جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

لامتلاك أحدث أنظمة الترفيه.. منافسة مشتعلة بين السيارات الفاخرة

تعبيرية
الديار -

شهدت أنظمة الترفية في السيارات تطورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، وأصبحت الطرازات الفاخرة تتنافس بمن يمتلك أكثر أنظمة الترفية رفاهية.

ولكن لكل رفاهية ثمن، ولكي تتمتع بتلك الأنظمة يجب أن تدفع المقابل.

وعادة ما يتم الترويج للسيارات الفاخرة من خلال تجهيزها بأرقى أنظمة الترفيه وأحدث الأنظمة الصوتية حيث تزخر سيارات مرسيدس وغيرها من الموديلات الفارهة بعشرات من السماعات المتطورة، إلى جانب صب ووفر ومضخم الصوت بقدرة 1800 واط.

وأوضح فرانك شفايكهارت أثناء عرض تقنية أبل Music Spatial Audio مع تقنية دولبي Atmos قائلا: "تحتاج الموسيقى إلى الفضاء؛ تحتاج الأنغام إلى هواء كي تتحرك".

وأضاف مدير قسم تطوير الصوت بشركة مرسيدس أن هذا النظام الصوتي لم يكن متوافرا في السابق إلا في قاعات السينما أو في الأنظمة الصوتية فائقة الجودة والمخصصة للاستعمال المنزل؛ حيث تقوم هذه التقنية بإنشاء تأثير صوتي محيطي ثلاثي الأبعاد بشكل افتراضي، وعندئذ يكون المستخدم في وسط النطاق الموسيقي على غرار قاعات الحفلات الموسيقية.

ولا تقتصر تقنية دولبي Atmos على بث الأغنيات الجديدة، ولكن يمكن لمهندسي الصوت تحديث الأغنيات القديمة بهذه التقنية المتطورة. وأوضح الموسيقي العالمي ديريك علي، قائلا: "للقيام بذلك يجب إعادة ترتيب الأغنيات مجددا، حتى يتمكن المستمع من تخصيصها مكانيا، وتعتبر هذه التقنية هي المرحلة المستقبلية وتعد بمثابة قفزة كبيرة على غرار ما حدث من الصوت الأحادي إلى صوت ستريو، ويكون لكل أغنية طابعها الخاص، والذي يمكن للمستمع التعرف عليه مباشرة".

ولكن يعيب هذه التقنية الفاخرة أنها باهظة التكلفة؛ حيث يقتصر النظام الصوتي Burmester-4-D الموضح أعلاه على الموديلات الفارهة ويتكلف في سيارة مرسيدس من الفئة S الجديدة أكثر من 6 آلاف يورو.

وأعلنت شركة بي إم دبليو مؤخرا عن إطلاق نظام التشغيل 8، والذي يوفر قاعة سينما في المقعد الخلفي في سيارة بي إم دبليو من الفئة السابعة. وأوضحت المطورة كاتارينا مودل أنه يمكن مشاهدة الأفلام على شاشة بانورامية قياس 31 بوصة وبنسبة باعية 32:9 وبدقة وضوح تصل إلى 8K (7680 x 4320 بيكسل).

وأشار سيفن هانسن، من مجلة الكمبيوتر «c't» الألمانية المتخصصة، إلى تحسن جودة أنظمة الترفيه في جميع فئات السيارات خلال السنوات الأخيرة، ويمكن لعشاق الموسيقى، الذين يرغبون في شراء سيارات جديدة، اختيار أنظمة صوتية أفضل وإن كانت أكثر تكلفة.

وأضاف الخبير الألماني، قائلا: "توافر المزيد من السماعات يعني الاستمتاع بصوت أفضل وأكثر ثراءً، ولا يمكن دمج السماعات الإضافية في النظام الصوتي إلا بجهد كبير". ولذلك يتعين على المرء، الذي يرغب في شراء سيارة جديدة، اختبار النظام الصوتي بواسطة الأغنيات والموسيقى الخاص به، وبذلك فإنه يضمن التناسق التام بين القدرة السمعية والذوق الموسيقي والنظام الصوتي.

ونصح سيفن هانسن باستعمال التقنيات الحديثة مثل أندرويد Auto وأبل Carplay، والمتوفرة حاليا في جميع سيارات الفئة المتوسطة؛ حيث يمتلك جميع قائدي السيارات تقريبا هاتفا ذكيا يتم استعماله للوصول إلى الموسيقى والعناوين والتحكم الصوتي، بالإضافة إلى توافر وظيفة الملاحة من جوجل وأبل Maps، وبالتالي لا يحتاج قائد السيارة إلى نظام ملاحة داخلي في نظام الترفيه.

وعند الرغبة في استعمال خدمة البث عبر نظام الترفيه المدمج بالسيارة وبدون الحاجة إلى هاتف ذكي متصل به، فإنه يجب طلب نظام صوتي يتضمن باقة بيانات، وعادة ما تكون هذه الخيارات أكثر تكلفة من باقة البيانات الشهرية المخصصة للهواتف الذكية.

وأشار ميشيل تسايتلر، من متجر dr-boom Soundklinik المتخصص في الأنظمة الصوتية للسيارات في مدينة كولن، إلى طريقة أخرى أقل تكلفة وهي التجهيز اللاحق بالأنظمة الصوتية. ونصح الخبير الألماني بضرورة توافر بعض العناصر، ألا وهي: تجهيزة التحدث الحر أو تقنية أبل Carplay أو أندرويد Auto، كما أنه أشار إلى وظائف الملاحة في الهواتف الذكية الحديثة، والتي يمكن أن تحل محل أنظمة الملاحة المدمجة في السيارات.

وعند شراء جهاز راديو جديد نصح الخبير الألماني باقتناء الموديلات المزودة بوحدة استقبال لمعيار الراديو DAB+، وقد يلزم استبدال الهوائي تبعا لعمر السيارة. وأضاف ميشيل تسايتلر قائلا: "قد يتطلب استبدال الهوائي مجهودا كبيرا حسب موديل السيارة؛ نظرا لأن السيارات الجديدة لا تشتمل على هوائيات خارجية لاعتبارات تصميمية، وبالتالي فإنه يجب التجهيز اللاحق بهوائيات DAB+ بشكل غير ملفت للأنظار".

ويعتبر التركيب السليم فنيا للأجهزة الجديدة من النقاط المهمة الواجب مراعاتها، وأضاف ميشيل تسايتلر، قائلا: "يجب تركيب وتوصيل نظام الترفيه الجديد بشكل سليم بما في ذلك الميكروفون وتجهيزة التحدث الحر والهوائي، وإلا فإن قدرة الاستقبال والصوت لن ترضي قائد السيارة". علاوة على أن إلكترونيات السيارة تستجيب بحساسية للتوصيلات الخاطئة وقد تتضرر من جراء ذلك.

يرى الخبير الألماني سيفن هانسن أن مستقبل أنظمة الترفيه في السيارات يحمل في طياته الاعتماد على شاشات أكبر إلى جانب زيادة خدمات بث الفيديو، وذلك عندما تنتشر السيارات المزودة بالأنظمة الأوتوماتيكية فائقة التطور.

ومع قيام أنظمة القيادة الآلية بالعديد من الأمور الأخرى بخلاف القيادة، فإنه سيتوفر أمام قائد السيارة إمكانية مشاهدة الفيديو، وتتوافر حاليا مكونات الهاردوير اللازمة لذلك، كما تتضمن سيارة بي إم دبليو 2023 منصة الألعاب Casual Gaming، والتي يمكن استخدامها عبر الشاشات في السيارات.