جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 09:52 مـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

شيرين توفيق تكتب :  رسائل الي الله

الكاتبة
الكاتبة

قديماً في عُمر التِسع سنوات، كُنتُ أظن أن رسائلي إلى الله يجب أن تكون مكتوبة بخط مُتناسق وبكلمات قليلة وأُمنيات بسيطة، كي لا يَمَل قِرائتِها، وكي ِيعلم أني لا أُريدُ أن أُثقِل عليه بمطالبي أو أن أُهدِر وقته في القراءة، نظراً لِما لديهِ من ملايين الرسائل على مكتبه المصنوع من السحاب والمُضاء بألاف النجمات،

كُنت اقول انهُ يراني فتاة لطيفة وقليلة المطالب، ولِمَ لا ! وأنا أُرسِل رسالة بتوقيعي وعَشر رسائل بتوقيع "مجهول"،

كُنت أظُنهُ لن يُدرك أنها من نفس الشخص، خاصةً لو غيّرت الخط قليلاً،

كُنتُ أُرسل أسراري الصغيرة واعترافاتي في رسائل مُنفصِلة عن رسائل الأُمنيات، كي لا يغضب ويُعاقبني بِألا يُحقق ما اتمناه،

صندوق بريدي إلى الله، كانَ النيل

كُنتُ أُلقي بخِطابي في النيل وكأني أُعطيه لحبيبي خِلسة دون أن تُدركنا عيون الناس،

وأنتظر الرد... وأتعلّق بالإشارات،

فإذا ما سمِعت صوت الكروان ابتسمت وعلِمت أن الله قرأ، وأرسل الكروان ليُخبرني أنهُ قرأ، وأنهُ يُبشِرني بقبول طلبي.

والأن كلما مررتُ فوق النيل،

أشعُر أن هُناك من يبتسم لي من مكانٍ ما،

وحينَ أسمع صوت الكروان، اسمعُ معه كلِمة "سيستجيب"

اعلم الأن أن اللهَ في قلبي وأنهُ يقرأ جميعَ رسائلي واعترافاتي واستجدائي عفوَه دون أن أكتُب كلِمة،

فأصبحتُ أضع كُل رسائلي في دَمعة تنسابُ حينَ أُناجيهِ بكلِمةٍ واحدة ... يا رب.

وأعلمُ أنهُ سيغفِرُ.. وأعلمُ أنهُ سيستجيب.