جريدة الديار
الخميس 28 مارس 2024 03:01 مـ 18 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

يوسف القعيد يكشف لـ«الديار» مكنون صدره: «ليتنى لم اعمل بالصحافة».. أسرار لم تعرف من قبل

يوسف القعيد
يوسف القعيد

أديب وقاص مصري يدعي محمد يوسف القعيد متعدد النبرات السياسية والأدبية والنقدية حمل "القعيد" روح الفلاح البسيط وحياته التي تركها منذ ما يقرب من 35 عام متجها الي القاهره ليبصح رائدا من رواد الروايه فيما بعد نجيب محفوظ.

حصل يوسف القعيد على العديد من الجوائز منها جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2008.

وقد حازت روايته (الحرب في بر مصر) المرتبة الرابعة ضمن أفضل مائة رواية عربية.قدم الكثير من الروايات القصيرة، وتم تحويل عدد كبير من اعماله الروائية لمسلسلات وأفلام.

تربع "القعيد" في اهتمام المشتغلين في الأدب فقد كان موضوعاً لعشر رسائل جامعية تناولت رواياته منأبعاد مختلفة سياسية.

لم التقي بالأستاذ يوسف القعيد لالقاء الضوء عليه فهو قيمة وقامه يعلمها الجميع ومادعاني هو حصاد القوي الناعمة في 2019 علي المجتمع المصري، فإلى نص الحوار...

- كيف ترصد حركة الثقافة في مصر في2019؟

-- مصر بها انفجار إبداعي وحراك ثقافي خصوصا في شعر العامية ويجب عدم المقارنة بين الثقافة المصرية ممثلة في وزارة الثقافة التي تعاني من نضوب الموارد والانفجار الثقافي المصري بالمجتمع والمطلوب من الدولة أن تساعد المثقفين على نشر إبداعاتهم وأن توفر لهم مناخ الإبداع.. المثقفون أبدعوا وكتبوا لكنهم يخرجون نتاجهم إلى مجتمع لا يبالي بما يكتبون.

أما الوزارة فلا أستطيع محاسبتها لأن 80 في المئة من ميزانيتها تذهب أجورا وحوافز للموظفين والـ20 في المئة للأنشطة الثقافية أي أن الهرم مقلوب رغم أن الثقافة قضية أمن قومي ومعركتنا ضد التطرف والإرهاب تبدأ من العقل الإنساني.

- لما القوي الناعمة بمفرداتها لم تستطيع تجسيد ثورتي 25 يناير و30 يونيو؟

-- لابد من مرور وقت ليس بالكثير قبل أن نرى ونعاصر نتائج هذا الحدث في أرض الواقع ثم لماذا كل هذا الاستعجال الأحداث التاريخية تحتاج إلى فترة زمنية حتى ينفصل الروائي عنها ويكتب عنها برؤية ولا يكتب أدباً موجهاً سواء للرفض أو للقبول.

دعينا نتعلم من حكمة التاريخ ثورة 1919 كتب عنها توفيق الحكيم روايته عودة الروح، بعد عشر سنوات وكتب عنها محفوظ ثلاثيته بعد ثلاثين عاماً.. وروايته عن ثورة يوليو السمان والخريف كتبت 1962، بل إن رواية الحرب والسلام لتولستوي وهي أهم رواية في تاريخ البشرية حتى الآن مكتوبة بعد انتهاء الحرب بخمسة وسبعين عاماً. إذن لماذا الاستعجال؟ لا أعتقد أن قصة ما يجري على أرض مصر الآن يمكن أن تكتب.

