جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 09:57 صـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

محمد خليفة يكتب: سيدة الديوان وأم العواجزالطاهرة تدعو لمصر

الكاتب الصحفى والباحث التاريخى محمد خليفة خليفة
الكاتب الصحفى والباحث التاريخى محمد خليفة خليفة

"يا أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل لكم من كل مصيبة فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا"، ستظل هذه الدعوات المباركات حصنًا وملاذًا لكل المصريين، فقد حظيت مصر بشرف دعاء السيدة زينب بنت على رضى الله عنهما لأهل مصر عندما قدمت إليها.

وصلت السيدة زينب بنت على إلى مصر، فى شهر شعبان عام 61 هـجرية، وخرج لاستقبالها جموع المسلمين وعلى رأسهم والى مصر الأموى مسلمة بن مخلد الأنصارى فدعت بهذا الدعاء المأثور.

بعد معركة كربلاء ومقتل الإمام الحسين رضى الله عنه وأرضاه، أمر يزيد بن معاوية واليه في المدينة بأن تغادر السيدة زينب المدينة المنورة إلى حيث تشاء من أرض الله غير الحرم الشريف في مكة المكرمة، وذهب الوالي للسيدة زينب يخبرها بأمر يزيد ولكنها عظم عليها أن ترحل من أرض الآباء والأجداد، واجتمعت عليها نساء بني هاشم حتى تقبل بالرحيل.

جاءت ابنة عمها زينب بنت عقيل بن أبي طالب فقالت لها: يا بنت عماه قد صدقنا الله وعده وأورثنا الأرض نتبوأ منها حيث نشاء، فطيبي نفسا وقري عينا وسيجزي الله الظالمين، أتريدين هوانا بعد هذا الهوان، واقترحت عليها نساء بني هاشم أن تخرج إلى الشام أو مصر ولكنَّ سيدة الديوان اختارت مصر.

وتعتبر السيدة زينب من أول نساء أهل البيت اللائي شرفنَّ أرض مصر بالمجيء فوصلت مصر بعد مضي ستة أشهر على استشهاد أخيها الحسين رضى الله عنّه فدخلتها ومعها فاطمة وسكينة وعلي أبناء الحسين رضى الله عنهم أجمعين، وخرج أهل مصر فى استقبال آل البيت وحملوهم فى الهودج، وأوسعوا لهم فى الكرامة.

كُنيت السيدة زينب بالعديد من الكنايات أشهرها "أم هاشم"، لأنها حملت لواء راية الهاشميين بعد أخيها الإمام الحسين، ويقال لأنها كانت كريمة سخيَّة كجدها هاشم الذى كان يطعم الحجاج فكانت مثله تطعم المساكين والضعفاء، ودارها كانت مأوى لكل محتاج.

كذلك لقبت "بصاحبة الشورى" لأن أباها وإخوتها كانوا يأخذون برأيها ومشورتها فى الكثير من الأمور، ولقبت أيضا بـ"عقيلة بني هاشم" ولم توصف سيدة في جيلها أو غيره أو في آل البيت بهذا الأسماء إلا السيدة زينب رضى الله عنها.

أما لقب الطاهرة فقد أطلقه عليها الإمام الحسن أخوها عندما قال لها أنعم بك يا طاهرة، حقا إنك من شجرة النبوة المباركة ومن معدن الرسالة الكريمة، عندما شرحت حديث رسول الله الحلال بين والحرام بين.

أما سبب تسميتها بـ"أم العواجز" لأنها كانت دائما ما تساعد العجزة والمساكين، عندما قدمت إلى مصر، كما سميت السيدة زينب رضى الله عنها وأرضاها بـ"رئيسة الديوان" لأنها عندما قدمت مصر كان الوالي وحاشيته يأتون إليها وتعقد لهم بدارها جلسات للعلم، فيتفهموا فى الأمور الدينية في ديوانها وهي رئيسته.

[email protected]