جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 12:01 صـ 9 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
كمامات بـ4 ملايين جنيه.. إحالة 3 مسؤولين بمستشفى الشيخ زايد المركزي للمحاكمة تعطل عمليات السحب والإيداع بماكينات البريد خلال ساعات مركز خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة دمنهور يعقد فعاليات اليوم الأول لدورة التحاليل الطبية خبير اقتصادي: مؤشرات البورصة المصرية حققت أداءا جيدا الفترة الحالية تكليف سمير البلكيمى وكيلا لمديرية التموين بالبحيرة مدبولي ..الاسعار ستأخذ مسارا نزوليا بدأ من الاحد القادم التوعية بخطورة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر خلال القافلة التنموية لجامعة دمنهور جامعة دمنهور تطلق مشروع لانتاج نواقل خلوية نانوية الحجم من النباتات العضوية (FarmEVs) جامعة دمنهور تحتفل بيــــــوم التراث العالمي استكمال رصف فرعيات شارع الجمهورية بحوش عيسى بتكلفة إجمالية 4 مليون و 500 ألف جنية وزارة الصحة بالشرقية يتابع الخدمات الطبية بمستشفى الزقازيق العام المخرجة السويسرية «عايدة شلبفر » مديرا للأفلام الروائية بمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي

بوابة الديار… شخصية اليوم « نيازي مصطفى » مخرج “الأكشن” المقتول على يد مجهول .. أعرف التفاصيل

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يُعتبر المخرج الراحل نيازي مصطفى من رواد الإخراج السينمائي في مصر، وترسخت أعماله في أذهان النقاد والجمهور بشكل ملحوظ، وهو ما أكدته أفلام «عنتر وعبلة»، و«رصيف نمرة 5»، و«إنت اللي قتلت بابايا»، وغيرها، وعلى نفس الإثارة التي قدمها في أفلامه رحل عن عالمنا بنفس الدرجة.

ولد مخرج أفلام الأكشن المصرية أو أفلام الترسو نيازي مصطفى في الحادى عشر من نوفمبر 1910، وفي محافظة أسيوط، ولأب من أصل سوداني، وأم تركية في عام 1929 سافر نيازي إلى ألمانيا لتعلم السينما لمدة ثلاث سنوات، وفيها درس الطبع والتحميض والعدسات والتصوير والكهرباء، وكل ما له علاقة بفن التصوير والإخراج. ثم عاد إلى القاهرة يحمل الكثير من الخبرات والمؤهلات الفنية ليفرغ ما في جعبته في الاستديوهات المصرية .