- وماذا قدمت للسينما في 2019؟

-- لابد من عودة صناعة السينما إلى ما كانت عليه من انتشار قوتها الناعمة في الوطن العربي كله.. عندما جاءت سياسة الانفتاح الاقتصادي في سبعينيات القرن الماضي تقرر بيع مكونات صناعة السينما من الاستوديوهات والمعامل ودور العرض في حين تم الإبقاء على المسارح التي لا تعمل في حوزة الدولة وما نراه من أعمال سينمائية إما إنتاج خاص يغازل شباك التذاكر أو أفلام قليلة إلى حد الندرة تدعمها الوزارة وهى تحمل قيماً أكثر من محترمة لكنها تصنع للمهرجانات وليس للمشاهد لذلك أزمة السينما جزء من أزمة المجتمع المصري الراهن، وفهمه للثقافة، ونسيان من يحكمون الآن أن مصر قادت الأمة العربية والعالم الإسلامي في ستينيات القرن الماضي بالفيلم والأغنية والكتاب والفن التشكيلي والعرض المسرحي.

- هل للأيدي الإخوانية تأثير ممتد علي القوي الناعمة حتي 2019؟

-- هم نهبوا ثروات الوطن في عز النهار، وأخونوا كل الوظائف التي استطاعوا الوصول إليها تحت مسمى التمكين كما أنهم فشلوا في حل ولو حتى مشكلة واحدة من مشكلات مصر.إنهم كما قال شيطانهم الأكبر خيرت الشاطر "إما أن نحكم مصر أو أن ندمرها".

- كيف رأيت دور القوي الناعمة في 2019 نحو الشباب تحديدا؟

-- الشباب ينقصه وطن به فرص حتى لا يكون الحل الوحيد أمامه بعد التخرج هو السفر والهجرة.. وبالتالي هذه الروح لا يجب أن يكون الرئيس وحده هو المهموم بها لابد أن تفكر الدولة كلها في ذلك فمؤتمرات الشباب التي تعقد في المحافظات بدون وجود الرئيس لا تحظى بالاهتمام الإعلامي كالتي يحضرها الرئيس في الفترة الأخيرة.

- هل استطاعت القوي الناعمة أن تؤكد علي مدنية الدولة؟

-- يعنيني الوقوف عند مدنية الدولة لأنه الخلاص النهائي والوحيد للمصريين، فكرة مدنية الدولة مسألة مهمة للغاية ولن يؤسسها غير الاهتمام بالآداب والفكر والفنون وهي مسائل شديدة الأهمية، وإسلامنا لم يعرف كلمة رجل دين، هل يقدر خطيب يصعد المنبر وحتى لو بتعليمات ويقول الدولة مدنية، ويقول الدين ينتهي عند باب المسجد وليس معنى هذا أننا أصبحنا كفاراولكن الدين له مكانه والحياة اليومية لها مكانها، والرسول عليه الصلاة والسلام قال أنتم أدرى بشؤون دنياكم.

- وماهى أهم مشكلة واجهت القوي الناعمة المصرية من وجهة نظره؟

-- مصر تمر بمرحلة رمادية غامضة يوجد بها عملية بناء جادة ومخلصة وعملية تأييد، أيضا هناك عملية مقاومة ضخمة فضلا عن الحرب على الإرهاب في سيناء التي أوشكت على الانتهاء وجميعنا ننتظر معركة ضد الإرهاب في العقول وهي الحرب المؤجلة وأعتقد أن الأمية مشكلة أساسية في مصر.

وكاسترو عندما دخل في حرب ضد الأمريكان كان همه الشاغل محو أمية شعبه ولذلك حاربه الأمريكان طيلة فترات حكمه ولم يستطيعوا تجنيد جاسوس واحد بسبب محو الأمية فقد أخذت كوبا التعليم على محملٍ جاد جدًا، فمحو أمية المصريين يختصر مراحل مهمة في الثقافة.

- وماذا عن امنياتك في 2020؟

-- أنهيت جزءا من رحلتى وأنا فى انتظار الجزء الأخير، وأود أن يكون فى قريتى التى ولدت بها، لقد ندمت على تركها والانغماس فى صخب القاهرة.

- هل ندمت علي عملك في الصحافة أم كانت المنفذ لصعودك سلم المجد الأدبي؟

-- عملى بالصحافة، اعتبره البعض أنه سبب نجاحى وشهرتى، وليس بسبب إنتاجى الأدبى، ولذلك أقول "ليتنى لم أعمل بالصحافة" رغم عشقى الشديد لها.