جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

سيد الضبع يكتب: سلامات يا ”بيبو” وكل عام وأنت بألف خير

سيد الضبع
-

رغم عشقي للقلعة البيضاء وانتمائي لنادي الزمالك منذ الصغر، إلا أنني نشأت على حب واحترام معشوق الجماهير المحترم محمود الخطيب "بيبو" ابن الحارة المصرية كما يحب أن يطلق عليه، .. "بيبو" أجبر الجميع على احترامه سواء ممن اتفقوا أو اختلفوا معه أو مع سياساته.

اليوم يحتفل معشوق الجماهير "بيبو" بعيد ميلاده الذي يوافق 30 أكتوبر من كل عام، إلا أنه يحتفل هذا العام مع آلامه التي منعته من السعي والهرولة على قدميه في المسجد الحرام معتليا مقعده المتحرك، ليتألم لألمه الملايين من عشاق الساحرة المستديرة داخل وخارج مصر .. سلامات يا بيبو وكل عام وانت بألف خير.

محمود الخطيب عرفناه راقيا في الملاعب، مؤدبا في تعاملاته، حازما في إدارته التي امتزجت بالود، إنسانا في علاقاته، الكثير ممن تعاملوا معه عن قرب اختلفوا فيما بينهم على سياسته مثلا، لكنهم اتفقوا على احترامهم له.

ولد محمود الخطيب في 30 أكتوبر عام 1954 في قرية قرقيرة بمحافظة الدقهلية، لكنه نشأ في القاهرة وتحديدا في حي عين شمس، بعد انتقال والده الموظف بوزارة الأوقاف للعمل بالقاهرة مصطحبا أبنائه الذين كان يحتل "بيبو" بينهم الترتيب العاشر.

درس بيبو بمدرسة محمود خاطر الإبتدائية، ومن بعدها مدرسة حلمية الزيتون الإعدادية، إلا أن عشقه للكرة جعله يهرول خلفها في الأحياء المجاورة لمسكنه، وهو ما أكده "بيبو" بنفسه في كثيرا من حواراته الشخصية والعامة.

وقال : رغم أن الشوارع كانت ضيقة للغاية، والبيوت جنبا إلى جنب، إلا أن ذلك لم يمنعه وأقرانه من الاستمتاع بلعب الكرة التي كانت تمثل لهم المتعة الحقيقية والأهم منذ الصغر.

وأكد أن والده ووالدته لم يمنعاه من لعب الكرة، بل على العكس عززا موهبته بشكل كبير لدرجة أنهما يمثلان له الرعاة الأهم في حياته.

وعلى المستوى الكروي كان مثله الأعلى منذ طفولته، أسطورة الملاعب "بيليه"، لذلك كان حريصا على توفير مصروفه لدخول السينما، التي كانت تعرض آنذاك بعض أهداف "بيليه' ومهاراته بين الأفلام، ولأنه كان مولعا بمهارات النجم البرازيلي على الشاشة الكبيرة، نشأ ارتباط بين بيبو والرقم "10" الذي كان يرتديه بيليه وقتذاك، ليحرص على ارتدائه "بيبو" لاحقا طوال مسيرته الكروية.

بدأ محمود الخطيب حياته الكروية ناشئا بنادي النصر بمصر الجديدة، ليضمه بعد ذلك الكابتن فتحي نصير لفريق النادي الأهلي بعدما بلغ السادسة عشر من عمره، مقابل 1000 جنيه، وأول مباراة له ضمن فريق شباب الأهلي كانت أمام نادي النصر فريقه السابق، حيث بدأت مهاراته منذ أن وطأت قدماه أرض الملعب، وهو ما مكنه للإنتقال ضمن صفوف الفريق الأول بالنادي الأهلي بتاريخ ١٥ أكتوبر في العام 1972 في مباراة أمام نادي البلاستيك لتبدأ مسيرته ونجوميته في الصعود، والتي لم تتوقف منذ ذلك الحين حتى الآن.

لعب محمود الخطيب طوال حياته الكروية 266 مباراة منها 199 في الدوري، و18فى كأس مصر، و29 في بطولة أفريقيا للأندية أبطال الدوري، و20 في بطولة أفريقيا للأندية أبطال الكؤوس، وبلغ إجمالي أهداف الخطيب 154هدفا، كان منها 9 أهداف في كأس مصر، و36 في بطولات أفريقيا، والباقي في الدوري إلى جانب 27 هدفا مع منتخب مصر ما بين مباريات رسمية وودية.

يعد الخطيب أول لاعب مصرى يحصل على الكره الذهبيه في العام 1983 ليتمكن بعده محمد صلاح من الفوز بها، فضلا عن كونه هداف إفريقيا لبطولة الانديه برصيد 37 هدف وللأن لم يصل إليه أى لاعب.

حصل على 10 بطولات للدورى و5 بطولات لكأس مصر، إضافة إلى بطولتين لكاس الرابطه الافريقيه ومثلهما لكأس الكؤوس الإفريقية.

كما شارك مع منتخب مصر للتتويج ببطولة الأمم الأفريقية في العام 1986، إلى جانب كونه هداف الدوري الممتاز موسمى 1977 و78..80 و81.

كانت لحظة اعتزاله مهيبة، حيث تجمع خلال المباراة أكثر من 120 ألف متفرج ملئوا إستاد القاهرة آنذاك فضلا عن مثلهم وأكثر خارج الإستاد.

بعد الاعتزال عمل كمدير للكره بالنادى الأهلى ثم عضو بمجلس الإدارة، ثم أمينا للصندوق، ليتولى بعد ذلك رئاسة المكتب التنفيذي ثم نائب رئيس مجلس الإدارة فرئيسا لمجلس إدارة النادي الاهلي حالياً.

ولأنه تربع في قلوب كل من عرفه، فقد وصفه عمالقة الملاعب بما لم يوصف به أحد من قبله، فقال عنه "روجيه" ميلا أسطورة منتخب الكاميرون في كأس العالم 1990 بعد صعود منتخب مصر للبطولة متحدثا عن محمود الخطيب "كنت أنتظر المنتخب المصري في كأس العالم بقيادة محمود الخطيب".

وقال "رابح ماجر" أسطورة كرة القدم الجزائرية بأن محمود الخطيب أسطورة لن تتكرر، ويستحق أن يكون رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، لأنه اسم كبير في القارة الأفريقية، بينما وصفه "زيكو" نجم كرة القدم البرازيلية بأنه أحد أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم المصرية وأنه يعرفه جيدا.

وتحدث "جوزيف بلاتر" رئيس الاتحاد الدولي السابق لكرة القدم عن الخطيب قائلا "الخطيب ضمن عظماء كرة القدم في أفريقيا وله دور كبير مع الأهلي ومنتخب مصر في تحقيق الانجازات الكبرى.

وكل عام وانت بألف خير يا "بيبو".