جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

هل يعلم المتوفى بمن يدعو له؟

الديار -

هل يعلم المتوفى بمن يدعو له؟ سؤال يراود عدد كبير من الناس ويرغب كثيرون في الحصول على إجابته ، حيث إن عددا كبيرا من الناس يجتهدون في الدعاء للمتوفى إلى أحبائهم من الأموات، والميت يشعر ويستأنس ويفرح بمن يزوره، ويرد عليه السلام، كما ورد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، لذا يستحب للمسلم زيارة القبور والسلام على أهلها، وفي السطور التالية نتعرف على هل يعلم المتوفى من يدعو له؟.

هل يعلم المتوفى من يدعو له؟

وفي هذا السياق، قالت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية التابع لـ الأزهر الشريف، إن المتوفى يعلم بمن يدعو له؛ لأن الدعاء للمتوفى يصل إليه الثواب وينتفع به، وهو العالم الذى يتخلل الفترة من الموت إلى يوم القيامة.

واستشهدت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، في فتوى سابقة، بأقوال أهل العلم في هذا الشأن والتي تدل على أن المتوفى يعلم بمن يدعو له لأنه يصل إليه الثواب وينتفع به لذلك روى البيهقي والبزار من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله تبارك وتعالى ليرفع للرجل الدرجة فيقول: «رب أنى لي هذه الدرجة؟ فيقول: بدعاء ولدك لك»، قال في المجمع: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير عاصم بن بهدلة وهو حسن الحديث. (البيهقي في سننه الكبرى).

أعمال تنفع الميت

أولًا: الدعاء والاستغفار له، وهذا مجمع عليه لقول الله تعالى :«وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ» (الحشر:10) وقول الرسول صلى الله عليه وسلم «إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء».

ثانيًا: الصدقة: وقد حكى النووي الإجماع على أنها تقع عن الميت ويصله ثوابها سواء كانت من ولده أو غيره، لما روى مسلم (1630) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «إِنَّ أَبِي مَاتَ وَتَرَكَ مَالا وَلَمْ يُوصِ، فَهَلْ يُكَفِّرُ عَنْهُ أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهُ ؟ قَالَ: نَعَمْ ».

وروى مسلم أيضًا (1004) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَنَّ رَجُلا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أُمِّيَ افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا (أي : ماتت فجأة)، وَإِنِّي أَظُنُّهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ، فَلِي أَجْرٌ أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ».

ثالثًا: الصوم: لِمَا رواه البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها عن النَّبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ»، ورويا أيضًا من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ، أَفَأَقْضِيهِ عَنْهَا؟ فَقَالَ: «لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكَ دَيْنٌ أَكُنْتَ قَاضِيَهُ عَنْهَا؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَدَيْنُ اللهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى».

رابعًا الحج: لما رواه البخاري عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما: «أنَّ امرأةً مِن جُهينةَ جاءت إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقالت: إنَّ أمِّي نذَرَتْ أن تحُجَّ، فلم تحُجَّ حتى ماتتْ، أفأحُجُّ عنها؟ قال: نعم، حُجِّي عنها، أرأيتِ لو كان على أمِّكِ دَينٌ أكنتِ قاضِيَتَه؟ اقضُوا اللهَ؛ فاللهُ أحقُّ بالوفاءِ».

خامسًا: قراءة القرآن: وهذا رأي الجمهور من أهل السنة، وذهب أحمد بن حنبل وجماعة من أصحاب الشافعي إلى أنه يصل، فالاختيار أن يقول القارئ بعد فراغه: اللهم أوصل مثل ثواب ما قرأته إلى فلان، وورد في كتاب «المغني» لابن قدامة : قال أحمد بن حنبل : الميت يصل إليه كل شيء من الخير، للنصوص الواردة فيه، ولأن المسلمين يجتمعون في كل مصر ويقرؤون ويهدون لموتاهم من غير نكير، فكان إجماعًا.

الدعاء للمتوفى

اللهمّ أنزله منازل الصدّيقين، والشّهداء، والصّالحين، وحسُن أولئك رفيقًا، اللهمّ اجعل قبره روضةً من رياض الجنّة، ولا تجعله حفرةً من حفر النّار، اللهمّ افسح له في قبره مدّ بصره، وافرش قبره من فراش الجنّة.

اللهمّ ارحمه فإنّه كان مسلمًا، واغفر له فإنّه كان مؤمنًا، وأدخله الجنّة فإنّه كان بنبيّك مصدّقًا، وسامحه فإنّه كان لكتابك مرتّلًا.

اللهم إن كان فقيدنا محسنًا فزد من حسناته، وإن كان مسيئًا فتجاوز عن سيئاته، ونسألك يا ربّي أن تدخله الجنّة من غير مناقشة حساب ولا سابقة عذاب.

اللهم أبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلًا خيرًا من أهله، وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر، ومن عذاب النار، اللهم عامله بما أنت أهله، ولا تعامله بما هو أهله.

اللهم احشره مع أصحاب اليمين، واجعل تحيته سلام لك من أصحاب اليمين.

اللهم اجعل عن يمينه نورًا، حتى تبعثه آمنًا مطمئنًا في نورٍ من نورك.

اللهم اغفر لحينا، وميتنا، وشاهدنا، وغائبنا، وصغيرنا، وكبيرنا، وذكرنا، وأنثانا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان، اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، وألف بين قلوبهم، واجعل قلوبهم على قلوب خيارهم، اللهم ارفع درجته في المهديين، واخلفه في تركته في الغابرين، اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تضلنا بعده.

إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار.

يا رب آنس وحدته وآنسه في وحشته، يا رب آنسه في غربته.

اللهم أنزله منزلا مباركا وأنت خير المنزلين.

اللهم أنزله منازل الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا.

يا رب في أول ليلة في قبره اجعله روضة من رياض الجنة.

اللهم لا تجعل قبره في أول ليلة حفرة من حفر النار.

اللهم افسح له في قبره مد بصره.

اللهم في أول ليلة في قبره افرش من فراش الجنة.

اللهم إن عبدك في ذمتك وحبل جوارك فقه فتنة القبر.

ونقول في دعاء أول يوم للميت في قبره اللهم إن عبدك في ذمتك وحبل جوارك فقه عذاب النار واغفر وارحمه إنك أنت الغفور الرحيم.

اللهم ادخله الجنة برحمتك ورضاك.

يا رب اغفر لعبدك الميت الفقير له في أول ليلة في القبر وارفع درجته وافسح له قبره.

اللهم أدخل عبدك الميت فلان ونذكر أسم المتوفي الجنة من غير حساب ولا سابقة عذاب.