جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

تأثير المُلوثات العضوية الثابتة في البلاستيك على الصحة الإنجابية للمرأة و الطفل

أحمد عبد الحليم -

في ظل تأكيدات علمية و تحذيرات دولية مُتزايدة، تتصاعد المخاوف بشأن المخاطر الصحية الناجمة عن المُلوثات العضوية الثابتة (POPs) الموجودة في البلاستيك. هذه المواد الكيميائية الخطيرة، ومنها الفثالات (Phthalates) هي مجموعة من المُركبات الكيميائية الصناعية التي تُستخدم على في تركيبة البلاستك، بالإضافة إلى مواد أخري تُستخدم علي نطاق واسع كملدنات ( وهي مواد تجعل البلاستيك أكثر ليونة و مرونة عند تشكيله )، خصوصًا في مادة البولي فينيل كلوريد (PVC)، و كذلك في مُنتجات أخرى مثل مُستحضرات التجميل و الدهانات و المواد اللاصقة. و تُعتبر مجموعة الفثالات التى تنفصل من البولي إيثيلين أثناء إعادة إستخدامه من المواد المُثبطة للغدد الصماء لأنها يُمكن أن تتداخل مع الهرمونات الطبيعية في الجسم.

تهديد عالمي للهرمونات و الصحة.

أطلقت الشبكة الدولية للقضاء على المُلوثات (IPEN)، تحذيرًا عاجلًا من المُلوثات العضوية في البلاستيك، خاصة المواد الكيميائية المُسببة لإضطراب الغُدد الصماء (EDCs). كما أكدت أن هذه المُلوثات، حتى إذا كانت بتركيزات ضئيلة، تشكل خطرًا مُباشرًا على الصحة العامة و الجهاز الهرموني للرجال و النساء، و تزيد من فُرص الإصابة بالأمراض المُزمنة كالسرطان و السكري و أمراض المناعة. و تبرز الشبكة خطورتها الشديدة على الأطفال و الأجنة لإنتقالها عَبر المَشيمة و حليب الأم، مما يُسبب خللًا هرمونيًا يُؤثر على الخصوبة و مشاكل الإنجاب و سرطانات الثدي و المبيض. تدعو "IPEN" الحكومات و المُنظمات الدولية لإتخاذ إجراءات حاسمة للحَدّ من هذه المواد و تعزيز البدائل الآمنة، لضمان حماية الأجيال القادمة.

و في سياق مُتصل، ركّزت مؤسسة الرواد للمشروعات و التنمية جهودها على فئات المُجتمع بمخاطر المُلوثات العضوية الثابتة الموجودة في البلاستيك. في سبيل منع هذه المخاطر و تأثيراتها الصحية، تعمل المؤسسة على إيجاد و تشجيع البدائل المُستدامة.

مخاطر الإستخدام الخاطئ و تأثير المعادن.

أكد أ. د. السيد محمود حماد، أستاذ التغذية و علوم الأغذية بالمعهد القومي للتغذية و مُراجع دولي لأنظمة و سلامة الغذاء، على ضرورة الإلتزام الصارم بالأكواد المُحددة لكل نوع من أنواع البلاستيك و شروط الحفظ و التخزين الآمنة، مُشيرًا إلى أن المُشكلة الحقيقية في البلاستيك لا تَكْمُنْ في وجوده، بل في الإستخدام الخاطئ له، و أنواعه غير المُطابقة للمعايير، خاصة في المُنتجات المُلامسة لغذاء الإنسان و مُستحضرات التجميل و ملابس الأطفال و لعبهم، مُوضحًا أن مُتبقيات المعادن الثقيلة و مادة "الفيروسين" تُعدّ من أخطر السموم التي تُهاجر من البلاستيك إلى الطعام، خصوصًا عند التخزين المُطول، أو في درجات حرارة عالية، أو مُلامسة الأغذية الحمضية و القلوية. هذه المواد، و على رأسها الكادميوم و الرصاص، تُسبب آثارًا سلبية على الجهاز العصبي و تزيد من خطر الإصابة بالأورام السرطانية على المدى البعيد ، مُؤكدًا أن هذا ينطبق أيضًا على الألعاب البلاستيكية و عضاضات الأطفال، لذلك يجب التأكد من مُطابقة المُنتجات للمُواصفات القياسية قبل شرائها و إستخدامها لحماية صحة أطفالنا.

الأغذية الطازجة تحمي من مخاطر التعبئة.