كان المخرج أحمد بدرخان من المقربين إلى نيازي، والذي استمر في مراسلته خلال سفر الأخير إلى ألمانيا، كما ساعده في مقابلة طلعت باشا حرب بعد عودته من ميونخ للعمل في استوديو مص عمل مونتيرا في ستديو مصر ثم مساعد مخرج مع الفنان يوسف وهبي، حتى قرر أن يقوم بالإخراج منفصلا، ليعطي خلاصة تجاربه وخبراته، حيث أخرج العديد من الأفلام وشارك في كتابة بعضها، كما وضع المؤثرات الصوتية للكثير منها ، وكان أول فيلم له في 1937 وهو «سلامة في خير»، بطولة نجيب الريحانى،وعمل كذلك حينها في تصوير ومونتاج العمل، وساهم في كتابة السيناريو، النجاح الكبير الذي حققه الفيلم دفع نجيب الريحاني إلى التراجع عن قراره بـ«تطليق السينما» واعتزالها في عام 1939، اجتمع نيازي مع الريحاني مجددًا في فيلم «سي عمر»، إلا أن الخلاف دب بينهما بسبب تدخل الأخير في السيناريو، ما عطل التصوير لعام ونصف العام، حتى تم عرضه في 6 يناير 1941، واكتفى المخرج الراحل بتصوير النصف الأول منه . في 1941، أخرج فيلم «مصنع الزوجات»، الذي تبنى خلاله قضية تحرير المرأة، ما تسبب في تعرضه لحملات صحفية شرسة حينها، و«مظاهرات نسائية تُهاجمه بتهمة التحريض على تحرير المرأة ودعوته لها لممارسة حقوقها السياسية»، كما دخل في مشكلات مع الرقابة. كانت تلك المواهب عاملا كبيرا لجذب المنتجين والنجوم إليه، فقد أصبح الحصان الرابح في عالم الإخراج، وأخرج أهم الأعمال الفنية التي اعتبرت من أشهر العلامات الفنية في تطور وتميز الفن المصري، منها "سي عمر"، و"عنتر بن شداد"، و"أبو حديد"، و"رصيف نمرة 5"، و"سر طاقية الإخفاء"، و"مصنع الزوجات"، و"ست الحسن"، و"أفراح"، و"قمر 14" وغيرها من الافلام الناجحه ....حتى كان آخر أفلامه فيلم "القرداتي" الذي رحل قبل أن يراه في دور العرض السينمائية. وكان أول فيلم له في 1937 وهو «سلامة في خير»، بطولة نجيب الريحانى تزوج من الفنانة كوك التي كانت مساعدته وزميلته في قسم المونتاج باستوديو مصر التي اشتهرت بأدوار الفتاة البدوية، فقد نشأت بينهما قصة حب عنيفة تزوجا بعدها، لكن لم يكتب لهما الإنجاب، وعندما علمت كوكا أنها المسئولة عن هذا الأمر طلبت من زوجها وحبيب العمر أن يتزوج من أخرى ليحقق حلم الأبوة، ولكن بعد إلحاحها وافق على رغبتها، حيث تزوج من الراقصة نعمت مختار، والتي لم يستمر معها طويلا طلقها بعد مرور شهر واحدورجع إلى زوجته الأولى بعد علمه بأنها مصابة بالسرطان ليظل بجوارها حتى لحظاتها الأخيرة.

بعد رحيل زوجته ظل قابعا في الشقة التي تزوجا فيها منذ عام 1948، وانقطعت كل علاقاته بجيرانه ، وتوقف نيازي عن العمل لمدة 5 سنوات، نتيجة الاكتئاب الذي أصابه.

تدرب على يد نيازي في قسم المونتاج كثيرٌ من المخرجين والمؤلفين، مثل أخيه جلال مصطفى، وحسن الإمام، وصلاح أبو سيف، وكمال الشيخ، ومحمد عبدالجواد، وإبراهيم عمارة حصل نيازي العديد من الجوائز، كان منها تكريم الدولة له في عيد العلم عام 1965، وحصل على الشهادة الذهبية من «الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما» في 1976، وكرمه «المركز الكاثوليكي» عن مجمل أعماله في 1977، ونال جائزة الريادة من «الجمعية المصرية لفن السينما» في 1986.

وفي يوم 20 أكتوبر عام 1986 استيقظ حي الدقي على خبر مقتل المخرج نيازي مصطفى، وذلك عندما حاول طباخه الخاص فتح باب المطبخ والمرور منه إلى داخل الشقة كعادته ليجده مغلقا من الداخل، ذهب إلى منزل شقيقة المخرج الحاجة زينب بالمنيل ليأخذ منها المفتاح الاحتياطي للبيت، وبالفعل تمكن الطباخ من فتح الشقة ليجد المخرج مقتولا ومكتوف الأيدي بواسطة "كرافتة" وموضوع على فمه لاصق لمنع الصوت، كما أن شرايينه كانت مقطوعة ومات نيازي مصطفى مقتولاً في شقته بالطابق الثالث بالعمارة رقم ١، بشارع قرة بن شريك، ولم يعثر على قاتله أو يحل اللغز حتى الآن، علاقاته العاطفية السابقة وتشابك خلافاته عرقلت عملية البحث بالإضافة إلى وجود كم كبير من البصمات داخل الشقة من أقاربه الذين سبقوا الشرطة في الذهاب إليها وقيامهم بحمل الجثة من مكان الجريمة ووضعها على سريره، ما أضاع معالم البصمات ، فقررت النيابة حفظ القضية ، وتم اعتبار القاتل مجهولا.