أصبع واحد، بمعنى أربعة فتر يعني أربع أصابع متلاصقة.

كانت أياما مبهجة جدا لأن المعلم سواء في الورشة أو المحل، في ليلة العيد يسلمني "قبضيتي" إضافة إلى "العيدية" وغالبا ما تكون أكبر قيمة من "الجمعة" المعتادة، معلمون قليلون كانوا يلفون لنا بيجامة كستور أو لينوه -حسب طبيعة الفصول-ويربتون على أكتافنا في أبوة.

ليلة العيد أحضر بنفسي الحذاء والبنطلون، وأبات والحذاء اللامع بجواري، وعلى مسافة 5 سم من الوسادة -بالبلدي المخدة-في الصباح أسمع تكبيرات العيد، وهي تنعش روحي خاصة أن مسجد" النفيس" قرب بيت جدي ـ جدي الذي صعد ليلحق بأبي بعد ثلاث سنوات يخشع قلبي، وننزل لنكون في الصفوف الخلفية للمصلين، فالأسطوات يدفعوننا بقبضاتهم الغليظة للخلف لأن الكبير كبير والصغير صغير.

نحصل على عيديات قليلة من الجيران في طريق عودتنا للبيت، وهناك نغير ملابسنا القديمة بثياب العيد،، ولابد أن يكون كل شيء جديد (لانج) فكرت أمي مرة أن تدبر أمرها، وتقتصد في المصروفات بأن تعطي ملابس الأخ الأكبر للأوسط، والأوسط للأصغر، فقمنا بثورة صغيرة لكي تكون الملابس كلها جديدة كل الجدة -تضامن معنا أخي الأكبر عادل وهو الوحيد الذي كان سيتم شراء ملابس جديدة له ، ونجحت الثورة.

قبل الظهيرة تكون وجهتنا إلى رأس البر، في "لنش" موقعه قرب الكوبري القديم، نعطي السائق قرشين، نجلس في أماكننا بهدوء مثل الكبار فلا نزيط أو نهيص إلا بعد أن يرسو اللنش قرب حافة منطقة الجربي أو لصق النيل، من هناك تبدأ أشهر غواية وهي نزول البحر، في الصيف يكون هذا أمر سهل ولذيذ، في الشتاء نتغلب على البرد ونقتحم الأمواج ونحن نرتجف ثم نتعود على برودة المياه بل نستلطفها، الغواص على سارية في فمه صفارة يطارد بصوتها المسرسع كل من يبتعد ويريد الوصول إلى البراميل برفع الراية الحمراء أو السوداء أو برفع الرايتين معا.

حوالي ثلاث أو أربع ساعات نقضيها وسط اللجة الزرقاء، بعد أن نشبع من العوم، تكون جلسة الشاطئ وهناك نشتري فواكه الموسم، أتذكر أن كيلو المشمش كان بخمسة قروش، وكيلو البرقوق السكري بتسعة قروش ونحن نضحي بأنفسنا من أجل التمتع بمذاق الفاكهة أما سندويتشات الفول والطعمية فهي مؤجلة حتى العصر أو المغرب، وربما مر اليوم كله دون أن نتناولها.

عند هبوط الشمس بعيدا تكون السماء قد اصطبغت بالإحمرار فنذهب إلى كورنيش النيل ونسير على المكعبات الاسمنتية المتداخلة قرب اللسان، ونحن نحاذر أن تزل أقدامنا فتخطفنا الجارية لتتزوج بنا، في أقرب فرصة تتخلص منا وترمي بنا على الشاطئ.

كانت التعاسة تستولي على قلبي لأن ما من "جارية" أحست بي وضللتني بالإختطاف أو المراودة، فكنت أحدق في المياه، وعندي هاجس أن هذا شيء مقدس وحتمي لكن الوقت ربما غير مناسب.

يمر المصوراتي بنا فنقاوله على الصورة بأربعة أو خمسة قروش، يرضى فنمد أيدينا بالعربون ونضع الوصولات في جيوبنا، مصور ذلك الزمن كان غريب الشأن، يصحب معه صورة مجسدة لجمل أو حصان أو سمكة قرش أو قارب صغير ليركبه الطفل ويلوح بيده في فرح.

