جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

عادل وليم يكتب: لطفى الخولى .. من المحاماة للصحافة

-

ولد لطفي الخولي في العام 1928، تعلّم فى القاهرة، وتخرّج فى كلّية الحقوق، جامعة القاهرة سنة 1949، ومارس المحاماة بعد تخرجه حتى العام 1963، وعمل منذ 1961 بجريدة الأهرام وأنشأ عموده "الرأى السياسى"، وأصبح رئيسا لتحرير مجلة الطليعة سنة 1965، وكذلك أشرف على أشرف على صفحة الفكر العربى بجريدة الأهرام سنة 1986.
ومن أبرز مؤلفاته، رجال وحديد (مجموعة قصصية، 1955)، قهوة المماليك (مسرحية طويلة)، القضية (مسرحية، 1961)، الأرانب (مسرحية، 1964)، المجانين فقط لا يركبون القطار (مجموعة قصصية، 1986).

وله عدد من المؤلفات السياسية مثل كتاب "الميثاق الوطنى : قضية للمناقشة"، سنة 1962، كتاب " الهزيمة فى العالم الثالث "، سنة 1966، كتاب " أربع ورقات من الملف العربى"، سنة 1980، كتاب " أيديولوجية السادات والحزب اليسارى المصرى" سنة 1981.
كما حصل على العديد من الجوائز، منها جائزة الدولة التقديرية فى الآداب من المجلس الأعلى للثقافة، سنة 1993.
وفى عالم السينما، قدم قصة أفلام "العصفور - 1974 - (قصة وسيناريو وحوار)، القضية 68 - 1968 - فيلم (قصة وحوار)، ثمن الحرية - 1967 - فيلم (مؤلف)، القاهرة 30 - 1966 - فيلم (حوار).
وكتب عددا من المسرحيات منها "الأرانب" 1965، و"قهوة الملوك" 1959، و"القضية".
لطفي الخولي من أبرز المثقفين المصريين إثارة للجدل في حياته السياسية التي تميزت بالتقلبات الحادة والمبادرات المستمرة.
ومن أحدث محطاتها تأسيسه "التحالف الدولي من اجل السلام" اعلان كوبنهاجن
ساهم في الاتصالات المصرية مع قادة الثورة الجزائرية نهاية الخمسينات،
وفي كتابة سيناريو فيلم ( جميلة بوحيرد ) عن احدى بطلات تلك الثورة
واتسعت شعبيته عبر رئاسته تحرير مجلة "الطليعة" الشهرية عن مؤسسة "الاهرام" وأغلقها( الرئيس الراحل انور السادات ) إثر مقال للخولي حول اسباب الانتفاضة الشعبية المصرية عام 1977.
وقاد الكاتب الراحل حملة معارضة (اتفاقات كامب ديفيد)ثم تولى منصب الامين العام لـ "لجنة مقاطعة التطبيع"، وأسس "اللجنة المصرية لمناصرة الشعب اللبناني والفلسطيني"، إبان الاجتياح الاسرائيلي للبنان في العام 1982
وكان أحد المقربين من
( الرئيس الفلسطيني ياسرعرفات.)وجاءت خطوته بإصدار "اعلان كوبنهاجن" بمثابة نقلة اعتبرها خصومه "تعميداً لحركة تطبيع شعبي مع اسرائيل
وتوَّج تحركه في هذا السياق بإصدار اول إعلان سياسي من نوعه حمل تواقيع جماعتي السلام في مصر واسرائيل مطلع العام الماضي، والذي صاغ اول وثيقة شعبية في المنطقة تحدد قواعد السلام الشامل
نصّت على اعتراف اسرائيلي بحق الفلسطينيين في اقامة دولتهم وعاصمتها القدس. واستقبل الرئيس حسني مبارك الوفدين، مما مثل دعماً سياسياً رسمياً لهذا الاتجاه.
يعد من بين أبرز نجوم التلفزيون المصري عند تأسيسه في العام ١٩٦٠