و أشار الدكتور حماد، إلى تزايد المخاطر الصحية الناتجة عن تسرب المواد الكيميائية و المعادن الثقيلة من مواد التغليف المُختلفة، مثل البلاستيك، و الورق، و رقائق الألومنيوم، داعيًا إلى تَبني نَهج غذائي يعتمد بشكل أساسي على الأغذية الطازجة و غير المُعبأة، مُشددًا على تقليل التركيزات التي قد تصل للجسم من هذه المواد و أن يكون أولوية قصوى، مُؤكدًا أن الإعتماد المُفرط على المُنتجات المُصنعة و المُعلبة و المُغلفة، خاصة مقرمشات الأطفال الجاهزة، يُشكل خطرًا على الصحة العامة.

نصائح لحماية صحتك قبل الإستهلاك.

يُقدم أستاذ التغذية، نصائح جوهرية للمُستهلك لضمان سلامة الغذاء، مُؤكدًا على أهمية قراءة المُلصق الغذائي بعناية للتأكد من المُكونات و التحذيرات، و فحص جودة مواد التغليف و التأكد من مُطابقتها للمعايير الدولية، و البحث عن المُنتجات من الشركات المُعتمدة، مُشددًا على ضرورة التحقق من شروط التخزين و تاريخ الصلاحية عند الشراء، و التأكد من أن المُنتج معروض في درجة حرارة مناسبة، مع أهمية حفظه مُبردًا أو مُجمدًا حسب التعليمات و حمايته من أشعة الشمس المُباشرة لتجنب إرتفاع درجات الحاويات البلاستك و زيادة تسرب المواد الضارة، مُؤكدًا على إتباع إرشادات الإعداد و الإستهلاك السليم للطعام، و حفظ البقايا بطريقة صحيحة لضمان سلامتها و جودتها.

تهديد للصحة الإنجابية و الأجنة.

أكدت الدكتورة سامية جلال سعد، أستاذة بالمعهد العالي للصحة العامة بالإسكندرية و خبيرة إستشارية لمُنظمة الأمم المتحدة في البيئة، على أن المخاطر الصحية لمُركبات البلاستيك تنبع من مصدرين رئيسيين، حيث يتكون الميكروبلاستيك من تكسر سلاسل البوليمرات، و هي عملية تتسارع بشكل خاص أثناء إعادة تدوير البلاستيك، مما يجعل المُنتجات المُعاد تدويرها أكثر تركيزًا بهذه الجُزيئات الدقيقة، مُشيرة إلى أن الأبحاث العلمية تُركز حاليًا على دراسة تأثيرات هذه الجُزيئات على صحة الإنسان، خاصة عند هجرتها من الحاويات المُلامسة للغذاء و المشروبات و إنتقالها إليهما، كما أن الدراسات أثبتت قُدرة هذه الجُزيئات على إختراق المَشيمة المُحيطة بالجنين و تواجدها في السائل المنوي للرجال، مما يُعرض الأجنة لخطر التشوهات الخلقية، و أظهرت الدراسات أيضَا حدوث أضرار مُماثلة في الأجهزة الرئيسية للبالغين و أكثرها لازالت مجهولة المصدر إلا أن الأبحاث تُرجح تسبب المايكروبلاستك في إحداث أعراض الموت المفاجئ .

مخاطر "الملدنات" البلاستيكية.

كما أشارت خبيرة مُنظمة الأمم المتحدة في البيئة، إلى تأثير صحي خطير يَنجُم عن إنتقال المُركبات الكيميائية المُضافة للبلاستيك، و خاصة "الملدنات"، إلى الأغذية و الأدوية التي نستهلكها، كما أن هذه المواد الكيميائية تنتقل من العبوات البلاستيكية إلى مُحتوياتها، علاوة على أن هذه الظاهرة تتفاقم عند تعرض البلاستيك للحرارة أو أشعة الشمس، مُشددة على أن طول فترة تخزين الغذاء أو الدواء في البلاستيك يزيد من فُرص هجرة هذه المواد الكيميائية، لافتة إلى ضرورة الإنتباه لنوع البلاستيك المُستخدم، إذ ليس كل أنواع البلاستيك آمنة للتلامس الغذائي، مُنوهة على أن من أبرز الأمثلة على هذه المُركبات المُهاجرة: البيسفينول (-BPA- Bisphenol A ) الذي يوجد في بعض عبوات المياه البلاستيكية و المُعلبات المعدنية، و الفثالات، و المواد الملدنة التي تستخدم على نطاق واسع لزيادة مُرونة البلاستيك و تدخل في صناعات مُتعددة، و الستايرين، الذي يوجد غالبًا في عبوات الفوم الخفيفة مثل علب الوجبات السريعة، هذه التحذيرات تلخص أهمية الوعي بنوع البلاستيك الذي نتعامل معه و طرق إستخدامه للحفاظ على صحتنا و سلامتنا.

