جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

عضو خارجية الشيوخ: كلمة السيسي في قمة الدوحة عبرت عن الموقف العربي الأصيل

الديار - رضا الحصري -

التقت «الديار» باللواء أ.ح أيمن عبد المحسن، المتخصص في الشأن العسكري والاستراتيجي وعضو لجنة العلاقات الخارجية والعربية والإفريقية بمجلس الشيوخ، للتعقيب على كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، خلال مشاركته في قمة الدوحة بقطر أمس، والتي شهدت حضورًا عربيًا وإسلاميًا واسعًا لمناقشة التطورات المتسارعة في الأراضي الفلسطينية.

وخلال اللقاء، ثمّن اللواء أيمن عبد المحسن الدور البارز للرئيس السيسي في القمة، مشيدًا بما تضمنته كلمته من رسائل سياسية وإنسانية قوية وواضحة، جسدت الموقف المصري الثابت تجاه رفض العدوان الإسرائيلي الغاشم ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

وقال عبد المحسن إن القمة جاءت في توقيت بالغ الأهمية، وعكست وحدة الصف العربي والإسلامي في مواجهة التصعيد الإسرائيلي المستمر، مشيرًا إلى أن كلمة الرئيس السيسي اتسمت بـ«العمق والدقة» في تناولها لمسببات الأزمة وسبل حلها بما يضمن الاستقرار الإقليمي وحماية المدنيين.

وأوضح الخبير العسكري أن الكيان الصهيوني كثّف خلال الأيام الماضية من حملاته الإعلامية التضليلية لمحاولة تشويه صورة القادة العرب الذين شاركوا في القمة، في محاولة للنيل من ثقة الشعوب في قياداتها وإضعاف التماسك العربي، إلا أن تلك المحاولات ـ على حد قوله ـ ستفشل أمام وحدة الموقف ووعي الشعوب العربية.

وفي المحور الثاني من حديثه، أشار اللواء عبد المحسن إلى أن بيان القمة كان قويًا وواضحًا، خاصة في البنود التي تناولت تقليص العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع إسرائيل، والعمل على تنسيق الجهود العربية والإسلامية لفرض عزلة دولية على الاحتلال، بل ودراسة تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة بسبب انتهاكاتها الصارخة للقانون الدولي.

أما في المحور الثالث، فتحدث عبد المحسن عن أهمية مراجعة وتفعيل اتفاقيات الدفاع العربي المشترك، مؤكدًا أن وصف إسرائيل بأنها «العدو» في كلمة الرئيس السيسي يمثل تحولًا واضحًا نحو موقف عربي موحد لمواجهة السياسات العدوانية التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء.

وأشار عبد المحسن إلى أن رد فعل الاحتلال الإسرائيلي على القمة جاء عبر تصعيد عسكري واسع، حيث نفذ رئيس وزراء الكيان المحتل بنيامين نتنياهو اجتياحًا جديدًا لمدينة غزة بمشاركة عناصر من الفرقتين 98 إبرار جوي و162 مدرعة، بما يعادل لواءين مشاة مدعمين، إلى جانب تنفيذ نحو 850 غارة جوية خلال ساعات، استهدفت مناطق سكنية وبنى تحتية بهدف إجبار الفلسطينيين على النزوح جنوبًا.

وأضاف أن ما يقرب من 400 ألف فلسطيني اضطروا للنزوح باتجاه منطقة المواصي التي تزعم إسرائيل أنها «منطقة إنسانية»، بينما هي في الواقع تفتقر لأدنى مقومات الحياة الإنسانية، مؤكدًا أن الاحتلال يستعد لحشد ثلاث فرق عسكرية إضافية في إطار مخططه لتهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية، وهو ما شدد عبد المحسن على أنه «لن يحدث أبدًا في ظل صلابة الموقف العربي والمصري».

وفي ختام حديثه، أكد اللواء أيمن عبد المحسن أن كلمة الرئيس السيسي في قمة الدوحة كانت لحظة فارقة، عكست قوة مصر ومكانتها القيادية، وأكدت أن القاهرة لا تزال الركيزة الأساسية لتحقيق الاستقرار في المنطقة والدفاع عن قضايا الأمة العادلة.