جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

جامعة القاهرة تفتتح مشروع الميكنة الكاملة للمعمل الرئيسي المطوَّر ووحدة أمراض الدم بقصر العيني بتكلفة 270 مليون جنيه

جامعة القاهرة
الديار - رضا الحصري -

افتتح الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، مشروع الميكنة الكاملة للمعمل الرئيسي المطوَّر لقسم الباثولوجيا الإكلينيكية والكيميائية بمستشفى المنيل الجامعي بقصر العيني، وذلك بعد استكمال أعمال تطويره وتجهيزه بأحدث أنظمة التشغيل الآلي للتحاليل الطبية، إلى جانب تطوير وحدة أمراض الدم، بتكلفة إجمالية بلغت 270 مليون جنيه، ليصبح المعمل أحد أكثر المراكز الطبية تطورًا في مصر والمنطقة من حيث سرعة الأداء ودقة التشخيص.

حضر فعاليات الافتتاح الدكتور حسام صلاح عميد كلية طب قصر العيني ورئيس مجلس إدارة مستشفيات جامعة القاهرة، والدكتور حسام حسني المدير التنفيذي لمستشفيات الجامعة، والدكتور عمر عزام وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتورة حنان مبارك وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، والدكتورة مروة مشعل نائب المدير التنفيذي للمستشفيات، والدكتورة نسرين الغرباوي رئيس قسم الباثولوجيا الإكلينيكية والكيميائية، إلى جانب عدد من أعضاء هيئة التدريس ورؤساء الأقسام، وبمشاركة ممثلي سفارتي السويد واليابان، والدكتورة ليليان كنعان المدير الإقليمي لشركة روش دياجنوستكس، والدكتور أحمد شوقي ممثل شركة سيسمكس اليابانية.

وخلال جولته داخل المعمل، استمع الدكتور محمد سامي عبدالصادق إلى شرح مفصل حول تفاصيل المشروع الذي جاء بتمويل وتجهيز كامل من شركتي روش دياجنوستكس وسيسمكس اليابانية. فقد قامت شركة روش بإنشاء مسار آلي متكامل يضم 12 جهازًا تخصصيًا في مجالات الكيمياء الإكلينيكية والمناعة والهرمونات وأملاح الدم وتحاليل النزف والتجلط، فضلًا عن وحدات استقبال العينات وفرزها وتخزينها، بتكلفة بلغت 240 مليون جنيه. فيما ساهمت شركة سيسمكس في تطوير وحدة أمراض الدم داخل المعمل، من خلال تزويدها بأحدث أجهزة التحاليل المدعومة بوحدة صبغة أوتوماتيكية ووحدة تصوير إلكتروني لخلايا الدم، بما يضمن دقة التشخيص وسرعته مع إمكانية حفظ الصور والنتائج، وبلغت تكلفة هذه الإضافة 30 مليون جنيه، بالإضافة إلى تركيب نظام أنابيب ضغط هوائي لتوصيل العينات من مختلف الأقسام إلى داخل المعمل لضمان سرعة وكفاءة التشغيل.

وأكد رئيس جامعة القاهرة في كلمته أن المشروع الجديد يعكس حرص الجامعة على تطوير مستشفياتها الجامعية ووضع قصر العيني في صدارة أولوياتها، باعتباره واحدًا من أهم الصروح الطبية في مصر والمنطقة، يقدم خدمات علاجية مجانية لملايين المرضى، ويؤدي دورًا محوريًا في دعم البحث العلمي والتشخيص الطبي المتقدم. وأوضح أن تجهيزات المعمل تُمكّنه من تنفيذ أكثر من 3 ملايين اختبار سنويًا لخدمة ما يزيد على 2.5 مليون مريض، واستقبال عينات من 36 قسمًا طبيًا داخل المستشفى، مشيرًا إلى أن الميكنة الكاملة للمعمل ستُسهم في تقليص زمن إصدار النتائج إلى أقل من ساعتين، وهو ما ينعكس مباشرة على سرعة التشخيص ودقة العلاج وتقليل فترة بقاء المريض في المستشفى.

ومن جانبه، أكد الدكتور حسام صلاح أن المشروع يمثل ثمرة عمل جماعي متكامل يواكب استراتيجية جامعة القاهرة في إدماج الذكاء الاصطناعي داخل منظومة الرعاية الصحية، ويعزز جودة الخدمة الطبية ويطور التعليم الطبي القائم على الأدلة، فضلًا عن كونه نقلة نوعية في مستوى خدمات مستشفيات قصر العيني التي تمثل خط الدفاع الأول عن صحة المصريين.

وأوضح الدكتور حسام حسني أن هذا المشروع يُجسد التكامل بين التحديث التكنولوجي ورفع كفاءة الخدمة الطبية، حيث سيُحدث تحولًا في منظومة اتخاذ القرار الطبي من خلال سرعة الحصول على نتائج دقيقة تُمكّن الأطباء من التدخل المبكر في الحالات الحرجة والطوارئ.

كما أشارت الدكتورة نسرين الغرباوي إلى أن المعمل الجديد يمثل نقلة نوعية في مجال التشخيص الطبي، حيث يعتمد بالكامل على أحدث أنظمة التشغيل الآلي المبتكرة التي تقلل الأخطاء البشرية وتضمن أعلى درجات الجودة والدقة. وأكدت أن المعمل يُسهم في دعم البحوث العلمية، لا سيما في مجالات الأمراض المزمنة والأورام والحالات النادرة، ويضع مستشفيات قصر العيني في مصاف المراكز الطبية المتقدمة إقليميًا.

وفي السياق ذاته، أشادت الدكتورة مروة مشعل بالدور الذي سيلعبه المعمل في تعزيز مكانة قصر العيني كمركز إقليمي للتميز في التشخيص والتعليم الطبي والبحث العلمي، فيما أكدت الدكتورة ليليان كنعان حرص شركة روش على التعاون مع قصر العيني باعتباره المؤسسة الطبية الأعرق في مصر والمنطقة. وأوضح الدكتور أحمد شوقي أن شركة سيسمكس اليابانية تعتبر المشروع نموذجًا للتعاون المثمر مع جامعة القاهرة لتحقيق التفوق والريادة في المجال الطبي.

واختُتمت فعاليات الافتتاح بالتأكيد على أن مشروع الميكنة الكاملة للمعمل الرئيسي المطور ووحدة أمراض الدم يمثل نموذجًا رائدًا للتكامل بين التكنولوجيا الحديثة وتطوير الخدمات الطبية، ويعكس رسالة جامعة القاهرة التاريخية في خدمة الوطن والمجتمع عبر النهوض بالبحث العلمي والرعاية الصحية المتقدمة.