جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

وزيرة البيئة ومحافظ كفر الشيخ يطلقان مؤتمر الابتكار من أجل مستقبل أخضر

الديار- أحمد عبد الحليم -

أطلقت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، و السيد اللواء علاء عبد المعطى محافظ كفر الشيخ مؤتمر "الابتكار من أجل مستقبل أخضر"، بمقر جامعة كفر الشيخ بالمحافظة، و الذي تنفذه وزارة البيئة من خلال البرنامج الوطني لإدارة المُخلفات الصلبة/ EU Green بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) و بتمويل مشترك من الإتحاد الأوروبي والحكومة الألمانية، على مدار ٣ أيام.

وذلك ضمن لقاءاتها المُستمرة مع شباب الجامعات و ضمن الحوار المجتمعي في برنامج الحكومة الجديد، بحضور الأستاذ الدكتور عبد الرازق دسوقي رئيس جامعة كفر الشيخ والسيد ياسر عبد الله رئيس جهاز تنظيم إدارة المخلفات التابع للوزارة و الدكتور حازم الظنان مدير البرنامج الوطني وممثلي شركاء التنمية من هيئة التعاون الألماني GIZ، دكتور محمد مصطفى عبد العال نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب ، د. إسماعيل إبراهيم نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، د. أماني محمد شاكر نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع والبيئة، أعضاء هيئة التدريس وطلاب جامعة كفر الشيخ، المهندسة سماح صالح رئيس وحدة التنمية المستدامة والمرأة بوزارة البيئة.

وثمنت الدكتورة ياسمين فؤاد، في بداية كلمتها، الجهود الحثيثة للطلاب وشركاء التنمية في دعم التحول الأخضر، خاصة مع الخطوات الجادة التي تخطوها الجامعة في هذا المجال لتكون في مصاف الجامعات الخضراء، و في إطار إستراتيجية الدولة لتمكين الشباب و دمجهم في صناعة المستقبل الأخضر، حيث يُعدّ المؤتمر منصة لدعم أفكار الشباب ورواد الأعمال في المجالات البيئية مما يعكس التزام الدولة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة و إيمانها بقدرة الشباب على إيجاد حلول مُبتكرة تتحول بها التحديات إلى فرص للنمو المستدام و تحقيق مستقبل اخضر.

واستعرضت وزيرة البيئة، رحلة مصر نحو التحول الأخضر في ظل التغيرات المُتلاحقة على المستويين الوطني والعالمي، حيث أعدت مصر نفسها خلال السنوات العشر الماضية من خلال عملية ارتكزت على المورد البشري وفي مقدمته الشباب، بدعم وقيادة حثيثة من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لرحلة التحول الأخضر العادل، الذي يراعي حق المواطن في حياة كريمة.

و أضافت الدكتورة ياسمين فؤاد أن الاستثمار في البشر هو المحور الأساسي لتحقيق التحول الأخضر، لذا نفذت وزارة البيئة العديد من حملات التوعية، مثل حملة "أتحضر للأخضر" في بداية ٢٠٢٠، واستضافة مؤتمر المناخ COP27، و بالتوازي مع العمل في منظومة إدارة المُخلفات الصلبة البلدية، التي كانت تواجه العديد من التحديات مثل قلة المدافن الصحية و ضعف البنية التحتية، و التي تم العمل على تأسيسها بشكل قوي بتمويل يقرب من ٢٦ مليار جنيه تمويل ذاتي من الحكومة المصرية، ليصبح لدينا حاليا ٢٧ مدفن صحي و أكثر من ٢٠ مصنع تدوير وما يقرب من ٩٠ محطة وسيطة، و العمل في كل المحافظات معا من شمال مصر لجنوبها.

