جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 12:16 صـ 15 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

”الديــار” في حوار مع الدكتور جميل عباس ريان ‏ التهويل والترويع بمرض كورونا

د. جميل عباس ريان أستاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة‏
د. جميل عباس ريان أستاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة‏

إن إستراتيجية مقاومة الشائعة تأتي ضمن فلسفة معالجة المعلومة، وهذا يعني ان الرأي الذي يتبناه الإنسان ذات لحظة محددة إزاء موضوع يبقى رهنا بالمعلومات المختزنة في ذاكرتنا عن هذا الموضوع، لذا لا بد من العمل لكي لا تستقر المعلومة السلبية في ذاكرة المتلقين.

فلا ينكر أحد انه مع ظهور المواقع الالكترونية، التي أصابها انفلات، فكثرت الشائعات القائمة على أخبار لا تخضع لقوانين المصداقية لذا انفردت عدسة "الديـار " بلقاء الدكتور جميـل عباس ريان ‏أستاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة‏ بكلية الآداب جامعة المنيا.

هل لوسائل التواصل الاجتماعي دوراً في فترة الأزمات سواء المحلية أم الدولية أم العالمية؟

لاشك أن الشائعات وجدت محضنها الذي تنمو وترعرع فيه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت مرتعا للقاضي والداني، للعالم والجاهل، الكبير والصغير، للمتخصص وغير المتخصص، للعاقل والأحمق، لمن يعلم ومن لا يعلم شيئا.

يزداد الأمر سوءا في فترة الأزمات سواء المحلية أم الدولية أم العالمية؛ فإذا كان الترويج للشائعة من الجهلاء بقيمة الإنسان والوطن والعالم مصيبة يصعب مغفرتها إلا أنها حين تكون صادرة ممن يقع عليهم عبء التثبت والتحقق من أهل التخصص والمثقفين من العلماء والإعلاميين وغيرهم مصيبة أكبر، فإذا كانت عقوبة الصنف الأول محددة إلا أنها ينبغي أن تضاعف على أصحاب الصنف الآخر.

ما رأيك في عبارة " التهويل والترويع من الفيروس اخطر من هذا الفيروس نفسه" ؟

سمعنا ورأينا ما يحدث من حولنا في العالم عما يسمي فيروس كورونا من تعريف بالفيروس وكيفية انتشار العدوى وكيفية الوقاية منها إلا أن العلاج منه ذهب الكثيرون إلى أنه غير ممكن إن لم يكن مستحيلا.

وكعادة الشعب المصري المعروف عنه بخفة الظل وأنه شعب ابن نكته حتى في أحلك الظروف وأسوأها سواء على مستوى الأمن الداخلي أم الأمن الخارجي والقومي؛ فتناقلت الألسن وانطلقت صفحات التواصل الاجتماعي وفتحت أبواق الإعلاميين على مصرعيها عارضة لهذا الموضوع ولكن كل بطريقته! مما أصابني بغصة في الحلق تجعلني أبكي بدل الدمع الدم على كمية الإسفاف التي بلغتها فئة ليست بالقليلة ممن تم ذكرهم؛ وذلك لأنه وإن كان بعضهم أخذ الموضوع على محمل الجد إلا أنهم غالوا في التهويل والترويع من الفيروس حتى جعلوا كثيرا من الناس أصابهم الهوس والذعر من هذا الفيروس خوفا على أنفسهم وأولادهم وأسرهم وذويهم سواء في الخارج أم في الداخل. في الوقت الذي نظرت فئة أخرى للموضوع نظرة عدمية تملأها السخرية والضحك والاستهزاء وقد هونوا من الأمر إلى أن جعل بعض الناس لا يبالون بشيء ولا يحتاطون لأنفسهم بأدنى درجات الحذر.

ما دور مؤسسات الدولة لردع دعاة التهويل ودعاة التهوين؟

ينبغي على مؤسسات الدولة أن تضرب بيد من حديد على أيدي الطرفين؛ أقصد دعاة التهويل ودعاة التهوين، وأن تتعامل مع الموقف بشكل يجعلها تجعل حياة الإنسان في مقدمة كل شيء وأن تجعل لأهل العلم والتخصص فقط منبراً لتوضيح الأمر للناس بالحكمة والموعظة الحسنة ، وأتمنى أن يعرض الأمر بشفافية وحذر وأن يؤخذ الموضوع على محمل الجد، وقانا الله ومصرنا الحبيبة من كل ضرر وسوء.