جريدة الديار
السبت 20 أبريل 2024 03:07 صـ 11 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

أحمد سلام يكتب: فى ذكراه أحزان أحمد زكى!

أحمد سلام
أحمد سلام

كتب عن الفنان الراحل أحمد زكي في ذكري رحيله وقد لقي ربه 27 مارس سنة 2005 في مشهد أليم أعاد إلي الأذهان نهاية الفنان الراحل عبد الحليم حافظ بعد صراع مع المرض اللعين الذي وضع نهاية سطرها القدر لموهبة تركت حُسن الأثر !.

حديثي دوما عن الإنسان وليس تأريخا لمسيرة فنان فما أكثر المؤرخين ولكل وجهته!.

أحمد زكي الإنسان قاوم الفقر والحرمان وخرج إلي الدنيا يجرع كثيرا من الآلام ليضحي الحزن قرين ملامحه حتي وإن حاول التحايل بالإبتسام!.

أحمد زكي موهبة فذة لفنان غير مسبوق فرض موهبته علي الجميع ليكسر حاجز الوسامة الذي جعل السينما المصرية تتخذه نهجا مستداما منذ زمن أنور وجدي ومن توالوا علي عرش الشاشة الفضية!.

في تجربته محطة تركت علامة فارقة وغيرت نظرته للدنيا ليدخل في تحدِ مع ذاته وقد شعر بالمهانة يوم أن سُحب منه الفيلم الشهير الكرنك في أواسط السبعينيات بحسب رؤية المنتج الشهير رمسيس نجيب لأنه ليس وسيما ليذهب الدور إلي الفنان نور الشريف!.

يومها أحس أحمد زكي بالمهانة وكسر كوباً من الزجاج بيده لينزف دما في مكتب السناريست الشهير ممدوح الليثي مجاهرا بأنه سيأتي زمان يُسعي إليه من جانب من نالوا من قدره كفنان مقتدر!.

عاش أحمد زكي يركض ركضا في مشهد يؤكد عبقرية الفطرة يتنوع في أدواره وقد كان يجيد تقمص الأدوار وكفي أنه أدي أدوار الزعماء جمال عبد الناصر وأنور السادات بتمكن وصل لحد الإبداع وكأنه عبد الناصر وكأنه السادات !.

الأجمل في تجربته هي شخصية عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين في رائعة الأيام وقد كان بحق قاهر الظلام فما من أحد شاهده إلا وترسخ لديه أنه طه حسين!.

في ذكراه تبقي المحطة الأخيرة التي إستبقت بمرض السرطان موضع ألم وقد نال منه المرض ليجهز عليه وكان عليه أن يعمل لأجل توفير المال لأبنه الوحيد وقد كان ليخرج فيلم الوداع قريبا من الواقع وقد كان المشهد طبيعيا، حيث جسد شخصية عبد الحليم حافظ ليموت قبل عرض الفيلم الذي ظهر قرين الأسي علي رحيل أحمد زكي وعبد الحليم حافظ معا وللمفارقة فقد كان الرحيل في مارس لكليهما !.

رحل أحمد زكي في 27 مارس سنة 2005 تاركا تجربة الإنسان والفنان.

واكتملت المأساة برحيل إبنه الوحيد هيثم قبل شهور فجأة دون مقدمات.

كم كان أليما مؤخرا أن يُنقل عنه قولا مؤلما مفاده أنه قال قبل الرحيل : "أنا ما مقتلنيش السرطان .. أنا قتلني لَوَع الإنسان".

أحمد زكي ينعي نفسه قبل رحيله شاكيا خداع البشر وقسوتهم فما أسوأ الخيانة المقترنة بالجحود.. ليرحل إلي دنيا البقاء بعيدا عن آثام البشر التي تنال كثيرا من طعم الحياة ليضحي الموت بحق راحة من كل مسببات المرض.

في ذكراه ال 15 يعيش "العبقري" أحمد زكي الإنسان والفنان ولاعزاء للوفاء في دنيا فانية غاب عنها البشر !.