وشددت وزيرة البيئة على أن التحول الأخضر تطلب خلق ارض صلبة تمثلت في قانون داعم وبنية تحتية ومنظومة يتم فيها تحديد الأدوار والمسئوليات، وذلك في مختلف الملفات والمجالات، مشيرة لدور الشباب القوي في دفع أي ملف ومنها الفرق الكبير في الوعي بقضية المناخ بعد استضافة مؤتمر المناخ COP27 والمشاركة الكبيرة من الشباب فيه، فالتحول الأخضر يشمل كافة مناحي الحياة والعادات اليومية الحياتية.

كما استعرضت وزيرة البيئة جهود الوزارة بالتعاون مع الجهات المعنية في تحويل مشكلة حرق قش الأرز من أزمة إلى فرصة اقتصادية، ومدى وعى المزارعين بأهمية تدوير المُخلفات الزراعية وتحويلها إلى أعلاف وأسمدة، لتصبح دخلاً إضافيًا لهم، مُوضحة أن كل ما نمر به في حياتنا اليومية مُرتبط بشكل مباشر بالبيئة المحيطة بنا، كما أن لكل مشكلة بيئية حلاً ممكناً إذا ما فتحنا المجال لإطلاق مشاريع جديدة تساهم في معالجتها.

و أشارت وزيرة البيئة إلى أهمية دور كل فرد في المجتمع في التحول نحو الأخضر، مُؤكدة أن كل تحدى بيئي يمكن تحويله إلى فرصة، و مُوضحة أن التنفيذ الناجح يتطلب التعاون بين الدولة والمواطنين، لذا سيتضمن المؤتمر على مدار الأيام الثلاث عدد من الخبراء والمتخصصين لمساعدة وتدريب الطلاب على كيفية تحويل الأفكار إلى مشروعات قابلة للتنفيذ، من خلال دراستها اقتصاديًا، وتحديد طرق التسويق المناسبة، وتحليل المخاطر المحتملة وغيرها من الجوانب، معربة عن ثقتها في مستقبل أفضل لهذا الوطن بفضل وعي ونضج شبابه، وقوة سيداته الداعمات للدولة.

واستمعت وزيرة البيئة في نهاية الجلسة لأسئلة الطلاب و مُقترحاتهم، فيما يخص مواجهة تحديات البيئة وتحقيق التحول الأخضر، مشيدة بالأفكار والحلول المُبتكرة و مُثمنة الدور القوي للشباب في تحقيق مستقبل اخضر.

و من جانبه، أكد محافظ كفر الشيخ، على أن المشاركة اليوم في مؤتمر "الابتكار من أجل مستقبل أخضر" يعكس التزامنا المشترك بمواجهة التحديات البيئية التي تواجهنا، و العمل سويًا نحو تحقيق التنمية المُستدامة، مؤكدا على أنه في ظل القيادة الرشيدة لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، أصبحت قضايا البيئة أولوية وطنية، حيث وضعت الدولة المصرية مفهوم الاستدامة في صميم رؤيتها التنموية، وشهدنا خلال السنوات الأخيرة انطلاقة حقيقية لسلسلة من المبادرات و المشروعات التي تستهدف حماية مواردنا الطبيعية، وتعزيز الابتكار كمسار أساسي لتحقيق مستقبل بيئي مستدام.

وأضاف محافظ كفر الشيخ أننا في المحافظة نؤمن بأن الابتكار هو المفتاح لتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.. ولذا، نعمل جاهدين على دعم الأفكار والمشروعات التي تسهم في هذا الاتجاه، ونسعى إلى توفير بيئة محفزة للمبدعين والباحثين في هذا المجال، مُشيرًا إلى أنه من هذا المنطلق، يأتي هذا المؤتمر ليؤكد على أهمية تمكين الشباب ورواد الأعمال من تطوير مهاراتهم وابتكار حلول فاعلة لمواجهة التحديات المرتبطة بالاقتصاد الدائري، وتغير المناخ، وإدارة المُخلفات، وهو ما يمثل ركيزة أساسية في بناء نموذج تنموي متكامل يُسهم في تحسين جودة الحياة ويعزز من قدرة مجتمعاتنا على الصمود في وجه التغيرات المتسارعة.

