جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

ندوة بأسيوط تناقش تحديات الذكاء الاصطناعي وتأثيره على سوق العمل

جانب من الندوة
الديار- أسامة مرسي -

شهد اللواء الدكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، الندوة الثقافية الكبرى بعنوان "مستقبل التوظيف وسوق العمل في ظل الذكاء الاصطناعي من خلال رؤية مصر 2030"، والتي أقيمت بمكتبة مصر العامة بأسيوط تحت رعايته، وبإشراف هاجر محروس مديرة المكتبة، ونظمها نادي الترجمة الحديثة بالتعاون مع الاتحاد العربي للتدريب وتنمية الموارد البشرية، بحضور جمع من طلاب جامعة أسيوط وفرع جامعة الأزهر بأسيوط والخريجين والمهتمين.
التحولات الجذرية واستعدادات الدولة.


أكد المحافظ في كلمته على اهتمام الدولة البالغ بتطوير قدرات الشباب في مجال الذكاء الاصطناعي، انطلاقاً من إدراكها أن هذا المجال هو من يصنع وظائف المستقبل، مشدداً على أن العصر الحالي لن يضمن فرص عمل حقيقية إلا لأصحاب الكفاءات المتميزة. وحث الشباب على المشاركة الفاعلة في البرامج التي تتيحها وزارة الاتصالات، وكذلك في نادي الذكاء الاصطناعي الذي تعتزم المحافظة إطلاقه قريباً.


صناعة اللغة.. من الترجمة إلى التوطين الثقافي

كشف الدكتور سعيد أحمد أبوضيف، أستاذ الترجمة بجامعة أسيوط ومؤسس نادي الترجمة الحديثة، عن تحول جوهري يشهده سوق العمل في مجال اللغات والترجمة، مدفوعاً بعوامل عدة أهمها: الانفجار الرقمي في المحتوى الذي يتطلب توطيناً ثقافياً كاملاً، وتوسع نطاق التجارة الإلكترونية عابرة الحدود، والقوة الدافعة للذكاء الاصطناعي في خفض التكاليف ورفع الكفاءة. وأوضح أن الذكاء الاصطناعي أصبح شريكاً استراتيجياً يخلق وظائف جديدة، فيما يظل التحدي الأكبر هو إعداد خريج قادر على توظيف هذه الأدوات باحترافية ونقد، محتفظاً بروح الهوية والوعي الثقافي الذي لا تمتلكه الآلة.

المهارات المزدوجة ومواجهة تحيز الخوارزميات.

قدم الندوة الكبرى الإذاعية أمل سلامة كبير مقدمي برامج إذاعة شمال الصعيد، بينما ساد الاتفاق بين المتحدثين على ضرورة أن يتسلح الخريج بما أطلقوا عليه "المهارات المزدوجة"، وهي الجمع بين التخصص الأصلي وإتقان أدوات الذكاء الاصطناعي.

حيث أكد حمدي سعيد، رئيس الإدارة المركزية لإعلام شمال ووسط الصعيد بالهيئة العامة للاستعلامات، على أن مقاومة التكنولوجيا تهدد فرص التوظيف، محذراً من تأثير ذلك على الهوية الوطنية.

من ناحيته، أدار الدكتور أحمد مصطفى علي حسين، عضو اتحاد كتاب مصر، حواراً مفتوحاً ناقش مع الحضور إشكاليات مصداقية المعلومات التي تقدمها تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وكيفية تحول منصات التواصل إلى قنوات لنشر المعلومات المغلوطة، مؤكداً على أهمية التحقق من صحة المحتوى الرقمي.

آفاق النشر وإنجازات النادي
سلطت الكاتبة مها المقداد، مديرة دار النشر المصرية السودانية الإماراتية، الضوء على الطلب المتزايد على الكتب المترجمة في الأسواق الدولية، مشيرة إلى اهتمامها بالشراكة مع نادي الترجمة لنشر إبداعات كتاب الصعيد.

واختتمت الفعاليات بعرض فيلم تسجيلي عن إنجازات نادي الترجمة، والاحتفاء بإصدار كتاب "في ضوء القمر" الذي يضم أعمالاً مترجمة لأدباء مصريين وعالميين، والمقرر مشاركته في معرض القاهرة الدولي للكتاب.

كما تمت ترجمة الندوة بلغة الإشارة بمبادرة من المدربة هالة كرم لضمان شمولية الاستفادة.

وفي الختام، سلم المحافظ شهادات تقدير للمحاضرين، فيما قدم الاتحاد العربي للتدريب درعاً تذكارياً للمحافظ عرفاناً بدوره في دعم الحركة الثقافية.