جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

الداخلية تكشف عن مخطط إرهابي يستهدف منشآت شرطية واقتصادية

صورة أرشيفية
الديار - عبد السلام شعيب -

في ضربة أمنية استباقية جديدة، تمكنت وزارة الداخلية المصرية من إحباط مخطط إرهابي خطير كان يستهدف تنفيذ عمليات عدائية داخل البلاد، بعد أيام قليلة من بث حركة حسم – الذراع المسلحة لجماعة الإخوان الإرهابية – مقطع فيديو دعائي يحمل عنوان "سبيل المؤمنين"، تضمّن مشاهد لتدريبات قتالية لعناصر مسلحة ودعوات صريحة لاستخدام العنف ونشر الفوضى في مصر.

الفيديو، الذي ظهر على منصات تابعة للحركة الإرهابية، مثّل محاولة جديدة لبث الرعب في نفوس المواطنين واستعادة النشاط المسلح بعد الضربات الأمنية القاصمة التي تلقتها "حسم" خلال السنوات الأخيرة. وأكدت الداخلية أن محتوى الفيديو تم تصويره خارج البلاد، ويظهر عناصر ملثمة تجري تدريبات بأسلحة نارية، في إطار التمهيد لتنفيذ سلسلة عمليات داخلية بإشراف من قيادات هاربة إلى تركيا.
وفور بث الفيديو، تحركت أجهزة قطاع الأمن الوطني بالتنسيق مع القطاعات الأمنية المعنية، حيث توافرت معلومات دقيقة حول اعتزام عناصر تابعة للحركة التسلل إلى البلاد عبر الحدود الغربية، لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف منشآت شرطية واقتصادية.

وقد تم تحديد هوية اثنين من أخطر العناصر الإرهابية المتورطة في هذا المخطط، وهما: أحمد محمد عبد الرازق أحمد غنيم – من العناصر الهاربة والصادر ضده حكم بالإعدام في قضايا إرهابية سابقة أبرزها "محاولة اغتيال النائب العام المساعد" و"استهداف كمائن شرطة".
إيهاب عبد اللطيف عبد الحميد أحمد – من العناصر المسلحة الهاربة، تولى الإشراف الميداني على نقل الأسلحة والتمويلات داخل البلاد.

رصدت قوات الأمن تحركات العنصرين الإرهابيين داخل نطاق دائرة قسم بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة، وجرى إعداد مأمورية أمنية محكمة لضبطهما. وبمجرد اقتراب القوات، بادر العنصران بإطلاق النيران بكثافة تجاه رجال الشرطة، ما أسفر عن استشهاد أحد الضباط وإصابة مواطن كان متواجدًا بالمكان.

وقد ردّت القوات على مصدر النيران وتعاملت مع الموقف بحسم، مما أسفر عن مصرع العنصرين الإرهابيين وضبط أسلحة نارية كانت بحوزتهما، من بينها بندقية آلية ومسدس وكمية من الذخيرة.

أوضحت وزارة الداخلية، في بيان رسمي، أن العناصر الإرهابية كانت بصدد تنفيذ عمليات إرهابية متزامنة داخل العاصمة، على رأسها استهداف أقسام شرطة، منشآت أمنية، وتجمعات اقتصادية ضمن خطة تهدف إلى إرباك المشهد الداخلي وإعادة بث خطاب "الإخوان" الإرهابي.

وأكد البيان أن العملية جاءت في إطار استمرار جهود وزارة الداخلية في تتبع العناصر الإرهابية الهاربة، وضرب الخلايا النوعية التابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي في الداخل والخارج، والتصدي الحاسم لكل من يحاول زعزعة استقرار الوطن.
كما شددت الوزارة على أن مصر ستظل عصيّة على كل من تسوّل له نفسه العبث بأمنها، وأن دماء الشهداء لن تذهب هدرًا، مشيدة في الوقت نفسه بيقظة رجال الشرطة في التصدي لأي تهديد.

انطلقت حركة "حسم" الإرهابية عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة، وتبنت العديد من العمليات الإرهابية منذ 2015 ضد رجال الجيش والشرطة والقضاء.
تلقى عناصرها تدريبات مكثفة في دول مجاورة، بتمويل مباشر من قيادات إخوانية تقيم في تركيا وقطر.

تم تفكيك بنيتها التحتية بشكل كبير منذ 2019، عبر عمليات أمنية دقيقة، أسفرت عن تصفية واعتقال عشرات من قياداتها.