جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

بعد تكرار حوادث الغـرق .. مصايف الموت .. نزهة بلا عودة

تزايد حوادث الغرق
تحقيق : أحمد عبد الحليم -

90% من الوفيات نتيجة نزول البحر بعد غروب الشمس

شدة سرعة الرياح تسبب تيارات السحب وارتفاع الأمواج

العجمي وأبو تلات خطر .. وجليم وسيدي بشر والعصافرة آمنة

رشاد : لدينا نوات صيفية فى يوليو أخطر من الشتاء

موسى : 11 غريقاً بالعجمي في عيد الأضحى

عيسى : ارتفاع سطح البحر وتغير مسارات الرياح أهم الأسباب

تحقيق : أحمد عبد الحليم

شهدت الشواطئ المصرية في الآونة الأخيرة تكرارا لحوادث الغرق بأعداد غير مسبوقة وتحولت الرحلة الترفيعية إلى رحلة ذهاب بلا عودة بين أحضان الأمواج لبعض المصطافين، الذين راحوا في مغبة البحر وتركوا الأحزان لأسرهم.

مع وجود أخطر النوات الصيفية في شهر يوليو التى تسببت في ارتفاع الأمواج وسرعة الرياح وأدت إلى عملية السحب بمياه البحر، علاوة على عدم الوعي الكافي ودراية المصطافين الوافدين من المحافظات بطبيعة الشواطئ المفتوحة ذات المواجهات الواسعة التي تختلف عن الشواطئ الآمنة، بالإضافة إلى تجاهل البعض للتعليمات والإرشادات التحذيرية، وتهور بعض الشباب بالنزول ليلاً للسباحة في الشواطئ المفتوحة والمُغلقة بأمر النيابة العامة.
"الديار" حاولت الوصول الى السبب فى تزايد هذه الظاهرة المقلقة وسبل تداركها من خلال استطلاع رأى الخبراء والمعنيين بها .
عدم إتباع الإرشادات
في البداية قال اللواء جمال رشاد ـ رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية ـ إن السبب الأساسي في تكرار حوادث الغرق يرجع لسلوك المصطافين بشكل عام، من حيث أنه يوجد شواطئ مفتوحة ذات المواجهات الواسعة بغرب الإسكندرية مثل العجمي وأبو تلات وغيرها لها طبيعة خاصة تختلف عن شواطئ شرق الإسكندرية مثل جليم وسيدي بشر والعصافرة التي بها خلجان مؤمنة وحواجز للأمواج، كما أن 98% من حالات الغرق من وافدي الأقاليم المجاورة للإسكندرية
وطبقاً للإحصائيات فإن 90% من الغرقى كانوا نتيجة لنزول الشاطئ بعد غروب الشمس وعدم إتباعهم للتعليمات والإرشادات المقررة باللائحة المستديمة للشواطئ على أن يتم نزول البحر من شروق الشمس إلى غروبها من الساعة 7 صباحاً وحتى 7 مساءً، لكن بالرجوع إلى توقيتات حالات الغرق نجد إنها حدثت وقت انعدام الرؤية تماماً مع عدم تواجد فرق الإنقاذ مما يصعب تواجد الملاحظة لأي حالة لعدم وجود إضاءة.
وعندما تشتد تيارات السحب نجد أن الوافد لا يستطيع التعامل معها وسرعان ما يفقد أعصابه ويتملكه الخوف مما يصعب إنقاذه، هذا بخلاف نزول مجموعات للبحر من 6 أو7 أفراد فتجرفهم المياه مرة واحدة وبالتالي يصعب إنقاذهم كلهم ويغرق منهم ضحية أو إثنين، وطبقاً للإحصائيات نجد أن أهالي الإسكندرية يعلمون تماماً بقواعد النزول وطبيعة الشواطئ المفتوحة بالالتزام بالسباحة في مناطقها الآمنة ونادراً ما يحث حالات غرق منهم.


