جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

عضو فريق فلسطين بـ”العدل الدولية”: عقوبات واشنطن ضد ألبانيزي بسبب غزة يؤسس لقانون الغابة

أحمد عبد الحليم -

وجهت السفيرة نميرة نجم، عضو فريق فلسطين القانوني في محكمة العدل الدولية، التحية للمُقررة الأمُمية المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيزي لجهودها مع الزملاء العاملين في هذا المجال، و الذين يعبرون عن الضمير الإنساني.

و أضافت، أنها تدعم مُقترح عضو البرلمان الأوروبي بمنح السيدة ألبانيزي جائزة نوبل في السلام، بإعتبارها أولى من أي شخص آخر بالحصول على الجائزة، بسبب جرأتها و دعمها لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المُحتلة، مُشيرة إلى أن فرض عُقوبات على ألبانيزي، تُعدّ مأساة إنسانية حقيقية، حيث أصبح القانون سلاحًا نحو تحقيق العدالة المرجوة حول لعالم، مضيفة، "نحن في أشد الحاجة إليها بعد إستمرار الإبادة الجماعية التي تتسبب فيها إسرائيل بقطاع غزة يوميًا، على مدار ما يقرب من العامين".

و ترى أن السلاح الحقيقي هو ما خرجت به ألبانيزي في تقاريرها، و أثار حفيظة الولايات المتحدة، و خاصة التي ترصد نحو 60 شركة أمريكية تنخرط في دعم الحرب بغزة، سواء بدعم الإقتصاد الإسرائيلي، أو الدعم المُباشر بإنتاج السلاح، الذي يستخدم ضد الشعب الفلسطيني، و الذي يدعم إستمرار الإحتلال الإسرائيلي الغاشم غير القانوني للأراضي الفلسطينية، و المُضي قدمًا في إجراءات الفصل العنصري، و الإبادة الجماعية.

و قالت، إن واشنطن بهذه الخطوة تريد إسكات أي صوت حتى لو أممي محايد يتخذ إجراء ضد ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المُحتلة، و هو أمر غاية في الخطورة، خاصة أنه حينما تقوم ألبانيزي بعملها، تقوم به بحيادية و تبلغ عن التصرفات غير القانونية و المشروعة التي رفضتها بسبب الإحتلال الإسرائيلي للأراضي المُحتلة، و ما يتم في غزة من إبادة جماعية.

و أوضحت، أن المُشكلة التي نراها هي أن أي صوت يعلو اليوم حول العالم ليتحدث باسم القانون الدولي الذي وضعت أسسه الدول الغربية، بما فيها الولايات المتحدة، يتم وصمه بأنه ضد السامية، بإعتباره ضد المصالح الإقتصادية لواشنطن، و من الخطر مُحاولة إسكات الأفواه التي تتحدث، و تشير للحقائق و الواقع التي تحدث ضد البشر و إستباحتهم في غزة، و ضد القانون الدولي الإنساني، و ضد حقوق الإنسان.

و فيما يتعلق بتأثير القرار على المستوى الدولي، مضت السفيرة نجم قائلة: "الخطورة ليس فقط بملاحقة ألبانيزي و فرض عقوبات عليها، حيث سبقها في ذلك المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، و مُلاحقة كل من يدعم الحق الفلسطيني، و ذلك له تداعيات كبيرة، هناك بشر سوف يرفضون تولي هذه المهام، و هو أمر خطير.

و أشارت، إلى أن العالم أمام مرحلة جديدة يعلو فوقها صوت قانون الغاب، دون التمسك بالقانون الدولي، و تابعت: "نحن أمام مرحلة فارقة في التاريخ، تريد الدول التي تدعم إبادة جماعية بالسلاح و المال و الدفاع عن قتلة الأطفال و الشعوب، أن يسكتوا الأصوات الداعمة لحق البشر و الحق الإنساني في البقاء حُرًا على أرضه، نحن أمام نقطة فارقة في تاريخ البشرية و تاريخ العلاقات الدولية، خاصة الأمم المتحدة، الذي نأمل إستمرار دعمها للسيدة ألبانيزي و دعم دول الأمم المتحدة ذاتها لجهود السيدة حتى لا تنتهي بمأساة إنسانية جديدة".

و إعتبرت أن إستمرار الوضع في غزة على هذا الوضع، سنرى أكثر من غزة حول العالم، و هو أمر غاية في الخطورة و علينا أن نعي أن هذا الأمر يجب التصدي له و عدم قبوله بأي شكل، و ليس كل من يتحدث لدعم حق فلسطين في البقاء و وقف الإبادة ضد الأطفال و النساء في غزة يصبح ضد السامية، خاصة أن الفلسطينيين كذلك ساميون مثل يهود إسرائيل، و لهم الحق في البقاء على أرضهم مثل كافة شعوب العالم، في دولة آمنة مُستقرة و لا يُمكن الإستمرار في مُحاولة كَتم الأفواه و فرض الصمت على كل من يُحاول التعبير عن الحقيقة و الواقع الأليم الذي تعيشه المنطقة و الإبادة التي يعيشها أهل غزة يوميًا.

و أنهت نجم حديثها قائلة: "علينا دعم هذه السيدة و كل من يقف مع الحق الفلسطيني في مُواجهة الإعتداء الإسرائيلي الغاشم المُستمر على شعب أعزل، يواجه الإبادة الجماعية، و حينما يتحدث أي صوت لدعم هذا الشعب الأعزل، يتم مُحاولة فرض عقوبات عليه، أو تدميره شخصيًا عبر إدعاءات مُختلفة، للإستمرار في تحقيق مصالح إقتصادية عسكرية لعدد من دول العالم، دون أن تأبه بكم الضحايا نظير هذه المصالح.

و أعلن وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، فرض الولايات المتحدة الأمريكية عُقوبات على المُقررة الأمُمية المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيزي، لجهودها في دفع المحكمة الجنائية الدولية إلى إتخاذ إجراءات بحق الولايات المتحدة و إسرائيل، على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

و صرحت ألبانيزي، العام الماضي بأنها تعتبر ما يحدث في غزة "إبادة جماعية مدبرة"، و أعربت مرارًا عن دعمها لمُذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو، كما دعت إلى "فرض حظر أسلحة شامل على إسرائيل" و"تعليق الإتفاقات التجارية" معها، مُحذرة من أن "مُمارسات إسرائيل في غزة ليست حربًا، بل حملة إبادة".

و في وقت سابق ذكرت صحيفة غربية أن إدارة ترامب أرسلت طلبًا رسميًا إلى الأمم المتحدة لإقالة ألبانيز، مُتهمة إياها بـ"مُعاداة السامية المُفرطة"، و"دعم الإرهاب"، و مُمارسة الضغط على الشركات الدولية التي تتعامل مع إسرائيل.

و منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حتى مَطلع الشهر الجاري، تسببت الحرب على غزة في مَقتل أكثر من 57 ألف فلسطيني إضافة إلى نحو 135 ألف مُصاب، حسب بيانات وزارة الصحة.