بهدوء .. اللهم احفظ مصر آمنة مستقرة سالمة

أود أن أشير إلى أن مصر بقدر ما هي مستهدفة بقدر ما هي يقظة ثابتة .. تحيا مصر
فيه حاجة مرعبة ظهرت فجأة على الإنترنت يوم 4 يوليو ..
فيديو لعرض عسكري غامض لحركة اسمها حسم: ملثـمين، عربيات دفع رباعي، وتدريبات سلاح. لكن الرسالة الأخطر كانت في نهايته، آية قرآنية واحدة معناها واضح:
"فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ"
يعني باختصار:
"إحنا راجعين .. وانتظرونا"
بس السؤال: راجعين لمين؟ وليه دلوقتي؟ وإزاي بيرجعوا بعد ما اتقال إن التنظيم اتصفّى من سنين؟
خليني أقولك من الأول.. الفيديو ده مش تهريج، ولا استعراض فارغ، ولا حتى محاولة يائسة من مجموعة مفلسة. لأ. دي رسالة مشفّرة، واللي فهمها كويس، عرف إنها أخطر حاجة حصلت من سنين.
يعني إيه "حسم"؟
"حسم" هي اختصار لـ "حركة سواعد مصر"، وظهرت سنة 2016 كأداة من أدوات الإخوان بعد سقوطهم سياسيًا. الجماعة دي اعتمدت على الخلايا الصغيرة اللي بتتحرك بسرعة وبتنفذ عمليات نوعية، ونجحوا بالفعل في تنفيذ محاولات اغتيـ ـال وتفجيـ ـرات ضد شخصيات ومؤسسات أمنية بارزة.
لكن حسم نفسها كانت مجرد أداة..
مجرد ورقة من أوراق كتير في ملف واحد: ضرب مصر من الداخل.
الدولة تعاملت إزاي؟
من 2016 لـ 2019، أجهزة الأمن المصرية لعبت دور عبقري في القضاء على التنظيم:
* ضربات استباقية مركزة
* مراقبة اتصالات مشفرة
* اختراقات داخل الخلايا
* تصفية قيادات بارزة زي محمد كمال
* استخلاص معلومات دقيقة من المقبوض عليهم
النتيجة؟ اختفاء تام لأي نشاط لحسم بعد 2019.
لكن السكوت ده ماكانش نهاية القصة، ده كان "هدوء ما قبل العاصفة".
طيب ليه بيرجعوا دلوقتي؟
لأن المعركة اتنقلت من "الحدود" إلى "الداخل".
بعد فشل مشروع التهجير على حدود غزة، وفشل محاولة جرّ مصر لمستنقع سياسي وأمني واقتصادي، جت لحظة "العقاب".
العقاب مش هيكون بس بتنظيم زي "حسم"، لكن بحزمة كاملة من الأدوات:
* عمليات إرهابيـ ـة
* شائعات موجهة
* ضربات اقتصادية
* تحريك شبكات قديمة
* وظهور أدوات وأساليب جديدة، بعضها ما نعرفوش لسه
كلها أدوات بتُستخدم للضغط على مصر من جوّا، بعد ما كل المحاولات من برّا فشلت.
العملية الإرهابية اللي اتمنعت
الفيديو اللي انت شُفته من حسم كان أول رسالة في موجة جديدة متوقعة من العمليات.
لكن الضربة الأمنية اللي نفذتها وزارة الداخلية كانت ضربة استباقية كاملة الأركان.
الأجهزة رصدت الإرهابييـ ـن من لحظة خروجهم من معسكرات خارجية وداخلية، تابعتهم لحظة بلحظة، جمعت معلومات عن وسائل النقل، اتصالاتهم، مكان إقامتهم، وتأمين المنطقة حواليهم، لحد ما اختارت التوقيت المثالي للانقضاض.
العملية دي مش بس نجاح أمني، دي **برهان على مستوى جديد من الجاهزية المصرية**:
* تقنيات تتبع واختراق متقدمة
* قدرات استخباراتية مش بس محلية لا كمان إقليمية.
* وحدة قوات خاصة على أعلى مستوى
* احترافية تنفيذ ميداني بدون خسائر
واللي عايز يشوف بعينه مستوى الجاهزية الأمنية، يرجع للعرض العسكري المهيب اللي نفذته وزارة الداخلية في فبراير اللي فات.
هناك ظهرت لأول مرة وحدة "البلاك كوبرا" – قوة خاصة شبحية، مدربة على أعلى مستوى، ظهرت بأسلحة متقدمة ومهارات عالية في الاشتباك والتحرك السريع، ورسالة صريحة: "مصر مش بس بترصد، مصر جاهزة تضرب في الوقت المناسب."
مشهد "البلاك كوبرا" ما كانش مجرد استعراض، ده كان عرض لقدرات جديدة داخل الوزارة:
وحدات خاصة قادرة على الاشتباك جوّا المدن وبرّاها
تكتيكات متقدمة في التصدي للخلايا المسلحة
مين بيدير اللعبة؟
زمان كان التمويل من قطر، والاحتضان في تركيا. دلوقتي المشهد اتغير.
قطر وتركيا بقوا شركاء اقتصاديين لمصر، وطردوا كتير من المتطرفين.
الملف بقى في إيد MI6 البريطانية والمخابرات الأمريكية.
من 2023، تم إنشاء غرف عمليات في سوريا مع الموساد الإسرائيلي، واللي بيدير المشهد دلوقتي مديرة MI6 الجديدة: "بليز متروِيلي"،مديرة MI6 الجديدة خبيرة في الحروب السيبرانية والتخريب الناعم، وتاريخها كله ملف استخباراتي ضخم.
يعني ببساطة: مصر بتواجه جيل جديد من الحروب، جيل بيمزج بين السلاح والإعلام، بين التفجير والتشويش، بين القتـ ـل والتضليل.
فين حسم دلوقتي؟
* سوريا: معسكرات للمصريين في إدلب والرقة ودير الزور
* ليبيا: بقايا قديمة في درنة وسرت
* السودان: تمركزات في دارفور وسط الفوضى
* تركيا وقطر: مجرد ملاذ سياسي مش أكتر
العمليات بتتجه تاني من برّا لجوا، والهدف واحد: استنزاف مصر.
الخلاصة؟
"حسم" مجرد أداة .. فيه غيرها كتير جاي في الطريق.
لكن اللي مش هيغيّر، إن الدولة مستعدة.
من 2004 لغاية 2025، الهدف واحد:
* ضرب الجيش
* تقسيم سيناء
* إسقاط هيبة الدولة
لكن في كل مرة كانت مصر بتقوم، أقوى وأذكى، وبترد على التخطيط بالاستخبارات، وعلى الإرهاب بالاحتراف.
السؤال مش بس: "إيه اللي هيحصل بعد كده؟"
السؤال الحقيقي:
هل إعلامنا، ومثقفينا، وشبابنا، مستعدين يواجهوا حرب من نوع جديد؟ حرب العقول والمعلومة والتشكيك والتخويف؟
الرد الحقيقي كان في الطلقة الأولى اللي أطلقتها وزارة الداخلية ..
مش طلقة رصاص، لكن طلقة وعي.
