شيرين توفيق تكتب : لعنة الحب
أعرفه ويعرفني جيداً ذلك الحب الذي يدفعُ الى السيرِ طويلاً بِلا مقصِد، والذي يجعلني لا أكُفُ عن الحركة في كل اتجاه، ذلك الحب الذي يُكتب في الرسائل ويُحكى عنهُ في المُحادثات، الحُب الذي جعل من حولي ينصحوني بالذِهاب للأطباء لإُشفى منه، والاستعانة بالله على نسيانه، الحُب المُلازم لي في غيابِه، وفي حضورهُ الطاغي الذي يأخُذني من نفسي، فلا أرى غيره ولا أسمعُ سِواه، وأحكي لصديقاتي أنهُ يخطفني من الدُنيا حين يُناديني بإسم لا يعرِفهُ غيره، وحين يكتُب بحروفٍ مُبعثرة لا تُفهم، وحين تتسارع دقات قلبي لِضحكتهُ التي تملأ وجهه .
و تُغمِض عيناه كأنه يعلم أن ضِحكته كالشمس وعيناه كالقمر لا يجتمعان، كُل صباح يبدأ برسالة منه، هو حتماً صباح الخير، وكُل مساء يكون وجههُ أخر وجه أُطالِعه، ميلادٌ جديد لي. أعرِفهُ ذلك الحُب الذي يُسعدني حيناً ويُبكيني أحيان، لكنه ينبض في قلبي ويسيرُ في أوردتي، باعثاً فيّ الحياة، اعرِفهُ ذلك الحُب الذي يُذكر في الصلوات وتُعلِن عنهُ الدموع، ويُرفعُ مع الدُعاء في كلمة لِمن ألقى محبتهُ في قلبي... أشقاني حُبهُ يا الله.