م نكن سذج لنفعل ذلك بل أننا نتحدى عين العدسة، نحدق في الشعاع الذي سيحولنا لا محالة لمساحات من الظل والنور، يدفعنا الحماس إلى أن نستقل زورق لنذهب إلى الضفة المقابلة حيث نصعد "الفنار" ونراقب الخط الفاصل بين ماء النيل الأحمر وماء البحر الأزرق كأنه خط رسم بالمسطرة وقلم الرصاص: هي يد الرب في الأعالي.

كنت شخصيا، لا أحب الذهاب إلى السينما في العيد لأنها تكون مزدحمة جدا إضافة إلى أن باعة السندويتشات يحشون الشطائر بالشطة فحين تنتهي من طعامك تبحث عن ماء الصنبور العمومي فتجده مغلقا، لا مفر من دفع قروش لتحصل على كوب عصير هو لون أحمر مع ماء بارد، ممزوج بالسكر يلعب الظلام لعبته في عدم اكتشاف المكيدة التي يقع فيها كل الصغار وعدد أقل من الكبار القادمين من عمق الريف.

في سنوات الخمسينيات، كان المرور في اليوم الثاني على الأخوال والأعمام بغرض المعايدة لكن الهدف المختبئ وراء الزيارة، هو الحصول على عيدية مناسبة تقع بين الشلن والبريزة، لم نتمكن من الحصول على ربع الجنيه أو نصفه إلا في الستينيات وبطلوع الروح.

كل بيت ندخله يقدم لنا الكعك والبسكويت والغريبة والسفوفية وكنت أحب القرصة ذات اللون الأصفر الغامق، فإذا ما قبلتنا العمات الطيبات فإن علينا أن نتلحلح ونغادر المكان، عمتي فاطمة كانت تضمنا وهي تبكي لموت أخيها صاحب محل صناعة الأحذية قرب جامع البحر، وعمتي فتحية تفعل نفس الشيء، عمان لي هما كمال وسعد كانا يبيعان الأقمشة في محلين متباعدين.

أما خالاتي فهن قويات وقادرات على كبح دموعهن، على صلة مستمرة بنا، ربما لأن زياراتهن لبيتنا في قلب سوق الحسبة لا تنقطع: خالاتي فاطمة وفتحية وهند، قريبات من أمي، وجدتي فهيمة كانت دقيقة الملامح وتتعامل معنا كشياطين صغار، تضربنا لأقل هفوة لكنه ضرب الحبيب الذي هو مثل "الزبيب".

وعلى ذكر الزبيب فلابد أن أشير إلى أن جدي الحاج توفيق كان يأتي لنا بثوب من "القمر الدين" نقطع منه ما نشاء ثم أجولة من البندق والجوز واللوز في تلك السن المبكرة لم نكن نعرف الكسارات فجعلنا أبواب الغرف وسيلتنا لفدغ الحبات وكانت تحدث صوتا يشي بنا فلففنا الحبات في قماشة قديمة وفررنا بجرمنا.

لو أننا تأخرنا بعض الوقت عن رحلة رأس البر فسوف نشاهد "المسحراتي" ممتطيا حمارا هزيلا يدق على "الباز"، وسكان البيوت يمنحونه القليل من المال والكثير من التمر والكعك، يضع هذا في خرج على جانبي الحمار كان كل مسحراتي يصحب معه ابنة لطيفة وهي تبتسم لكل من يدس قرشا أو مليمين في يدها الصغيرة. أين ذهب الأولاد؟ لا أدري، ولم أصل للجواب حتى لحظتنا هذه.

الأحواض القريبة من النيل والملاصقة له عبارة عن حدائق مفتوحة، تجلس الأسر منذ العصر على النجيل الأخضر، وهناك باعة الترمس والبليلة والفول المملح، شخصيا كنت أفضل الحلبة التي كان لها طعم لذيذ ويضعها لنا البائع في قراطيس ورقية يعصر للكبار ليمونة ويضع قليلا من الملح على وجه "القرطاس" أما نحن فلكوننا صغارا فكان"يكلفتنا" ويضحك علينا، كنا نطالبه بأن نشرب من القلل المتراصة حول العربة الخشبية لأن بها "المزهر" فيسمح بذلك تارة، ويزجرنا تارة أخرى.

