جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

تحذير عاجل من البنك الأهلي المصري: هجمات نصب إلكتروني تستهدف المواطنين وتحديث البيانات ضرورة لحماية الحسابات

الديار - عماد اصلان -

في خطوة استباقية لحماية أموال المواطنين وتعزيز الوعي الأمني، أصدر البنك الأهلي المصري تحذيرًا رسميًا لعملائه من تصاعد محاولات النصب الإلكتروني التي باتت أكثر تعقيدًا وانتشارًا، محذرًا من مكالمات هاتفية مشبوهة يتلقاها العملاء من أشخاص ينتحلون صفة موظفي البنك أو ممثلي خدمة العملاء بهدف سرقة المعلومات البنكية والبيانات السرية.

مكالمات احتيالية.. وانتحال صفة موظفي البنك

البيان الذي نشره البنك عبر صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي حمل رسالة تحذيرية واضحة، جاء فيها:

"خلي بالك!.. خدمة العملاء مش هتكلمك تطلب منك بياناتك البنكية أو معلوماتك السرية أبداً.. متشاركش الـ OTP أو أرقام بطاقاتك البنكية مع أي حد".

ويأتي هذا التحذير في وقت تتزايد فيه حالات الاحتيال الإلكتروني التي تستغل جهل بعض المواطنين بالإجراءات المصرفية الآمنة، حيث يقوم المحتالون باستخدام تقنيات الاتصال الصوتي الحديثة والتحدث بلهجة مهنية توحي بالثقة، لتمويه ضحاياهم وإقناعهم بالإفصاح عن رمز التحقق OTP، أو أرقام البطاقات الائتمانية، أو حتى كلمات المرور السرية.

الهجمات الإلكترونية.. تطور أدوات الجريمة

يشير خبراء الأمن السيبراني إلى أن هذه المحاولات تعتمد على ما يُعرف بـ"الهندسة الاجتماعية" (Social Engineering)، وهي واحدة من أخطر أدوات النصب في العصر الرقمي، حيث يعتمد المحتالون على بناء علاقة ثقة قصيرة وسريعة مع الضحية ثم استدراجه للكشف عن معلوماته المصرفية دون أن يدرك فداحة ما يفعل.

وتأتي هذه التحذيرات في ظل التحول الرقمي السريع الذي يشهده القطاع المصرفي المصري، مما يجعل المؤسسات المالية مطالبة ليس فقط بتحديث البنية التحتية لأنظمتها، بل أيضًا بتكثيف حملات التوعية المجتمعية حول أساليب الحماية الذاتية.

البنك الأهلي يؤكد: تحديث البيانات ضمان لاستمرارية الخدمات وأمان المعاملات
وفي سياق متصل، أصدر البنك الأهلي أيضًا تنبيهًا هامًا بشأن ضرورة الإسراع في تحديث البيانات الشخصية، مشددًا على أن هذه الخطوة أصبحت أساسية لضمان استمرارية الخدمات المصرفية دون انقطاع.

وأكد البنك، عبر موقعه الرسمي، أن تحديث البيانات لا يقتصر فقط على الأمان، بل ينعكس أيضًا على جودة الخدمة المصرفية المقدمة للعملاء، مثل تلقي الإشعارات اللحظية، وتفعيل الخدمات الرقمية، ومنع التجميد المؤقت للحسابات.

للتأكد من أي تواصل رسمي، يُنصح بالاتصال مباشرة بخدمة عملاء البنك الأهلي المصري على الرقم 19623 أو من خلال الموقع الرسمي:
https://www.nbe.com.eg

وأضاف البيان:

"نرجو من جميع العملاء مراجعة بياناتهم المسجلة، وتحديث أي معلومات تم تغييرها مثل رقم الهاتف، عنوان الإقامة، أو الحالة الاجتماعية، عبر زيارة أقرب فرع أو من خلال القنوات الرقمية الرسمية للبنك".

تحليل: ما وراء التحذير.. مسؤولية مزدوجة لحماية الحسابات
يرى مراقبون أن تحرك البنك الأهلي المصري يعكس وعيًا متزايدًا بمخاطر الفضاء الإلكتروني، خصوصًا مع التوسع في استخدام التطبيقات البنكية على الهواتف الذكية. كما يعكس توجه الدولة نحو الشمول المالي، الذي يتطلب بنية معلوماتية مؤمّنة، وتعاونًا مستمرًا بين البنك والعملاء.

إن حماية الحسابات البنكية لم تعد مسؤولية البنوك فقط، بل أصبحت مسؤولية مشتركة بين المؤسسة المصرفية والمستخدم النهائي. فمن غير المقبول أن يتهاون العميل في الإفصاح عن بياناته، تمامًا كما لا يجب أن تتراخى المؤسسات في تحديث أنظمتها وملاحقة المحتالين.

خلاصة القول
تحذير البنك الأهلي ليس مجرد بيان تقليدي، بل جرس إنذار يجب أن ينتبه له الجميع. فالهجمات الإلكترونية تتطور، والمخاطر تتزايد، والحل يبدأ من الوعي، ثم الالتزام بالإجراءات الأمنية، وفي مقدمتها عدم مشاركة أي معلومات بنكية عبر الهاتف، والحرص على تحديث البيانات بشكل دوري.

وفي عالم باتت فيه البيانات الرقمية هي الثروة الحقيقية، فإن الحذر لم يعد ترفًا، بل ضرورة لحماية أموال الناس، وأمنهم الرقمي.