التأثير على صحة الإنسان و البيئة.

و أفادت الدكتورة سامية، أن مخاطر التلوث البلاستيكي الخفية على صحة الإنسان و البيئة في هذه المواد التي تحتوي على سموم غير مَرئية، و أن الآثار الصحية المُحتملة تتجاوز التلوث الظاهر، و تشمل إضطرابات هرمونية لإنها تُؤثر سلبًا على الخصوبة و الغُدد الصماء، بالإضافة إلى مشاكل في النمو و التطور لدى الأطفال و الرُضع، و زيادة خطر الإصابة بالسرطان، و تأثيرات سلبية على الكبد و الكُلىَ و الجهاز العصبي، كما أن مادة "BPA"، المُنتشرة في حياتنا، تُعيق إمتصاص فيتامين Dفي الجسم، مما يُؤثر سلبًا على إمتصاص الكالسيوم و يضعف العظام و يزيد من خطر الكسور، خاصة لدى النساء، حيث تُظهر دراسة أمريكية حديثة أن مُستويات هذه المادة في أجسامنا أعلى بـ 44 مرة من التوقعات، بسبب طرق القياس القديمة.

اما على الصعيد البيئي أكدت الدكتورة سامية، أن مشكلة التلوث بالبلاستيك خطراً بيئياً بالغ الأهمية، حيثُ يُلوّث المياه و التُربة، و يستغرق تحلّله مئات السنين ليتحول إلى جزيئات دقيقة تُعرف باسم (الميكروبلاستيك). تلك الجزيئات التى تتراكم في السلسلة الغذائية و تصل في النهاية إلى الإنسان، بالإضافة إلى أن عملية تصنيع البلاستيك و التخلص غير الآمن من المُخلفات تؤدي إلى زيادة إنبعاثات الغازات الدفيئة (غازات الإحتباس الحراري) ، مما يُفاقم من مشكلة تغير المناخ. لذلك، يجب علينا جميعًا تَبنّي سلوكيات إستهلاكية أكثر مسئولية و أمانًا لحماية صحتنا و كوكبنا.

توصيات حاسمة.

و أوصت الدكتورة سامية، على أهمية إتخاذ تدابير حاسمة للحَدّ من مخاطر الميكروبلاستيك المُتزايدة على صحة الإنسان، مُشيرة إلى عدة توصيات رئيسية لتقليل التعرض لهذه الجُسيمات، مُوضحة ضرورة الحَذر عند إستخدام العبوات البلاستيكية، حتى تلك المُصنفة بأنها "آمنة غذائيًا"، مُشددة على أن هذه التصنيفات لا تمنع تكوين الميكروبلاستيك مع كثرة الإستخدام، كما نصحت بتجنب تسخين الطعام في العبوات البلاستيكية، و خاصة في الميكروويف، و إمتدت نصيحتها لتشمل عدم تخزين الطعام في الحاويات البلاستيكية حتى داخل الثلاجة، نظرًا لإحتمالية وجود الميكروبلاستيك في جدرانها منذ مرحلة التصنيع، لاسيما عند خلط البلاستيك المُعاد تدويره بالبلاستيك الجديد، و دعت إلى دعم التشريعات التي تُحد من إستخدام البلاستيك أُحادي الإستخدام، و تُعزيز مُبادرات إعادة التدوير الآمن و تطوير بدائل صديقة للبيئة، و أكدت على نقطة بالغة الأهمية و هي عدم السماح باستخدام البلاستيك المُعاد تدويره في تصنيع مواد تغليف الغذاء أو الدواء، و بدلاً من ذلك أوصت بالإعتماد عليه في صناعة المُنتجات البلاستيكية التي لا تلامس الغذاء.

المخاطر الصحية و ضرورة الرقابة.

