جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

شباب العرب يتصدون لخطر البلاستيك في مُلتقى البيئة الساحلية بالغردقة تحت شعار «شواطئنا حياتنا»

أحمد عبد الحليم -

في وقت تتزايد فيه المخاوف العالمية من تفاقم التلوث البلاستيكي و تداعياته الكارثية على البيئة البحرية والساحلية وصحة الإنسان، تستعد مدينة الغردقة المصرية لإحتضان «مُلتقى البيئة الساحلية الثالث عشر»، الذي ينظمه الإتحاد العربي للشباب و البيئة، في الفترة من 21 إلى 24 أغسطس 2025، تحت شعار «شواطنا حياتنا.. البلاستيك خطرها»، بهدف توحيد جهود الشباب العربي في مُواجهة التحديات البيئية الراهنة، و على رأسها التلوث البلاستيكي، من خلال تبادل الرؤى والخبرات، وطرح حلول إبتكارية، تنسجم مع أهداف التنمية المُستدامة.

و قال الدكتور ممدوح رشوان، الأمين العام للإتحاد العربي للشباب و البيئة، إن «المُلتقى يأتي في توقيت بالغ الأهمية، حيث أصبح التلوث بالبلاستيك من أخطر المُشكلات البيئية على كوكب الأرض»، مُشيرًا إلى أن البلاستيك، الذي كان يُنظر إليه في السابق بإعتباره أحد المُنتجات التي تستخدم في تيسير الحياة، تحول اليوم إلى «مصدر تهديد» للحياة البحرية و البرية، و صحة الإنسان، بالإضافة إلى تسببه في زيادة حِدَة التغيرات المناخية.

و أكد «رشوان»، أن العالم يشهد اليوم ما يُعرف بـ «يوم التجاوز البلاستيكي»، و هو الموعد الذي تتجاوز فيه كمية النفايات البلاستيكية قُدرة كوكبنا على إدارتها، بعد إرتفاع حجم الإنتاج العالمي من البلاستيك من 1,5 مليون طن في عام 1950، إلى أكثر من 400 مليون طن سنويًا حاليًا، ما يُنذر بكارثة بيئية، إذا لم يتم التصدي لها بشكل مُمنهج.

و أشار «رشوان»، إلى أن المُلتقى يهدف إلى تحقيق عدد من الأهداف الإستراتيجية، من بينها ضمان إستدامة الموارد الطبيعية و خدمات النظم الإيكولوجية الساحلية، و تمكين الشباب العربي من المُساهمة الفاعلة في تحقيق أهداف التنمية المُستدامة، و بناء تحالف عربي طموح لإنهاء التلوث البلاستيكي، إلى جانب نشر التوعية المجتمعية بآثار النفايات البلاستيكية، خاصة في الأوساط الشبابية.

و أكد الأمين العام للإتحاد العربي للشباب و البيئة، أن المُلتقى يُمثل مِنصة حِوارية مُهمة لتبادل الخبرات و المعارف بين الشباب العربي، و تشجيعهم على تَبني أنماط إنتاج و إستهلاك مُستدامة، و تعزيز الشراكات العربية في مجالات الإقتصاد الأزرق، بما يُسهم في تحقيق أهداف التنمية المُستدامة، مُشيرًا إلى أنه سيتم رفع التوصيات التي ستصدر عن المُلتقى إلى الجهات المَعنية، من أجل بلورتها في سياسات قابلة للتنفيذ، مُعربًا عن تطلعه إلى أن تُسهم هذه التظاهرة البيئية الشبابية في صياغة مُستقبل أكثر إستدامة للبيئة الساحلية في العالم العربي.

وتجدر الإشارة، إلى أنه يجري تنظيم مُلتقى البيئة الساحلية في دورته الـ13، بالإشتراك مع إدارة الشباب و الرياضة بجامعة الدول العربية، و وزارة الشباب و الرياضة في مصر، بالتعاون مع منظمة «اليونيسيف، و إتحاد المهندسين الأفارقة، و إدارة البيئة بجامعة الدول العربية، و الأكاديمية العربية للعلوم و التكنولوجيا و النقل البحري، و المجلس العربي للمياه، و منظمة «أكساد»، و نقابة الزراعيين، و قطاع حماية الطبيعة بوزارة البيئة، بالإضافة إلى محافظة البحر الأحمر.

و من المُتوقع أن يشهد المُلتقى مُشاركة شبابية من 19 دولة عربية، و عدد من المُنظمات البيئية و الإقليمية و الدولية، و ذلك في إطار جهود الإتحاد العربي للشباب و البيئة لنشر الوعي البيئي، و تعزيز العمل العربي المُشترك، في مُواجهة التحديات البيئية الساحلية، و على رأسها التلوث بالبلاستيك.

يتضمن المُلتقى عددًا من المحاور العلمية و الأنشطة المُتنوعة، تشمل جلسات عامة حول تأثيرات البلاستيك على البيئة الساحلية، و أفضل سُبل الإستخدام المُستدام للموارد الساحلية، و التشريعات المُقترحة لحماية البيئة، إضافة إلى عرض نماذج لمشروعات تُساهم في الحَدّ من التلوث البلاستيكي، و دور المحميات الطبيعية في الحفاظ على السواحل و البيئة البحرية.

كما يشهد المُلتقى تنظيم ورش عمل مُتخصصة حول الإقتصاد الدائري و إنهاء التلوث البلاستيكي، ومُبادرات شبابية لإبتكار حلول بيئية، فضلاً عن تنظيم حملة ميدانية بعنوان «شواطئ بلا بلاستيك» على شواطئ الغردقة، و زراعة الأشجار في المناطق الساحلية، إلى جانب رحلة بحرية، و أنشطة ثقافية و إجتماعية، لإستعراض تراث المدن الساحلية العربية.