جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

غرينبيس: حرائق سوريا تُثير تساؤلات حول التكيّف المناخي بالمنطقة

أحمد عبد الحليم -

في ظل إستمرار الحرائق عدة أيام في غابات محافظة اللاذقية في سوريا، و التي أسفرت عن نزوح ما لا يقل عن 1,120 شخصًا، و تدمير أكثر من 7000 هكتار من الغابات و الأراضي الزراعية، و تأثّر أكثر من 5,000 من السكان، تُحذّر مُنظمة غرينبيس الشرق الأوسط و شمال إفريقيا من أن المنطقة تشهد مُوسمًا مُقلقًا من الحرائق، تزداد حِدَته نتيجة إرتفاع درجات الحرارة و تفاقم الجفاف الناجمَين عن تغيّر المناخ.

و قالت كنزي عزمي، مسئولة حملة "المُلوّث يدفع" في غرينبيس الشرق الأوسط و شمال إفريقيا: "تواجه سوريا منذ سنوات العديد من الحرائق وعواقبها الوخيمة، و لكن الحرائق الحالية في محافظة اللاذقية تُعدّ من أخطر الأزمات البيئية و الإنسانية التي واجهتها سوريا في الآونة الأخيرة. و رغم جهود فرق الإطفاء من عدة بلدان، ومن ضمنها لبنان والأردن، إلا أن هناك عوائق لوجستية تجعل عملية الإطفاء و الإستجابة مُعقدة. و كذلك، يتفاقم الوضع بسبب الظروف التي مرت بها سوريا في السنوات الأخيرة و التي خلّفت و راءها بنية تحتية ضعيفة و غياب خطة إستجابة للطوارئ و نظم الرصد، مما يُعرّض الأرواح و سُبل العيش و صحة المواطنين و البيئة و الإقتصاد لمخاطر مُضاعفة."

و أضافت: "هذه الحرائق باتت أكثر تكرارًا و شِدّة بسبب إرتفاع حرارة الأرض، خاصة في منطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا التي ترتفع حرارتها بمُعدل ضعف المُتوسط العالمي. السبب الأساسي لحِدَة و تواتر مُعظم الحرائق هو تغير المناخ - الناتج بشكل أساسي عن حرق النفط و الغاز و الفحم. نحن نواجه بالفعل شحًا في المياه، و تصحرًا، و تراجعًا في الغِطاء النباتي، و كلها عوامل تزيد من مخاطر إندلاع الحرائق.

و دعت عزمي الحكومات إلى وضع خطط تَكيّف مناخي شاملة و عاجلة، مُؤكدة الحاجة إلى تمويل مناخي من الدول ذات الإنبعاثات التاريخية العالية و شركات النفط العالمية، لمُساعدة الدول الضعيفة في منطقتنا على الإستعداد لمثل هذه الكوارث و التعافي منها.

و شددت عزمي على ضرورة الإلتزام بـ"إرشادات الوقاية من الحرائق" التي توصي بها غرينبيس، و إتباع إجراءات السلامة عند حدوثها.