وأُعرب محافظ كفر الشيخ، عن خالص شكره وتقديره لمعالي الأستاذة الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، على جهودها الوطنية المخلصة في دعم مشروعات التنمية البيئية المستدامة، وإسهاماتها الملموسة في خدمة أبناء محافظة كفر الشيخ، بما يجعلها شريكًا رائدًا في تحويل الرؤية البيئية إلى واقع فعلي تنعم به الأجيال الحاضرة، ويرسخ لمستقبل أخضر يليق بمصر وأبنائها.

في حين، ثمن الدكتور عبد الرازق دسوقي رئيس جامعة كفر الشيخ الدور الفعال لوزيرة البيئة في دعم العمل البيئي في مصر وحرصها على تعزيز التعاون بين الوزارات والمؤسسات الأكاديمية، مُوجها الشكر أيضا لمحافظ كفر الشيخ لدعمه لقضايا التنمية الخضراء في صدارة أولوياته، موضحا حرص جامعه كفر الشيخ على ترسيخ مفهوم الابتكار في مجالات الطاقة المتجددة وإدارة الموارد والتكنولوجيا الصديقة للبيئة من خلال برامج بحثية تطبيقية، وشراكات فعاله مع مؤسسات محلية ودوليه، لافتا إلى إننا لدينا فرصة جيده لتعزيز الحوار بين صناع القرار والعلماء والمبتكرين، والمجتمع المدني لوضع خطط عمليه تسرع التحول نحو مستقبل أخضر يحافظ على حقوق الأجيال القادمة، مؤكدا على إن جامعة كفر الشيخ ستظل حاضنه للإبداع وداعمة لكل جهد يسهم في تحقيق التوازن بين التنمية وحماية البيئة.

و أوضح الدكتور حازم الطنان مدير البرنامج الوطني لإدارة المُخلفات، أن البرنامج يهدف إنشاء البنية التحتية لمنظومة المُخلفات في المحافظات ( كفر الشيخ- الغربية-أسيوط-قنا) ، بجانب المكون الفني الذي تقوم به وزارة البيئة بالتعاون مع وكالة التعاون الدولي الألمانية لبناء كوادر فنية متكاملة قادرة على التعامل مع إدارة المُخلفات داخل المحافظات المختلفة للبرنامج، مُشيرًا إلى دعم محافظة كفر الشيخ بحوالي ٥٥ معدة على مرحلتين بإجمالي ٩٥ مليون جنيه، ورفع كفاءة مصانع التدوير، ويتم العمل حاليًا على إنشاء مصنع جديد للمعالجة بتكلفة ٤٠٠ مليون جنيه، بالإضافة إلى تنفيذ توجيهات الدكتورة ياسمين فؤاد بتشجيع الشباب ودعم رواد الأعمال لتنفيذ الأفكار المقدمة في صورة مشروع ناجح في مجالات البيئة المختلفة والاقتصاد الدوار والإدارة المتكاملة للمُخلفات .

و يهدف المؤتمر إلى تطوير مهارات 40 مشاركا من الشباب ورواد الأعمال على مدار ثلاثة أيام لتطوير حلول مبتكرة ومستدامة في محافظتي كفر الشيخ والغربية ومنطقة الدلتا بشكل عام لتمكينهم من ابتكار حلول فعالة للتحديات البيئية والمتعلقة بالاقتصاد الدائري، وتغير المناخ، وإدارة المُخلفات ويتضمن المؤتمر سلسلة من ورش العمل التدريبية التي صممت لتعزيز مهارات المشاركين في تصميم مشروعات مستدامة قابلة للتنفيذ إلى جانب استعراض دراسات حالة ونماذج ناجحة لشركات ناشئة في مجالات البيئة كما سيتم في ختام المؤتمر عرض الأفكار على لجنة تحكيمية مُتخصصة، وستقدم جوائز مالية لأفضل ثلاثة فرق فائزة.