جريدة الديار
السبت 20 أبريل 2024 03:04 مـ 11 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

محمد خليفة يكتب :المصريون القدماء يقدمون العلاج من وباء ”كورونا”

الكاتب الصحفى والباحث التاريخى محمد خليفة
الكاتب الصحفى والباحث التاريخى محمد خليفة

"كورونا " هي أكثر الكلمات رٌعبًا تقع على الآذان في الوقت الحالى في ظل تفشي هذا الوباء القاتل، الذى أرعب كافة دول العالم بعد انتشاره دون سابق إنذار.

عانت منه أعتى الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والصين وإيطاليا وفرنسا وأسبانيا وألمانيا، ووصل إعداد الإصابات والوفيات الى الألآف.

وبالرغم من إختلاف العصور والأزمنة إلاَّ أنَّ الحضارة المصرية القديمة كانت سبَّاقة بالإرشادات الطبية التي ينصح الأطباء اليوم بها لتفادي الأمراض الوبائية في الوقت الذي يعاني فيه العالم من انتشار "فيروس كورونا".

امتلكت الحضارة المصرية القديمة نظام للنظافة قد يتفوَّق على النظام الحالى للحفاظ على صحة المواطنين من الأوبئة والأمراض المنتشرة ، فكانت قيود النظافة الشديدة بفضل مياه النيل هي أكثر الأمور التي قللت من انتشار الأمراض على مدار التاريخ القديم، حيث كان يهتم الشخص بالنظافة الشخصية خاصة النساء التى كانت تستحم مرتين في اليوم، علاوة على استحمام رجال الدين قبل كل صلاة أي أكثر من مرة في اليوم، وذلك لحرصهم على نظافة البدن بشكل شديد دون إستهتار.

وصف "هيرودوت" الرحالة الإغريقى المصريين بأنَّهم أكثر الشعوب صحة لعملهم في الزراعة والحقول وتناول الثوم والبصل والليمون، حتى كانت هذه الأطعمة بمثابة حائط صد للأمراض خاصة السرطان، كما هى تساعد على تقوية مناعة الجسم ضد "الفيروسات".

وتعتبر تلك الأطعمة هي الخط الدفاعي الأول ضد "فيروس كورونا"، لكون الثوم والبصل اغذية مقوية للمناعة .

وذكرت الجداريات أنَّ القدماء المصريين كانوا يحافظون على مياه النيل بإرتداء الأوقية الذكرية لعدم التبوَّل في مياه النيل والترع والتسبب في إنتشار الأمراض والتلوث وهذا الأمر الذى أكده المؤرخ الإغريقي "هيرودوت" فى مجلداته عن الحضارة المصرية.

وظهر ذلك واضحاً فيما تبقى من نصوص ونقوش تمثل الحياة الدنيوية، من الحرص على غسل اليدين قبل تناول الوجبات وبعدها وبيَّنت ذلك مجموعة الاغتسال المتمثلة في الإناء والإبريق الخاصين بغسل اليدين والمصاحبين لمناظر موائد القرابين وفى بعض الحالات أضيف زيوت ومطهرات إلى مياه الاغتسال.

وللوقاية من الأمراض قاموا بعمل الوصفات لطرد الحشرات والبعوض والتخلص منها وزودت المنازل بالحمامات والمراحيض لقضاء الحاجة.

والمؤكد تاريخياً أنَّ المصريين القدماء ابتكروا المرحاض الصحي ونجحوا في التخلص من الفضلات بتجفيفها في الرمال وابتكروا أنظمة لتصريف المياه وظهرت أول شبكة للمجاري في معبد "ساحورع" بمنطقة أبو صير بالجيزة غرب القاهرة.

وعرف المصري القديم الحمامات اعتبارا من عصر الأسرة الثانية وكانت غالباً إلى جوار غرف النوم وتكون مكسوَّة بالخارج والداخل بألواح من الحجر الجيرى الأبيض، كما عثر فى المقابر علي غرف لخلع الملابس وظهرت كذلك المناشف لتجفيف اليدين .

وقام المصريون القدماء بحلاقة الرأس واللحية وقاية من الحشرات وللتجميل ولم يتخلوا عن تلك العادة إلاَّ في الحداد فقط" الموت"، وطوروا أيضا طرق صناعة أدوات النظافة والتجميل وأواني الاغتسال.

وخوفا من الحشرات والأمراض أيضا اهتم المصرى القديم بالتخلَّص من شعر الجسد واستعمل الدهانات والعطور وعرفت هذه المواد في جميع الطبقات.

ومن أبرز مظاهر النظافة الشخصية شاع عند المصريين القدماء استعمال غسول الفم الى جانب أدوات تقليم الأظافر وعرفوا أيضاً بعض المواد الرغوية التي استعملها في التنظيف.

ووصف المقريزي، الشعب المصري في ظل الأمراض والأوبئة التي كانت منتشرة آنذاك فقال: إن مصر سلمت من الحر والبرد، وطاب هوائها وخف بردها وضعف حرها وسلم أهلها من جرب اليمن ومن دمامل الجزيرة وطواعين الشام والسبب في ذلك وفرة المياه ونظافة الشعب المصري واهتمامه بالنظافة الشخصية.

[email protected]