المعلم... بين تجاهل المسؤولين وصمت النقابة!

في مشهد صادم، خرج السيد محافظ أسيوط خلال زيارة لإحدى المدارس بتصريح استفز مشاعر المعلمين، إذ قال – كما تداولت وسائل الإعلام – إن "المعلم جاي يقبض المرتب ويشرب شاي ويرغي"!
تصريح يعكس للأسف انفصالًا عن الواقع، وجهلًا بحجم التحديات التي يتحملها المعلم المصري يوميًا لبناء أجيال هذا الوطن، في ظروف بالغة القسوة.
من علّمك يا سيادة المحافظ؟
من المؤسف أن يُطلق مثل هذا التصريح من مسؤول تنفيذي كبير، كان الأجدر به أن يُكرم المعلم لا أن يُهينه.
هل نسي أن المعلم هو من علّمه الحروف الأولى؟ من صبر عليه وهو طفل حتى غدا رجل دولة؟ من علم القضاة والمهندسين وضباط الجيش؟
المعلم ليس عبئًا على الدولة، بل هو رأس مالها الحقيقي... فإن أُهين، أُهينت الأمة كلها.
وهل تستطيع يا سيادة المحافظ...؟
سؤال نطرحه بكل احترام على السيد المحافظ:
هل تملك الجرأة أن تدخل جامعة، وتقول لمعيد أو لأستاذ جامعي: "أنت جاي تقبض وتشرب شاي وترغي"؟
بالطبع لا.
لأنك تعرف أن الرد سيكون حازمًا، وربما قانونيًا أيضًا.
فلماذا يُستهان بالمعلم في المدارس، وهو من غرس في الأستاذ الجامعي العلم والاحترام؟
لا يُبنى مجتمع إلا بالعلم... ولا يُبنى العلم إلا بتقدير مَن يُعلّم.
الرئيس السيسي يُؤكد...
الرئيس عبد الفتاح السيسي – في كل خطاباته الخاصة بالتعليم – لم يُغفل يومًا أهمية احترام المعلم وتقديره، بل أكد مرارًا أن المعلم هو حجر الأساس في بناء الجمهورية الجديدة.
وإن كان هناك بعض التجاوزات الفردية من قِبل قلة من المعلمين، فالدولة لديها منظومة كاملة من وسائل الرقابة والمحاسبة، ولا مبرر للتعميم أو التقليل من قدر المعلمين الشرفاء.
غياب صوت النقابة... وصمت مريب!
حين تطال الإساءة مهنًا أخرى، نرى من يهبّ للدفاع عنها. حين طُعن في مهنة الصيدلة يومًا، خرج الدكتور حمدي السيد، نقيب الأطباء الأسبق، على الهواء ليُدافع باستماتة.
أما في حال المعلم، فننتظر... فلا صوت، ولا بيان، ولا دفاع من نقيب المعلمين، وكأن الإهانة لا تعنيه، أو كأن مَن أُهين ليس من أصحاب المهنة التي يُفترض أنه يمثلها.
نداء مفتوح إلى نقيب المعلمين
هل سيتحرك نقيب المعلمين؟ هل يُطالب باعتذار رسمي؟ هل يُنظم مؤتمرًا صحفيًا يُوضح فيه للرأي العام أن هذه المهنة لا تستحق إلا كل احترام؟
أم سنستمر في سياسة "الصمت النقابي"، وترك المعلم وحده يواجه الإهانة بلا سند؟
_ احترام المعلم ليس مطلبًا نقابيًا فقط... بل واجب وطني.
_ الخطأ لا يُواجه بالإهانة، بل بالمحاسبة المنضبطة.
_ المعلم هو من يضع أول طوبة في صرح الجمهورية الجديدة... فلا تكسروه بالكلمات.