جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

الذكاء الاصطناعي يساعد علماء الآثار في حل لغز حير الجميع

الديار -

تستخدم التقنيات الحديثة في مجال الآثار لمساعدة العلماء في كشف أسرار الماضي وفهمه بشكل أفضل. ومن بين هذه التقنيات الحديثة يأتي الذكاء الاصطناعي، الذي يستخدمه باحثو جامعة ياماغاتا اليابانية لاكتشاف أربعة أشكال جغرافية جديدة في نازكا بيرو.

تعد أشكال نازكا جزءًا من تاريخ الحضارة النازكا القديمة، وهي عبارة عن أشكال جيوغليفية نحتت في المناظر الطبيعية الوعرة لجنوب بيرو الحديث بين 500 قبل الميلاد و 500 م.

وتمثل هذه الأشكال مخلوقات حقيقية وخيالية، بما في ذلك الحيتان القاتلة والثعابين ذات الرأسين واللاما والشخصيات البشرية الفضولية.

وقد استخدم باحثو جامعة ياماغاتا صورًا جوية بدقة أرض تبلغ 0.1 متر لكل بكسل لالتقاط المنطقة بأكملها من هضبة نازكا، حوالي 150 ميلًا مربعًا، ثم حددوا الأشكال الجيوغليفية يدويًا خلال عملية استمرت خمس سنوات.

ومن أجل تحسين الكشف عن الأشكال الجيوغرافية، تعاون الباحثون مع شركة IBM لاستخدام الذكاء الاصطناعي في عملية الكشف.

وقد نشرت هذه الاكتشافات الجديدة في مجلة العلوم الأثرية الصادرة في شهر يوليو، وتعتبر امتدادًا للعمل الذي بدأه الباحثون في جامعة ياماغاتا في عام 2016. وبهذا الاكتشاف الجديد، يتوقع العلماء أن يتم فهم المزيد من أسرار حضارة النازكا القديمة.

تظهر الصور الأحدث للأشكال في نازكا شكلاً بشريًا يحمل هراوة وسمكة واسعة الفم وزوجًا من الأرجل، ويبلغ طوله 255 قدمًا، إلى جانب شكل طائر تجريدي بطريقة تشبه طريقة أليكس كالدر تقريبًا.

وأوضح الباحثون في ورقة بحثية أن استخدام التعلم العميق يسمح لهم بتعلم تمثيلات للصور ذات أداء تعميم أفضل، مما يتيح اكتشاف الأهداف التي كان من الصعب العثور عليها سابقًا.

ويعتقد الباحثون أن هذا النهج يمكن أن يساعد في علم الآثار من خلال إنشاء نموذج جديد يجمع بين المسوحات الميدانية والذكاء الاصطناعي، مما يؤدي إلى تحقيقات أكثر كفاءة وفعالية.

ويمكن تصنيف الأشكال في نازكا إلى ثلاثة أنواع رئيسية: التصويرية والهندسية والخطية. ويتوقع الباحثون أن يؤدي استخدام التعلم الآلي إلى مزيد من الاكتشافات في المستقبل القريب، حيث يمكن تحديد مرشحات جغرافية جديدة بشكل أسرع من الطريقة السابقة المعتمدة على العين المجردة.

ويعود تاريخ اكتشاف نقوش نازكا إلى عام 1927 على يد عالم الآثار البيروفي توريبيو ميخيا زيسبي، وحظيت باهتمام أكاديمي متجدد في الثمانينيات، قبل أن يتم تسجيلها كموقع للتراث الثقافي العالمي لليونسكو في عام 1993.