جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

الكنز الوهمي.. هوس المصريين بالتنقيب عن الآثار بين الطمع والخداع

الحفر والتنقيب
الديار - رضا الحصري -

انتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة التنقيب غير المشروع عن الآثار في عدد من المحافظات المصرية، حتى باتت تُوصف بأنها "مرض العصر"، بعد أن تحولت من حالات فردية إلى سلوك متكرر تغذيه الخرافة والطمع وضعف الوعي بخطورة الجريمة.

خرافة الحراس والجن

يرى مختصون أن الموروث الشعبي لعب دورًا كبيرًا في ترسيخ هذا الهوس، حيث تنتشر قصص "الجن الحارس" و"الرصد" و"الكنوز المدفونة"، ما يدفع بعض المواطنين لتصديقها والبحث عن ثراءٍ سريع دون أي سند علمي أو قانوني.

الطمع طريق النصاب

ويؤكد خبراء علم الاجتماع أن الطمع وحلم الثراء السريع يمثلان الوقود الحقيقي لهذه الظاهرة. فبينما يسعى البعض لتحقيق أحلامهم المادية بأقصر الطرق، يجد النصابون فيهم فريسة سهلة، يبيعون لهم الوهم مقابل مبالغ طائلة تحت مسميات مثل "فك الرصد" أو "فتح المقبرة".

ومن هنا برزت المقولة الساخرة التي تختصر المشهد:

"النصاب بخير طالما أن الطماع موجود."

فغياب الوعي واستمرار الطمع يضمنان للنصابين بقاء تجارتهم قائمة.

قانون واضح وعقوبة رادعة

القانون المصري حسم الموقف بوضوح، إذ يعتبر الحفر والتنقيب عن الآثار جريمة جنائية يعاقب مرتكبها بالسجن والغرامة، سواء كان الحفر في أرض مملوكة للدولة أو للأفراد، لأن الآثار تراث قومي لا يجوز تملكه أو التصرف فيه.

وعي مجتمعي مطلوب

ويرى مختصون أن مواجهة هذه الظاهرة لا تقتصر على تطبيق القانون فقط، بل تحتاج إلى جهود توعوية مستمرة، لتوضيح خطورتها على حياة الناس واقتصاد الدولة، فالمغامرة في هذا الطريق لا تنتهي بالكنز، بل غالبًا ما تنتهي بالسجن أو الخسارة.