أكدت الدكتورة إلهام رفعت عبد العزيز، الخبيرة البيئية و عضو الشبكة الدولية للتخلص من المُلوثات (IPEN)، مسئول الإتصال الوطني لإتفاقية ستوكهولم سابقًا، و عضو اللجنة الدولية لمُراجعة المُلوثات العضوية الثابتة (POPRC) ، و مدير عام إدارة المواد و المُخلفات الخطرة بوزارة البيئة سابقًا، أن المُلوثات العضوية الثابتة (POPs) هي مواد كيميائية صناعية أو نواتج جانبية لبعض العمليات، تُعرف بقدرتها العالية على البقاء في البيئة لفترات طويلة و مقاومتها للتفكك البيولوجي و الكيميائي، تشكل هذه المُلوثات تهديدًا خطيرًا على صحة الإنسان، خاصة على الغدد الصماء لدى النساء و الأطفال، بسبب قدرتها على التراكم في الكائنات الحية و إنتقالها عَبر السلاسل الغذائية، مما يزيد من خطورتها عند وجودها في البلاستيك، لافتة إلى أن هذه المُلوثات العضوية الثابتة التى تستخدم كمُثبطات إشتعال و تزيد مرونة البلاستيك، كالفثالات و مُثبطات اللهب، تُعرف بأنها مُسببات لإضطراب الغُدد الصماء (EDCs)، مما يستلزم تقليل التعرض لها، و تطوير بدائل آمنة، و تشديد الرقابة على تصنيع و إستخدام المُنتجات البلاستيكية لحماية الأجيال الحالية و المُستقبلية.

و أشارت الخبيرة البيئية، إلى خطورة المُلوثات العضوية الثابتة كمُلوثات بيئية تتراكم في السلسلة الغذائية، تُؤثر على النمو، التطور، الوظائف الإنجابية، و تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، حيث أن الأطفال و النساء الحوامل هم الأكثر عُرضة للخطر؛ فالنساء يُعانين من إضطرابات إنجابية و تنتقل هذه المُلوثات للرضع عَبر الرضاعة، مع دلائل تُشير لصلتها بسرطان الثدي و المبيض، كما يُؤدي تعرض الأطفال المُبكر لمشاكل في النمو العصبي و الهرموني، و زيادة خطر الأمراض المُزمنة لاحقًا، و إختتمت بالتأكيد على توصيات الوكالة الأوروبية للمواد الكيميائية (ECHA) بضرورة تقليل إستخدام هذه المُركبات، و تكثيف الجهود الدولية لتطوير بدائل آمنة، و تشديد الرقابة على تصنيع و إستخدام المُنتجات البلاستيكية، بهدف حماية الصحة العامة وصون البيئة على المدىَ الطويل.

الميكروبلاستيك يتسلل إلى المبيض البشري.

بينما كشف بحث علمي حديث عن وجود جُسيمات بلاستيكية دقيقة (الميكروبلاستيك) لأول مرة في سائل المبيض البشري لدى سيدات إيطاليات، ما أثار قلق مُنظمة "غرينبيس الشرق الأوسط و شمال إفريقيا" التي إعتبرت هذا الإكتشاف فصلاً خطيرًا جديدًا في أزمة التلوث البلاستيكي، و عَبّرَت فرح الحطاب، مسئولة حملة البلاستيك في منظمة "غرينبيس"، عن صدمتها من تغلغل هذه الجُسيمات إلى أكثر الأماكن خصوصية و جوهرية في جسم الإنسان، مُؤكدة أن وجود البلاستيك في المادة التي تحتضن الحياة قبل الولادة هو جرس إنذار لا يُمكن للعالم تجاهله، في ظل تسجيل منطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا أعلى مُعدل للفرد في تسرب البلاستيك إلى البيئة البحرية، و جددت "غرينبيس" دعوتها لمُعاهدة عالمية قوية و مُلزمة للحَدّ من إنتاج البلاستيك أُحادي الإستخدام، و دعت الأفراد إلى تقليل تعرضهم للبلاستيك في حياتهم اليومية، مُشددة على أن المعركة ضد البلاستيك هي معركة من أجل حقنا في حياة صحية و مُستقبل صالح للعيش.

