جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

اليوم .. ذكرى رحيل ملك المواويل الفنان محمد عبد المطلب

الفنان محمد عبد المطلب
الديار- أسماء جاد الحق -

"رمضان جانا وفرحنا به بعد غيابه وبقاله زمان، غنوا وقولوا شهر بطوله غنوا وقولوا اهلا رمضان، رمضان جانا" تلك الكلمات التي طالما حل شهر رمضان المعظم لابد أن نسمعها ونحن في غاية السعادة ويرددها الكبير والصغير فقد ارتبط هذا الشهر بها وبالصوت التي قام بغنائها.

هذا الصوت الشعبي القريب من الحارة المصرية الذي كان يذهب من السيده لسيدنا الحسين للقاء حبيبه والذي تتلمذ علي يده كبار الفنانين الشعبيين، إنه الفنان محمد عبد المطلب الذي نحيي اليوم ٢١ أغسطس ذكرى وفاته.

ولد محمد عبد المطلب عبد العزيز الأحمر في ١٣ اغسطس عام ١٩١٠ بقرية شبراخيت بمحافظة البحيرة، وقد سماه والده أسما مركبا كسائر أشقائه الذين بدأ اسمهم بمحمد، وكعادة أهل القري والريف تعلم عبد المطلب في كتاب القرية وبدأ يتعلم قراءة وترتيل القران وأعجب الشيخ بصوته ومميزاته فجعله يؤذن في صلاة الفجر، ليتمكن بعد ذلك من حفظ القرآن الكريم كاملا.

كان محمد لبيب شقيق عبد المطلب الأكبر يعمل بوزارة المالية وعندما لاحظ حبه وموهبته للغناء أخذه معه إلى القاهرة والتحق عبد المطلب بمعهد الموسيقى العربية.

لعبت الصدفة في دخوله عالم الفن حيث تقابل مع الفنان داوود حسني الذي أعجب بغناءه وقرر ضمه إلى تخته وتتلمذ علي يده وبدأ أولي خطواته في عالم الطرب.

ولشدة طموحه بذل مجهودا كبيرا ليبدأ خطوة جديدة بإنضمامة لفرقة بديعه مصابني عام ١٩٣٢، ثم عمل كورس في فرقة موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب.

بعد ذلك تعرف عبد المطلب علي الموسيقار الكبير محمود الشريف وقدما معا اغانى ناجحة جدا أولها اغنية بتسالني بحبك ليه التي حققت نجاحا لطلب وانتشارا كبيرا.

ومن أبرز أعماله فيما بعد تسلم ايدين اللي اشترى، ما بيسألش عليه ابدا، شوفت حبيبي وفرحت معاه، ياحاسدين الناس، رمضان جانا، وساكن في حي السيدة وعلي ذكر هذه الأغنية هي من تلحين الفنان الراحل محمد فوزى ويقال إن فوزى كان يقرر غنائها ولكن ابناءه رفضوا مبررين أنها لا تليق عليه فقرر فوزى التنازل عنها لعبد المطلب.

في عز نجومتيه قرر عبدالمطلب اقتحام مجال التمثيل، والبداية كانت عام 1942 في فيلم علي بابا والأربعين حرامي، ثم مشاركته في بطولة مسرحية يا حبيبتي يا مصر تبعها فيلم تاكسي حنطور، وبنت الأكابر ثم بنت الحتة، كما خاض تجربة الإنتاج السينمائي وانتج مقدما 3 أفلام الصيت ولا الغنى، ٥ من الحبايب، والمتهم.

بلغ رصيده ما يزيد عن ألف أغنية بداية من بتسألني بحبك ليه إلى اسأل عليّ مرة، نجح عبدالمطلب في تأسيس مدرسة غنائية تحمل بصمته وطريقه أدائه، وعلى قواعدها نشأ جيل من المطربين الكبار مثل شفيق جلال ومحمد رشدي ومحمد العزبي.

تزوج عبد المطلب ثلاث مرات الأولى من الراقصة شوشو عزالدين، شقيقة الراقصة ببا عزالدين، وتزوجا عام 1938 وأنجبا ابنيهما نور وبهاء، وتزوج مرة أخرى من الراقصة نرجس شوقي، وتزوج مرة ثالثة من شقيقة زوجة الملحن محمود الشريف، وأنجب منها ابنتيه انتصار وسامية.

توفيت ابنته انتصار عام ١٩٧٩ وذلك قبل زفافها بسبعة أيام مما أثر عليه وتدهورت صحته بشكل كبير.

توفي الفنان محمد عبد المطلب في ٢١ أغسطس عام ١٩٨٠ عن عمر يناهز ٧٠ عاما بعد رحلة طويلة من النجاح الفني.