جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

ريفيرو ”سبّاك” المجد مع أورلاندو يقترب من قيادة الأهلي

الديار- محمد عاطف -

عندما يؤمن المرء بأن الجهد الصادق صوت لا يمكن إسكاته من زوايا الظل ومن خلف الكواليس، فإنه يحفر طريقه بالصبر والتحدي، حتى يتحول المغمور إلى نجم، والعابر إلى صانع أمجاد وإنجازات. لذا، قرر خوسيه ريفيرو أن يصنع نوره بنفسه.

اقترب النادي الأهلي من التعاقد مع الإسباني خوسيه ريفيرو، المدير الفني لفريق أورلاندو بايرتس، لتولي مهمة قيادة "المارد الأحمر" خلفًا للسويسري مارسيل كولر. ويُلقب ريفيرو بـ"سبّاك الألقاب"، كما يُطلق عليه مشجعو بطل جنوب إفريقيا، ليبدأ رحلة بحثه عن إرث جديد من الأمجاد في القارة السمراء.

ولد خوسيه ريفيرو في سبتمبر من عام 1977 في مدينة فيجو الإسبانية، بوابة المحيط الأطلسي، وبدأ حياته التدريبية مبكرًا في سن السابعة عشرة، حيث درب فرق الفئات العمرية تحت 10 سنوات، حتى حصل على الرخصة التدريبية "B" في سن العشرين، لينطلق بعدها لتدريب فرق الدوريات الإقليمية الإسبانية.

ريفيرو من المدربين الذين يعشقون التحدي والمثابرة. فعندما تولى تدريب فريق أورلاندو بايرتس، تعرض للسخرية من الصحافة الرياضية في جنوب إفريقيا، لاختياره مديرًا فنيًا لفريق "القراصنة"، معتبرين أنه مدرب مغمور يفتقر للتجارب الأوروبية ولا تليق به قيادة فريق بحجم أورلاندو. لكن المدرب الإسباني اختار الرد داخل أرض الملعب، ونجح في قيادة الفريق لتحقيق 5 ألقاب، لم يحققها أي مدرب في تاريخ النادي.

وفي مقابلة صريحة أجراها عام 2019 مع صحيفة "إيلتا سانومات"، قال ريفيرو: "لم أكن لاعبًا جيدًا، فقد لعبت موسمًا واحدًا مع نادي سيلتا فيجو، ثم انتقلت إلى فريق جران بينيا في دوري الدرجة الثالثة الإسباني، حتى أدركت أنني لن أكون جيدًا مهما بذلت من جهد".

أمضى ريفيرو معظم سنوات مسيرته التدريبية في الدوري الفنلندي، ورغم قلة الأضواء المسلطة عليه هناك، قاد فريق إنتر توركو لتحقيق المركز الثاني في الدوري، وهو ما أتاح له المشاركة في البطولات الأوروبية.

ويتميز المدرب الإسباني باعتماده على خطة 4-2-3-1، وبأسلوب لعب يمزج بين الانضباط التكتيكي الأوروبي والمهارات الفردية للاعبين الأفارقة. كما يُعرف بفلسفته الهجومية المتوازنة مع تنظيم دفاعي صارم.

سبق لريفيرو مواجهة النادي الأهلي مرتين في دور المجموعات بدوري أبطال إفريقيا هذا الموسم، حيث تعادل في مباراة، وحقق فوزًا مفاجئًا في الأخرى على استاد القاهرة بنتيجة 2-1، ما أكد قدراته التكتيكية العالية في المواجهات الكبرى.

ويأمل مسؤولو النادي الأهلي أن يقود المدرب الإسباني الفريق لاستعادة اللقب الإفريقي، بعد الخروج من نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا هذا الموسم، وهي المهمة التي ستمثل التحدي الأكبر في مسيرته التدريبية.