جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

بعد عسكرة حراك إيران.. هل المنطقة في انتظار سوريا ثانية ؟؟

احتجاجات إيران
الديار - حسام السيسي -

دخلت الاحتجاجات في إيران الأسبوع العاشر على التوالي، من دون أن تخمد جذوتها يومًا واحدًا، رغم محاولات السلطات الإيرانية التي لم تأل جهدًا في قمعها، بدت سيناريوهات كثيرة تلوح في الأفق.

تلك السيناريوهات توقعت نهايات عدة لتلك الاحتجاجات القائمة ، التي تعد التحدي الأكبر للنظام الإيراني منذ عام 1978، أدناها حصول المرأة في إيران على مكاسب عدة ومحاسبة مرتكبي العنف ضد المتظاهرين بينما كانت أكثر تلك السيناريوهات إفراطًا في الآمال، تلك التي توقعت سقوط النظام الإيراني، على أيدي المحتجين الذين لم يغادروا الشارع منذ منتصف سبتمبر الماضي.

وبين الإفراط في الآمال والتواضع فيها، يقف سيناريو في المنتصف بين هذا وذاك، إلا أنه يمثل مخاوف كبيرة للنظام والمحتجين، يتمثل في عسكرة الثورة شيئًا فشيئًا حتى تتحول إلى السيناريو السوري، الذي بدأ سلميًا ووقع في بئر العنف وتسليح المحتجين حتى ظهرت قوى تناوئ النظام وتعاديه بأسلحة ثقيلة كتلك التي يملكها.

ذلك السيناريو غذته عوامل عدة، بينها حرص النظام في إيران على إبراز الجانب المسلح من تلك الاحتجاجات، وإظهار المتظاهرين وكأنهم عصبة مسلحة تحاول إسقاطه، إضافة إلى نشر جماعة جيش العدل السلفية الإيرانية المعارضة، مقطعًا مصورًا تستعرض فيه قدراتها المسلحة، وتهدد نظام طهران بدفع ثمن الدماء التي أراقها خلال مواجهة المتظاهرين.

ولم يكشف موقع تصوير ذلك المقطع الذي بدا ويكأنه في منطقة جبلية كبلوتشستان التي يتخذ منها معقلًا له، إلا أنه يمثل تحولًا مهمًا في مسار التطورات الداخلية،وأعربت قيادات ميدانية بالحرس الثوري عن خشيتها من أن تسير الاحتجاجات السلمية في إيران على المسار السوري الذي بدأت تظاهراته سلمية، ثم جرى عسكرة الثورة حتى باتت معسكرات تتقاتل بالسلاح. حتى تكون هناك حرب أهلية، متهمًا دولًا أجنبية، في إشارة إلى الولايات المتحدة والغرب وإسرائيل، التي قال إنها تدعم المتظاهرين بالسلاح، لإذكاء هذا السيناريو.

ومع استمرار الاحتجاجات في إيران، حاول النظام تضخيم ما سماها عسكرة الاحتجاجات عبر نشر العديد من المقاطع المصورة باستخدام الطائرات المسيرة وطائرات الاستطلاع، التي تصور جانبًا من المتظاهرين يستخدمون الأسلحة أو يمارسون العنف.