هل أكل لحم الإبل ينقض الوضوء؟ أمين الإفتاء يوضح حكم الشرع

أجاب الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بـ دار الإفتاء المصرية، عن سؤال حول حكم أكل لحم الإبل وهل ينقض الوضوء أم لا؟.
وأوضح أمين الفتوى بـ دار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، أن العلماء اختلفوا في هذه المسألة، حيث ذهب جمهور العلماء إلى أن أكل لحم الإبل لا ينقض الوضوء، وهو مذهب الجمهور.
هل أكل لحم الإبل ينقض الوضوء؟
وأضاف أمين الفتوى بـ دار الإفتاء أن السادة الحنابلة ذهبوا إلى أن أكل لحم الإبل أو شرب مرقها أو أكل أي شيء منها ينقض الوضوء، مستدلين بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «من أكل لحم جزور فليتوضأ»، وعدّوه من نواقض الوضوء.
وأشار أمين الفتوى بـ دار الإفتاء إلى أن جمهور العلماء قالوا إن هذا الحديث منسوخ وله سبب، وبناءً عليه لا يجب الوضوء من أكل لحم الإبل، مؤكدًا أن من أراد الخروج من خلاف العلماء فمن أكل لحم جزور فليتوضأ، ويكون ذلك أفضل خروجًا من الخلاف، وهو أمر حسن.
هل تجب المضمضة حال تناول الطعام بعد الوضوء؟
وفي سياق آخر، أكد عن السؤال الشيخ عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن من مبطلات الصلاة الأكل والشرب فى الصلاة.
وأوضح انه لو وجد المصلى طعاما فى فمه يخرجه ولا يبتلعه ويكمل صلاته، أما إذا استمر الطعام فى فمه فتكون بطلت صلاته بذلك.
ولفت الى أن وجود الطعام فى الفم لا يبطل الوضوء ولكنه يبطل الصلاة لأنه من مبطلات الصلاة، فمن وجد طعاما فى فمه فوضوؤه صحيح ولكن صلاته باطلة.
هل يجوز التيمم بدلا من الوضوء بسبب البرد الشديد؟.. الإفتاء تحسم الجدل
فضل المحافظة على الوضوء
يُعدّ الوضوء عبادة عظيمة تتجلى فيها الطهارة الحسية والمعنوية، وله فضائل كثيرة وردت في نصوص الكتاب والسنة، منها:
أولًا: يجعل الوضوء المسلم من الغُرّ المُحجَّلين يوم القيامة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن أمتي يأتون يوم القيامة غرًّا محجلين من أثر الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل»، والمقصود بالغرّة البياض في الجبهة، وبالتحجيل البياض في اليدين والرجلين، أي أنّ وجوه المؤمنين وأطرافهم تضيء من أثر الوضوء في الدنيا، وهذه من الخصائص التي اختص الله بها أمة محمد.
ثانيًا: ينال المتوضئ محبة الله تعالى، لقوله سبحانه: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ».
ثالثًا: الوضوء سبب لدخول الجنة، فمن أحسن وضوءه ثم قال: «أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله»، فُتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء، كما جاء في الحديث الصحيح.
رابعًا: الوضوء يرفع الدرجات ويكفّر الخطايا، قال صلى الله عليه وسلم: «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط» رواه مسلم.
خامسًا: الوضوء يُذهب عقد الشيطان التي يعقدها على رأس النائم، ففي الحديث: «يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا نام ثلاث عقد... فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة، فأصبح نشيطًا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان» متفق عليه.
سادسًا: الوضوء شطر الإيمان، إذ يطهّر الجسد من الأوساخ والروح من الذنوب، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن ما بين السماء والأرض...».
سابعًا: الوضوء قبل النوم سبب للموت على الفطرة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للبراء بن عازب: «إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، وقل: اللهم أسلمت وجهي إليك... فإن متّ من ليلتك فأنت على الفطرة».
ثامنًا: المحافظة على الوضوء من دلائل الإيمان، لقوله صلى الله عليه وسلم «استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن».