خطر النوات الصيفية
ويكمل اللواء جمال، إن التغيرات المناخية ينتج عنها ارتفاع في منسوب مياه البحر لكن بالنسبة لحالة الأمواج وارتباطها بموسم النوات الصيفية ، فإذا رجعنا إلى علوم البحار نجد أن لدينا نوات صيفية خاصة في شهر يوليو أخطر من نوات الشتاء، ينتج عنها شدة في سرعة الرياح وتسبب تيارات السحب وارتفاع الأمواج، وهذه النوات أخطر من النوات الشتوية وعلى هذا الأساس نحذر باستمرار منها كل عام،
علاوة على رفع الرايات الدالة على حالة البحر وتوزيع نشرات بالتوعية والإرشاد للمواطنين بأن الراية أو البيرق الأحمر يدل على ممنوع السباحة في البحر تماماً، والصفراء بالسماح بالنزول ولكن بحذر، أما الخضراء فتدل على السماح بالنزول، إضافة إلى أن كل الشواطئ عليها أبراج بأفراد مراقبة لمتابعة المصطافين، وتوجيه الغطاس على الفور لإنقاذ أي فرد جرفته الأمواج لداخل البحر.
وأضاف : بالنسبة لشاطئ النخيل بالعجمي حتى لا نفقد أرواح مواطنين غرقاً فيه يجب أن يلتزم المواطن بتعليمات الشرطة والأمن والجمعية التي تدير المدينة، حيث أن عليه لافتات تفيد بإغلاقه بقرار من النيابة العامة لحين إتمام إصلاح حواجز الأمواج والانتهاء من الإجراءات المطلوبة من الجهات المعنية لفتح هذا الشاطئ
سلوكيات فردية
وأشار السيد موسى ـ رئيس حي العجمي بغرب الإسكندرية ـ إلى أن تكرار حوادث الغرق يرجع لسلوكيات فردية وثقافة بعض المصطافين، حيث أن أغلب حالات الغرق تحدث ليلاً وقبل الفجر من مصطافين وافدين، وأخرهم حالة كانت الساعة 9 مساءً والأخر الساعة 5.30 صباحاً وفرد 3.00 الفجر، وفي عيد الأضحى كان هناك 11غريقا بالعجمي وتم عمل الإجراءات اللازمة لإثباتهم بتقارير صحة وهيئة الإسعاف بمحاضر رسمية.
ورغم وجود الرايات التحذيرية مع ارتفاع الأمواج، والقيام بالتوعية التحذيرية بالميكروفونات، ومرور السيارات بطول الشاطئ لمنع النزول للبحر، إلا أن بعض المصطافين تسللوا للبحر بالليل وحتى الفجر أي في غير المواعيد الرسمية المحددة.
الالتزام بالتعليمات
يرى وليد الشهاوي ـ رئيس مجلس مدينة رأس البر بمحافظة دمياط ـ أن معظم حالات الغرق ترجع إلى عدم التزام بعض المصطافين بالتعليمات، وعدم الوعي الكافي من السلوكيات الفردية، وربما تكون بسبب ارتفاع الأمواج وسرعة الرياح، والزحام الشديد أيضاً.
وأوضح الشهاوي، أن شاطئ رأس البر يشهد إقبالاً كبيراً من المصطافين، وتم تكثيف الجهود خاصة في مسألة الإنقاذ، حيث يتواجد أكثر من 110 منقذين لتأمين نزول المواطنين للبحر، والشاطئ يعمل بكفاءة عالية منذ شم النسيم بمعدات 6 لانش سريع، و2 موتوسيكل مائي "جيتسكي"، علاوة على تواجد 4 سيارات للإسعاف مجهزين لخدمة المواطنين، وتزويد الشاطئ بعدد 5 خيام لتجميع الأطفال التائهين، وخدمات لذوي الهمم الخاصة، بالإضافة إلى 33 برج إنقاذ موزعة بطول الشاطئ، علماً بأن الموسم في عيد الأضحى كان ممتازا، حيث أن لأول مرة يتم تنفيذ خطة إخلاء الشاطئ من المواطنين من الساعة 7 مساءً.
شباب متهور
وأكد، الكابتن إيهاب المالحي ـ قائد غواصي ومنقذي الخير المتطوعين ـ أن حالات الغرق تكررت بشكل غير عادي خاصة في العطلات الرسمية، وأثناء العيد يتزاحم أعداد كبيرة من المصطافين على الشواطئ، كما أن أخطر النوات الصيفية تأتي في شهر يوليو من كل عام والتي تسبب "ملتم" على جميع الشواطئ الساحلية خاصة المفتوحة، وارتفاع الأمواج وسرعة الرياح التي تسبب تيارات السحب، علاوة على عدم الوعي الكافي للمصطافين، فمعظم الغرقى من شباب متهور ينزل البحر في غير المواعيد الرسمية المحددة للسباحة أي قبل الساعة 7 صباحاً وبعد 7 مساءً في عدم تواجد فرق الإنقاذ، إضافة إلى تجاهل هؤلاء الشباب لتعليمات السلامة التحذيرية من المنقذين.