جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

ما حكم شراء حلوى المولد؟ (الإفتاء تجيب)

الديار -

تحل علينا ذكرى ميلاد سيد الخلق سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بعد أيام، وبهذه المناسبة يتساءل كثيرون عن: حكم شراء حلوى المولد وأكلها في ذكرى المولد النبوي الشريف؟

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، قال إنّ الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف والفرح بها من أفضل الأعمال وأعظم القربات.

وأضاف علام: "يندب إحياء هذه الذكرى بمظاهر الفرح والسرور، وبكل طاعة يُتقرب بها إلى الله عز وجل، ويَدخُل في ذلك ما اعتاده الناسُ من شراء الحَلوى والتهادي بها في المولد الشريف، فرحًا منهم بمولده صلى الله عليه وآله وسلم، ومحبةً منهم لما كان يحبه، فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يُحِبُّ الحَلْوَاءَ، وَيُحِبُّ العَسَلَ) رواه البخاري وأصحاب السنن وأحمد، فكان هذا الصنيعُ منهم سُنةً حسنة".

وتابع: "التهادي أمر مطلوب في ذاته؛ لقول النبي، صلى الله عليه وآله وسلم: (تَهَادوْا تَحَابوْا) رواه الإمام مالك في الموطأ، ولم يَقُمْ دليلٌ على المنع من القيام بهذا العمل أو إباحَتِه في وقت دون وقت، فإذا انضمت إلى ذلك المقاصد الصالحة الأخُرى؛ كَإدْخَالِ السُّرورِ على أهلِ البيت وصِلة الأرحامِ فإنه يُصبح مستحبًّا مندوبًا إليه، فإذا كان ذلك تعبيرًا عن الفرح بمولدِ المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كان أشَدَّ مشروعيةً وندبًا واستحبابًا؛ لأنَّ للوسائل أحكام المقاصد".

الاحتفال بالمولد النبوي

ونص العلماء على استحباب إظهار السرور والفرح بشتى مظاهره وأساليبه المشروعة في الذكرى العطرة لمولده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم: يقول الحافظ السيوطي في "حسن المقصد في عمل المولد" المطبوع ضمن "الحاوي للفتاوي" (1/ 230، ط. دار الفكر)-: [فيستحب لنا أيضًا إظهارُ الشكر بمولده بالاجتماع وإطعام الطعام ونحو ذلك من وجوه القربات وإظهار المسرات.ثم رأيت إمام القراء الحافظ شمس الدين ابن الجزري قال في كتابه المسمى "عرف التعريف بالمولد الشريف" ما نصه: "قد رُؤِيَ أبولهب بعد موته في النوم، فقيل له: ما حالك، فقال: في النار، إلا أنه يخفف عني كل ليلة اثنين وأمص من بين أصبعي ماءً بقدر هذا، وأشار لرأس أصبعه، وأن ذلك بإعتاقي لثويبة عندما بشرتني بولادة النبي، صلى الله عليه وآله وسلم وبإرضاعها له، فإذا كان أبولهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه جوزي في النار بفرحه ليلة مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم به، فما حال المسلم الموحد من أمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم يسر بمولده ويبذل ما تصل إليه قدرته في محبته صلى الله عليه وآله وسلم! لعمري إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله جنات النعيم".

ما حكم شراء حلوى المولد

ومن جانبه أجاب مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على سؤال، هل يجوز لي شراء حلوى المولد النبوي الشريف؟، عبر صفحته الرسمية على موقع فيس بوك.

وقال: «الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يُعدُّ مظهرًا من مظاهر شكر الله تعالى على نعمة المولد، وقد سنَّ لنا سيدنا رسول الله ﷺ بنفسه جنسَ الشكر لله تعالى على ميلاده الشريف؛ فقد صحَّ أنه كان يصوم يوم الاثنين، فلما سُئل عن ذلك قال: «ذلك يومٌ وُلِدتُ فيه»، أخرجه مسلم».

أضاف: «إذا ثبت ذلك، وعُلِم؛ فمن الجائز للمسلم بل من المندوبات له ألا يمرَ يومُ مولدِه ﷺ من غير البهجة والسرور والفرح به ﷺ، وإعلانِ ذلك، واتخاذِ ذلك عُنوانا وشعارًا، وقد تعارف الناسُ واعتادوا على أكل وشراء أنواعٍ من الحلوى التي تُنسب إلى يوم مولدِهِ ﷺ ابتهاجًا وفرحةً ومسرَّةً بذلك، وكلُّ ذلك فضلٌ وخير، فما المانع من ذلك؟».

تابع مستشهدًا بالآية 32 من سورة الأعراف: «ومن يجرؤ على تقييد ما أحله الله تعالى لخلقه مطلقًا؟!، والله تعالى يقول: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ».

وأوضح: «وما وجه الإنكار على إعلان يوم مولده شعارًا يتذكَّر المسلمون فيه سيرته، ويراجعون فضائلَه وأخلاقه، ويَنْعَمون فيما بينهم بصلة الأرحام، وإطعام الطعام التي حثَّ عليها صاحبُ المولِدِ الأنورِ».

وأكد: «وعليه؛ فلا بأس بشراء وأكل حلوى المولِد النبويِ الشريف، والتوسعة على الأهل في هذا اليوم من باب الفرح والسرور بمقدِمه للدنيا، وقد أخرج الله تعالى الناسَ به من الظلمات إلى النور، ومما ذكر يُعلم الجواب، والله تعالى أعلى وأعلم».