اليوم الثالث نذهب إلى "حارة العيد" بالقرب من جامع الفاتح الأسمر التكروري، هنا يلعب الأطفال ألعابهم المفضلة، الأرجوحة، الدوخية، النيشان، حظك عن طريق الفار، الشيكوبيكو -دمية من جبس ،تتكلم- القطار الحديدي -الدفع باليد ليرتطم القطار بالبومبة فتفرقع بصوت مدو- المرأة التي تنور-باستخدام لمبة نيون- مع جماعات الذكر، ودق الوشم، وباعة حب العزيز والحمصية و الفولية، لكن المدهش أن أهم طبق، وكان ثمنه مليم واحد هو الطرشي بمختلف أنواعه (اللفت، الجزر، الخيار، الكرنب، الليمون المعصفر).

اليوم الرابع ليس عيدا رسميا ، لكن دولاب العمل في المدينة الحرفية له رأي آخر فالورش تغلق حوالي أسبوعين كاملين، تسمى تلك الفترة الزمنية "المسامحة" تجد الرجال جالسين على المقاهي، يلعبون الدينامو أو الورق، والمتعلمين يفضلون الشطرنج في مقاهي مخصوصة، منها قهوة "البوسفور"، و"أنسطاسي".

يوجد غير ذلك فسحة المركب، تستأجر بالساعة حسب الاتفاق، قد يكون المبلغ عشرون قرشا بشرط ترك البطاقة كضمان وهناك نشاط تأجير الدراجات –العجل-بالساعة أيضا، كان أخي ماهر يأخذني أمامه على الماسورة، وأحيانا يخطئ تقدير المسافة فندخل في المارة من الخلف، إما أن يسامح الشخص أو يكيل لنا الشتائم ونحن نداري ضحكنا يالنا من أطفال أشقياء ، تقول جدتي لأبي، "وحيدة" عنا العفريت يقوم ويقول لكم اتفضلوا مكاني.

في مواسم البلح والجوافة كانت النسوة تبيع ما لديها في "مشنات" (جمع مشنة، وهي وعاء مصنوع من البوص وأعود الحناء) بنظام "الشروة" بمعنى كمية من البلح والجوافة والمانجو قبل النضج والليمون بمبلغ محدد.

لا أحد لدينا لديه ترف شراء الخوص وزيارة الميتين، فنحن فقراء إلى الله، لكننا سعداء بحياتنا، قانعون، نرى غيرنا يوزع الأرغفة بالفول النابت، وأقراص المنين، والكعك بعجوة، والبلح الصيص.

لو مات عمدة ضاحية من ضواحي المدينة فسيبتسم لنا الحظ، حيث نتمكن من الحصول على رغيف به قطعة لحم أو فص دجاج، وقرب مدافن عائلتي مدافن عائلة الدكتور علي مشرفة، تقصيت في المسألة فعرفت أن غالبية عائلته ترقد هنا، لكنه دفن بالقاهرة.

أما بنت الشاطئ التي قابلتها مرة أمام محل موبيليات قريبها الروائي مصطفى الأسمر فلها حاليا تمثال في ميدان الساعة، ويوجد تمثال ثان قرب موقف السيالة للعالم الفذ على مشرفة

عيدنا كان مشحونا بالبهجة، تطل السعادة من شرفاته، وكنت أدخر أحيانا جزءا من عيديتي لأشتري قصة من سلسلتي "أرسين لوبين" أو" شارلوك هولمز" ولم أنتبه لأهمية نجيب محفوظ إلا بعد أن وجهتني أبلة عايدة جبر لذلك، لكنني قبلها تلكأت قليلا على أعتاب محمد عبدالحليم عبدالله، ويوسف السباعي حتى جذبتني ندهة تشيخوف الذي بدا لي معلما لا يشق له غبار كما قرأت مكسيم جوركي ولم أسترح له، فيما زلزلني ألبير كامو في "الغريب" بشكل ما، كلنا غرباء.. في العيد وغيره من أيام ربنا؟!