جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

أسوشييتد برس: طهران تشيد سفينة دعم ضخمة بالقرب من مضيق هرمز

سفن حربية إيرانية
الديار - حسام السيسي -

كشفت وكالة 'أسوشييتد برس' عن أن الحرس الثوري الإيراني يشيد سفينة دعم جديدة ضخمة بالقرب من مضيق هرمز الاستراتيجي، تحت مسمى شهيد مهدوي، ضمن محاولة لتوسيع وجوده البحري في المياه الحيوية لإمدادات الطاقة الدولية وما وراءها، وفق صور الأقمار الصناعية التي حصلت عليها.

وستكون سفينة "شهيد مهدوي" قاعدة كبيرة وعائمة يمكن من خلالها تشغيل القوارب السريعة الصغيرة التي تشكل إلى حد كبير أسطولها.

وجاء بناء السفينة عقب سلسلة من النكسات لكل من الحرس الثوري والبحرية الإيرانية، وتعثر مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني مع القوى العالمية.

وذكر فرزين نديمي، الزميل المشارك في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى الذي يدرس الجيش الإيراني: "إنهم ينظرون إلى ما وراء الخليج الفارسي، في المياه الزرقاء لبحر العرب والبحر الأحمر وشمال المحيط الهندي".

ويظهر أن "شهيد مهدوي" هو تحديث لسفينة الشحن الإيرانية ""سارفين"، حيث لهما نفس الهيكل والمنحنى، وكشفت صور الأقمار الصناعية من شركة " Planet Labs PBC" وصول السفينة "سارفين" حوض شهيد دارفيشي للصناعات البحرية التابع لوزارة الدفاع الإيرانية، غربي مدينة بندر عباس في أواخر يوليو الماضي.

وكانت تضم السفينة أسلحة مضادة للطائرات في مقدمتها ومؤخرتها، تبعاً لاتش آي ساتون، خبير السفن الحربية.

وأوضحت صورة عالية الدقة جرى التقاطها للحوض، أن السفينة "شهيد مهدوي" لا تزال في حوض بناء السفن، وبجوارها مباشرة، إحدى الغواصات الإيرانية الهجومية من "طراز كيلو" التي تعمل بالديزل تخضع لعملية إصلاح شاملة.

ومع توزيع صورة السفينة "شهيد مهدوي" على الإنترنت، عرضت وكالة أنباء فارس، القريبة من الحرس الثوري، بأنها "مدينة بحرية متنقلة" قادرة على "ضمان أمن الخطوط التجارية الإيرانية، وكذلك حقوق البحارة والصيادين الإيرانيين في أعالي البحار".

وكان قد جرى استعمال مثل هذه السفن كقواعد عائمة في المنطقة من قبل، ولا سيما من قبل البحرية الأمير كية خلال ما يسمى "حرب الناقلات" في ثمانينات القرن الماضي، عندما انفجرت الألغام الإيرانية ضد سفن النفط الخام خلال تلك الحرب، وباشرت البحرية الأميركية في مرافقة السفن حتى تخرج من الخليج الفارسي عبر مضيق هرمز.

وفي غضون الصراع، حولت القوات الخاصة الأميركية السفن التجارية إلى قواعد عمليات متقدمة، ولا تزال البحرية الأميركية تعمل بنفس الفكرة حتى اليوم، حيث كانت سفينة "يو إس إس لويس بي بولر" التي تعتبر أساس الأسطول الخامس في الشرق الأوسط، مصممة كناقلة نفط.

وذكر مايكل كونيل، الخبير في شؤون إيران في مركز التحليلات البحرية ومقره فرجينيا: "يبدو أن شهيد مهدوي سيتم تكوينه ليكون قاعدة انطلاق أمامية، على غرار السفينة الأميركية "بولر" التي شهد الجيش الإيراني فائدتها كمنصة للحرب الاستكشافية وإبراز القوة".

وعلى مدار سنوات، قام الحرس بدوريات في مضيق هرمز والخليج العربي، فيما كانت البحرية الإيرانية تقوم بدوريات في البحار والمحيطات وراءها، ومن الممكن أن تمنح هذه السفينة الحرس الثوري القدرة على توسيع وجوده في تلك المياه التي كانت تخضع لدوريات البحرية.

فيما لم يقبل تيموثي هوكينز، الناطق باسم الأسطول الخامس الأميركي، التعليق على وجه التحديد بخصوص هذه السفينة، حيث قال: "نحن حريصون على عدم مناقشة الأمور المتعلقة بالاستخبارات"، مضيفاً: "لكن بشكل عام، فإننا نولي اهتماماً وثيقاً للغاية للبيئة البحرية مع شركائنا الدوليين من أجل الأمن والاستقرار الإقليميين".

وجاء وصول "شهيد مهدوي"، التي ستكون أكبر سفينة في أسطول الحرس، وسط جملة من الكوارث البحرية لإيران، فقد غرقت أكبر سفينة في الأسطول الإيراني "خرج" في يونيو الماضي.

وخلال عام 2020، أصاب صاروخ بالخطأ سفينة تابعة للبحرية خلال تمرين، مما أسفر عن مقتل 19 بحاراً وإصابة 15 آخرين، وكذلك غرقت مدمرة تابعة للبحرية الإيرانية في بحر قزوين في عام 2018، وأيضاً تعرضت سفينة شحن في البحر الأحمر، يظن أنها قاعدة استخبارات تابعة للحرس، لانفجار في العام الماضي.

فيما ذكر نديمي المحلل في معهد واشنطن إن سفينة "شهيد مهدوي" يمكن أن تؤدي دوراً في عمليات التجسس والتخريب التي يقوم بها الحرس الثوري، وكذلك يمكن تجهيزها بصواريخ بعيدة المدى.