جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

إنجاز مبادرة Global Mutirão يربك مسار COP30 ويؤجل حسم ملف الوقود الأحفور

الديار- أحمد عبد الحليم -

أطلقت قمة المناخ COP30، التي استضافتها مدينة بيلم البرازيلية في قلب الأمازون، حزمة من الإجراءات الطموحة لمواجهة تغير المناخ، أبرزها خطة “Global Mutirão”، التي تهدف إلى مضاعفة تمويل التكيف المناخي بحلول عام 2035، وإطلاق مبادرات لتعزيز العمل الجماعي للحد من الانبعاثات، رغم استمرار الخلافات حول خارطة طريق الانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري وإيقاف إزالة الغابات.

بعد مفاوضات استمرت طوال الليل، أصدرت الرئاسة البرازيلية نصًا نهائيًا اعتُبر محاولة لتجميع القضايا الأكثر إثارة للجدل التي قسمّت المشاركين خلال أسبوعين من المناقشات، بما في ذلك التمويل، السياسات التجارية، والأهداف المتعلقة باتفاق باريس لخفض الاحترار العالمي إلى 1.5 درجة مئوية.

مفاوضو COP30 يتناقشون حول الخسائر والأضرار وتمويل العمل المناخي

قيادة البرازيل والتحضيرات اللوجستية

قاد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا مساعي استضافة القمة في الأمازون منذ COP27 في مصر، مؤكدًا أهمية انعقاد المؤتمر في قلب الغابات المطيرة لتعزيز جهود مكافحة إزالة الغابات.

اختارت الرئاسة مدينة بيلم على الرغم من وجود خيارات أخرى مثل ماناوس، وسط مخاوف من نقص فنادق واستيعاب 56 ألف مشارك، ما دفع الحكومة لزيادة عدد الغرف المتاحة وفتح منصة حجز رسمية قبل أشهر قليلة من القمة.

ورغم الإجراءات، استمرت المخاوف حول الأسعار المرتفعة للغرف، ما دفع الرئاسة إلى توفير كبائن مجانية على متن سفن كريوز للدول النامية وجزر المحيطات الصغيرة.

كما واجهت القمة تحديات لوجستية إضافية، من بينها حرائق داخل الأجنحة وتأثيرها على جدول المفاوضات، فضلًا عن مشاكل في التكييف وتسرب المياه داخل قاعة الاجتماعات.

نتائج القمة: Global Mutirão والتكيف المناخي

أهم نتائج COP30 تمثلت في اتفاقية “Global Mutirão”، التي تضمنت:

مضاعفة التمويل المخصص للتكيف المناخي بحلول عام 2035، دون تحديد سنة الأساس بدقة.

إطلاق مهمة بيلم 1.5C لتعزيز العمل الجماعي لخفض الانبعاثات.

إنشاء آلية تطوع لتسريع التنفيذ، وسلسلة من الحوارات حول التجارة والشفافية.

غير أن القمة لم تفرج عن خارطة طريق واضحة للانتقال من الوقود الأحفوري أو وقف إزالة الغابات، ما أثار انتقادات من عدد من الدول والمجموعات البيئية.

التحديات السياسية والجغرافية

غياب قادة أكبر ثلاث دول ملوثة (الصين، الولايات المتحدة، الهند) عن القمة أضاف مزيدًا من الضغط على الرئاسة البرازيلية. كما شهدت القمة تدخلات من مجموعات احتجاجية مثل السكان الأصليين الذين حاولوا اقتحام المنطقة الزرقاء احتجاجًا على محدودية الوصول للمفاوضات، ما أدى إلى إصابات طفيفة في صفوف الأمن.

في الخلفية، أثارت السياسات الداخلية للبرازيل جدلاً واسعًا، خاصة مع توقيع لولا على ما عرف بـ قانون الدمار البيئي والموافقة على أنشطة التنقيب عن النفط والغاز قرب مصب الأمازون، ما دفع جماعات بيئية إلى انتقاد الحكومة قبل انعقاد القمة.منتزهات طبيعية

الإشارة إلى كلٍّ من آثار تغير المناخ غير المتجانسة والتأثيرات العابرة للحدود.

التكيف والمراقبة

ركزت COP30 على تعزيز مؤشرات التكيف المناخي ضمن ما يعرف بالـ GGA (Global Goal on Adaptation)، وتم الاتفاق على 59 مؤشرًا من أصل 100 محتمل، تهدف إلى قياس التقدم في جهود التكيف. مع ذلك، تباينت وجهات النظر بين دول مجموعة G77 والصين، والأفارقة ولاتيني أمريكا، حيث طالب البعض بتأجيل تبني المؤشرات بينما أصر آخرون على اعتمادها فورًا.

وفي ما يخص تمويل التكيف، دعت الدول إلى مضاعفة الدعم مقارنة بمستويات 2025، مع تحذيرات من أن التمويل الحالي لا يفي بالاحتياجات السنوية المقدرة بـ 310 مليار دولار حتى 2035.

الخيارات المطروحة في المذكرة الموجزة الصادرة عن الرئاسة بشأن آليات الانتقال غير المتجانسة.

ما بعد القمة

على الرغم من اعتماد النص النهائي، ظل الخلاف قائمًا حول الطموحات المتعلقة بالوقود الأحفوري وإيقاف إزالة الغابات، مع وعد بإطلاق خارطة طريق جديدة في COP القادم، مسترشدة بمؤتمر استضافته كولومبيا وهولندا في أبريل 2026.

وفي المجمل، تبقى COP30 لحظة مهمة لإبراز التعاون الدولي، لكنها كشفت الانقسامات العميقة حول التمويل والسياسات التجارية والطاقة، وأظهرت أهمية التكيف المالي والإجراءات العملية كأساس للتحرك الفعلي في مواجهة تغير المناخ.