و في الرابع من أغسطس 2025، قُبيل إنطلاق الجولة الأخيرة و الحاسمة من مُفاوضات مُعاهدة البلاستيك العالمية في جنيف، أصدرت مُنظمة "غرينبيس" الشرق الأوسط و شمال إفريقيا، بيانًا دعت فيه قادة المنطقة إلى إتخاذ موقف مُوحد و جَريء. أكدت "غرينبيس" في بيانها أن أزمة التلوث البلاستيكي لم تُعد مُجرد قضية بيئية، بل هي حالة طوارئ صحية عامة تُهدد المجتمعات و الإقتصادات و النظم البيئية في المنطقة، كما دعت المُنظمة قادة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا إلى المُطالبة بمُعاهدة قوية تشمل أربعة أهداف أساسية: تقليل إنتاج البلاستيك، و حظر المُنتجات البلاستيكية ذات الإستخدام الواحد، و وضع أهداف طموحة لإعادة الإستخدام، و توفير آليات تمويل لدعم دول الجنوب العالمي في تنفيذ المُعاهدة، و إعتبرت "غرينبيس" هذه المُفاوضات فُرصة تاريخية للقضاء على أزمة التلوث البلاستيكي و حماية صحة الشعوب و مُستقبل المنطقة.

التوصيات و المُعالجة للحَدّ من التلوث البلاستيكي في مصر.

تهدف توصيات المُعالجة مشكلة التلوث البلاستيكي في مصر؛ فبالنسبة لصناع السياسات و مسئولى القرارات، يُوصىَ بسن تشريعات وطنية خاصة بدورة حياة البلاستيك منذ التصنيع و حتى التخلص الآمن من المُخلفات ، و الإلتزام بالمُستوى الضئيل من المُلوثات العضوية الثابتة Low Content of POPs “" و محاولة إيجاد الحدود العتبية للمُلوثات العضوية الثابتة و خاصة، مادتي BPA و الفثالات في البلاستيك و مواد تغليف الطعام، و وضع معايير للمواد "الآمنة غذائيًا"، بالإضافة إلى حَظر أو تَقييد إستخدام البلاستيك المُعاد تدويره في التغليف خاصة الأغذية و الأدوية، و تمويل أبحاث وطنية لدراسة مُستويات التلوث البلاستيكي في الإنسان و البيئة المصرية. أما بخصوص التوعية المُجتمعية، فيجب إطلاق حملات توعوية وطنية لتثقيف الجمهور حول مخاطر سوء إستخدام البلاستيك، و طرق إختيار المُنتجات الآمنة، و إيجاد بدائل التغليف البلاستيكي.

الرقابة على المُنتجات.

أما عن حماية المُستهلك و الصحة العامة، فينبغي تشديد الرقابة على جودة المُنتجات البلاستيكية، خاصة ألعاب الأطفال و تغليف الأغذية و عبوات مُستحضرات التجميل، و تعزيز وضع علامات واضحة على المُنتجات "الخالية من BPA" و"الخالية من الفثالات".

و فيما يتعلق بالعمل البيئي، يُشجع على دعم البدائل البيئية للبلاستيك، مثل المواد القابلة للتحلل، و تعزيز الإقتصاد الدائري، و مشاركة مصر في الإتفاقيات الدولية مثل إتفاقية ستوكهولم و بازل و المُعاهدة الدولية القادمة للحَدّ من التلوث البلاستيكي، و للحَدّ من التَعرُض لـ BPA تحديدًا، يجب تجنب إستخدام العبوات البلاستيكية المصنوعة من البولي كربونات (خاصة عند تسخين الطعام)، و الحرص على إستخدام الزجاج أو الفولاذ المُقاوم للصدأ لحفظ الطعام و الشراب، و شراء المُنتجات الموسومة بـ "خالية من BPA"، و التقليل من إستهلاك الأغذية المُعلبة، و غسل اليدين بعد لمس إيصالات الدفع الورقية، و دعم التشريعات التي تحظر إستخدام BPA في تغليف الأغذية و الأدوية.

كما يجب دعم الصناعات المصرية لمُنتجات النظافة و التجميل الشخصية التي تتبنى نظام قُبول العبوات التى تنتجها كل صناعة لإعادة إستخدامها في تصنيع عبوات جديدة بنظير مُقابل مادي كحافز يدفع من الوفر الذي تحققه الصناعة من شراء عبوات بلاستيكية جديدة بما يُدعم تطبيق هذه الصناعات لنظام المُسئولية المُمتدة للمنتج و يضمن حصة المُنتج من حجم السوق الذي يشغله.

الجدير بالذكر، أن هذه التحذيرات ليست مُجرد تنبيه، بل هي دعوة صريحة للتحرك الفوري على المُستويين الفردي و الدولي لحماية صحة الأجيال الحالية و المُستقبلية من هذا الخطر الصامت و المُتنامي.

تحقيق : أحمد عبد الحليم