فقد كان عصياً على شخصية نصفها فنان وأديب ونصفها الآخر كاتب وسياسي، أن ترتبط بمنظمات محدودة العدد، ومحدودة التأثير
ولذلك ظل «لطفي الخولي» طوال حياته ( رغم تّعدُد مرات اعتقاله ) صاحب الرأي المُستقل، والموقف المُتفرد مع نجاحه في نسج شبكة واسعة من العلاقات الاجتماعية والسياسية الواسعة والمُتعددة، مع كل أطياف التيارات الفكرية والثقافية والاجتماعية، ليس في مصر وحدها، ولكن في عدد كبير من دول العالم،
حتى أنه اُنتخب لأكثر من مرة أميناً عاماً لاتحاد «كُتاب آسيا وأفريقيا» لا ينافسه أحد، وربما من هذا المنطلق ظل مُتردداً في قبول العمل في مؤسسة الأهرام عندما دعاه الأستاذ «محمد حسنين هيكل» للعمل معه، في بداية عقد الستينيات، وعندما وافق على العمل بالأهرام استطاع أن يؤدي دوره الرائع والرائد في تأسيس صفحة الرأي، وكان في الوقت نفسه يعمل محامياً في مكتب الدكتور «محمد مندور» شيخ النُقاد والأدباء المصريين والعرب، حتى أقنعه الأستاذ «هيكل» في عام ٦٥ بضرورة التفرغ لإنشاء وتأسيس مجلة «الطليعة» لتكون لسان حال اليسار المصري
وخاصة التيار الماركسي، والتي صدرت بالفعل في يناير من عام ١٩٦٥…
في تلك السنوات من حقبة الستينيات بدأ الخولي خطواته الأولى لتأسيس مشروعه الفكري والثقافي، والذي استمر بسخاء وقوة وتنوع منذ العام ١٩٦٢، وحتى وفاته في عام ٩٩، وذلك بصدور كتابه الأول «الميثاق الوطني: قضايا ومناقشات» ثم ألحقه بكتابه الرائد «دراسات في الواقع المصري المعاصر» عن دار الطليعة في بيروت عام ٦٤، ثم صدور كتابه الرئيسي والشامل «٥ يونية: الحقيقة والمستقبل» الذي تجاوزت صفحاته الـ«٧٠٠» صفحة من القطع الكبير، وخصوصاً في طبعته الثانية عام ١٩٧٤ عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر
والذي يُعد أحد أهم مصادر البحث في تداعيات ودروس الخامس من يونيو ٦٧، وقبل وأثناء تلك الفترة الخصبة من حياته، نُشرت أعماله الأدبية التي بلغت ستة أعمال إبداعية بين المسرحيات والمجموعات القصصية
خلال الأعوام المُمتدة بين ٥٥ و ١٩٨٦، فضلاً عن استمرار نشر أعماله الفكرية والسياسية، الركن الأساسي في مشروعه الفكري والسياسي
حيث صدر كتابه الهام «حوار مع برتراند راسل وجان بول سارتر» وحواره الطويل مع الرئيس الجزائري «هواري بومدين» تحت عنوان «عن الثورة، في الثورة، مع الثورة» عام ١٩٧٥، وكتابه «الانتفاضة والدولة الفلسطينية» في عام ١٩٨٨، وكتابه المُثير للجدل «عرب نعم ؟ ولكن شرق أوسطيون أيضاً» الصادر عن مركز الترجمة والنشر بمؤسسة الاهرام عام ٩٤
حيث يرىّ «لطفي الخولي» أن «كل المُسلّمات أصبحت في حاجة الى إعادة نظرتُحتمها الحقائق المُتجددة التي تطرحها الحياة نفسها، اذ هبت رياح التغيير على الواقع المحلي لكل بلد عربي، وعلى الواقع الإقليمي، ومن قبلهما عَلى الواقع الدولي بتأثيراتها الضخمة»
وقد توفي في عام ١٩٩٩عن عمر يناهز سبعون عامًا سلامًا لروحه