جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

معلم بدرجة انسان.. كواليس لقطة إنسانية أسرت قلوب المصريين… صور

المعلم المصري إبراهيم سليمان
الديار -

في لحظة تجلت فيها أسمى معاني الإنسانية، بات المعلم المصري إبراهيم سليمان عليوة بطلًا، يتحدث عنه مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي.

ظهر المعلم المصري رفقة طالب من ذوي الهمم خلال التنزه في أحد الأماكن ضمن رحلة مدرسية، وحرص على إطعامه بنفسه قبل أن يتناول وجبته الخاصة، وهو ما عكسته مجموعة صور تفاعل معها رواد "السوشيال ميديا" خلال الساعات الماضية.

تداول هذه اللقطات بما احتوتها من معان سامية، كانت لها أبعاد وكواليس آلت إلى ظهور الصور بهذا الشكل، فالمودة والرحمة سمة يتمتع بها معلمو مدرسة التربية الفكرية في قرية كوم النور التابعة لمركز ميت غمر في محافظة الدقهلية شمال القاهرة، بحسب ما كشفه رئيس مجلس أمناء المدرسة مصطفى شرف الدين لـ"العين الإخبارية".

قال "شرف الدين" إن هذه المدرسة هي الوحيدة على مستوى المحافظة التي تعمل بالنظام الداخلي للتربية الفكرية، أي يدخلها الطالب بدايةً من يوم الأحد ويعود إلى ذويه الخميس، ويتاح له خلال هذه الفترة إعاشة كاملة من مأكل ومشرب.

نوه رئيس مجلس الأمناء بأنه منذ تولي السيدة منى عبدالخالق إدارة المدرسة، اتفق معها على تنظيم رحلة للطلاب بغرض الترفيه عنهم، وأبلغها بأنه سيتبرع بالحافلتين التي ستقلّان الطلاب.

أردف: "بالفعل حصلت على موافقة مديرية التربية والتعليم وأمن الوزارة على قبول التبرع بالحافلتين. الرحلة كانت لزيارة المشروعات القومية في العاصمة القاهرة، وزرنا متحف الحضارة في الفسطاط، وتوجهنا إلى القرية الفرعونية، ومنها ذهبنا إلى البانوراما".

عن كواليس الصور المتداولة، كشف: "تزامن موعد تناول وجبة الغداء للطلاب مع تواجدهم داخل القرية الفرعونية، أجلسناهم في مكان ووزعنا الوجبات عليهم وهذا في حضور مسؤول التغذية. كل معلم كان مسؤولًا عن 3 طلاب يشرف عليهم".

استطرد "شرف الدين": "خلال إشرافي على سير عملية تناول الغداء وجدت الأستاذ إبراهيم وهو يؤكّل الطالب (عمر)، حينها التقطت الصور من بعيد وحينما صعدنا الحافلة في نهاية الرحلة، شكرت الجميع مبدئيًا ثم وجهت له الشكر على وجه التحديد، وأبلغته بأنني صوّرته".

بعد أيام من هذه الرحلة، قرر رئيس مجلس الأمناء نشر الصور عبر حسابه الشخصي بـ"فيسبوك" حتى فوجئ بالتفاعل الواسع معها.

خص "شرف الدين" حديثه عن المعلم إبراهيم سليمان عليوة، فقال بحقه: "هو مثال لهيئة مدرسة محترمة، هو شخص بسيط جدًا لا يمتلك حسابًا عبر (فيسبوك) و(واتساب)، هو يهتم بمنزله والمدرسة، ويتسم بالخجل".

حينما أبلغ أمين مجلس الأمناء "عليوة" بردود الفعل الطيبة على صوره، قال الأخير له في سعادة: "أنا أؤدي رسالتي وهذه طبيعة عملنا ودورنا. هم أولادنا".

"عليوة" هو معلم التربية الفنية في المدرسة الفكرية، والتحق بالعمل فيها قبل 3 أعوام، لكنه لم يكن متحمسًا لأداء مهمته فيها بحسب إشارة "شرف الدين": "الإعاقة الفكرية من أصعب الإعاقات، حينها قدم طلب نقل من المدرسة وعاد لمنزله حزينًا".

قرار "عليوة" تغير بسبب "رؤيا" وفق تنويه "شرف الدين": "حينما نام في منزله شاهد رؤيا بأنه يسير وعلى جانبيه طفلان من ذوي الهمم ممسكين بيده، صباح اليوم التالي قرر عدم الرحيل. قال هم يريدونني وسأستمر. هو من أفضل الزملاء المتواجدين بالمدرسة".