”الوعي الرقمي حماية لعقلك ومستقبلك”.. درع الأمان في الفضاء المفتوح

تم تنفيذ الندوة التي حملت عنوان "الوعي الرقمي حماية لعقلك ومستقبلك" استضافها المعهد الفني الصحي، حيث جاءت كلمة الترحيب من عميدة المعهد، الأستاذة الدكتورة عبير العشري، مؤكدة أن مخاطر البيئة الرقمية، خصوصاً على الشباب والفتيات، أصبحت جسيمة، ما يستدعي وعياً حقيقياً لضمان الاستخدام الآمن .. تحت رعاية الدكتور ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، والدكتور أحمد يحيى، رئيس قطاع الإعلام الداخلي، نظم مجمع إعلام الدقهلية ندوة توعوية ، تأتي لترسيخ مفهوم "تمكين المرأة" وحمايتها في عصر الإنترنت المتسارع ..
الدكتورة مايسة المنشاوي مدير مجمع إعلام الدقهلية أشارت إلى أن هذه الفعالية تجسد دور الهيئة العامة للاستعلامات كجهاز إعلامي رسمي للدولة، يساهم في التثقيف والتوعية بالقضايا والمشكلات الوطنية مؤكدة أن حماية المرأة والشباب من العنف الرقمي تندرج ضمن أحد المحاور الرئيسة في استراتيجية الإعلام الداخلي لتحقيق التنمية المستدامة
لضرورتها في ظل تحديات الفضاء الرقمي من شائعات إلي ابتزاز إليكتروني وتزييف الحقائق وسرقة الهوية ومن المهم أن نكون أكثر يقظة وفهما لكيفية التعامل مع التكنولوجيا بوعي ومسؤولية ..
تحول اللقاء إلى جلسة نقاش غنية قدمتها ضيفة الشرف، الأستاذة الدكتورة شيماء عبد الوهاب، أستاذ تكنولوجيا التعليم بجامعة المنصورة، التي فككت عالم الإنترنت أمام الحضور ببساطة ووضوح، مؤكدة أن الإنترنت أداة تحمل جانباً إيجابياً واسعاً للتعلم والعمل والتواصل، لكنها في الوقت نفسه قد تتحول إلى مساحة للتنمر والتشهير واختراق الخصوصية. وأشارت إلى أهمية أن يكون كل شخص "مستخدماً ذكياً" يعرف كيف يحمي نفسه من الوقوع في فخاخ العالم الرقمي.
وقدمت د. شيماء مجموعة من النصائح العملية لحماية المستخدمين من عمليات "التصيد" والخداع الإلكتروني، منها تجنب فتح الروابط المشبوهة، والتأكد أن الجهات الرسمية لا تطلب بيانات شخصية عبر رسائل مفاجئة، إضافة إلى ضرورة استخدام كلمات مرور قوية لضمان أعلى درجات الأمان.
كما حذّرت من إدمان الإنترنت الذي قد يبدأ بشكل بسيط ثم يتحول إلى سلوك يؤثر على الصحة النفسية والعلاقات والمسؤوليات اليومية، مؤكدة أن تنظيم الوقت وممارسة أنشطة واقعية يساعدان على تقليل التعلق بالشاشات.
وتطرقت د. شيماء أيضاً إلى خطورة بعض التطبيقات المنتشرة التي تتلاعب بسلوك المستخدمين وتؤثر على هويتهم وقيمهم، مشيرة إلى أن بعض المنصات قد تعتمد على محتوى هابط أو محفز للعنف أو الانفصال عن الواقع، مما ينعكس على طريقة تفكير الشباب وتفاعلهم الاجتماعي. وفي المقابل، شددت على ضرورة الاتجاه إلى التطبيقات المفيدة التي تصنع فرقاً حقيقياً في تطور الفرد، مثل تطبيق "LinkedIn" الذي يعزز فرص التعلم والعمل والتواصل المهني، أو "Twitter" كمجال لمتابعة الأخبار الموثوقة وتحليل القضايا العامة بشكل واعٍ ومسؤول.
كما تناولت الندوة تأثير الألعاب الإلكترونية، موضحة أن بعضها قد يحمل تأثيرات خفية على السلوك، مثل تعزيز العنف والانطواء وطمس الهوية، خصوصاً عندما ترتبط بأوقات لعب طويلة أو محتوى عدائي. وأكدت أن دور الأسرة هنا محوري في متابعة نوعية الألعاب، وتحديد أوقات اللعب، وتشجيع الأطفال على أنشطة واقعية تحفظ توازنهم النفسي والسلوكي.
وتطرقت الندوة إلى قضية العنف الرقمي ضد المرأة، خاصة الابتزاز الإلكتروني والتحرش، موضحة أن أفضل تعامل مع هذه الحالات هو عدم الاستجابة للمبتز، وتوثيق كافة الرسائل والتهديدات، ثم التوجه فوراً للإبلاغ لدى الجهات المختصة التي توفر حماية سرية للضحايا.
واختُتمت الندوة بالتأكيد على مجموعة من التوصيات، أهمها استمرار حملات التوعية حول المخاطر الرقمية الحديثة، وتعزيز دور الأسرة في توعية الأبناء بأساليب الاستخدام الآمن، إلى جانب ضرورة نشر ثقافة الإبلاغ وعدم الصمت عند التعرض للابتزاز أو التهديد الرقمي.





