احمد رأفت يكتب ”العدو الخفي”
هو يوم كباقى الأيام لا يختلف عنها كثيراً سوى فى بعض الأحداث الصغيرة التي تحدث فى بضع ساعات لعلها تحسن من مزاجك الذي أصبح فى سوء مستمر بسبب تكرار الأحداث التى لا تجنى منها أي إستفادة...
إنه يحاول فى كل لحظة أن يسيطر على فكرك، على فعلك ،على أحلامك ، يبذل قصارى جهده لكي يجعلك تحيد عن الطريق الصحيح،يخطط بمكر خطوات جيدة لتتبعها وتقع فى فخه، وكثيراً ما تقع بل وقد تكون وقعت ولم تخرج حتى الآن ...
عدوك هذا خطير جداً إن لم تحذره وتصده ، فمن الممكن - لو سيطر عليك -أن يجرك لفعل واحدة من الكبائر، إنه أقوى منك بكثير فى أوقات بعدك عن طريق الهداية، ولكنك تسيطر عليه كلما إقتربت من الله - عز وجل - كلما تحصنت بذكره - سبحانه وتعالى-
أعلم أنك تتمنى الإستمرار على الطاعة دائماً
وتحاول كثيراً أن تتجنب المعاصي ، تنجح فى تجنبها أحياناً، وأحياناً أخرى تذل وتقع ...
أتتذكر تلك الأيام الجميلة حينما كنت متمسكاً بصلاة الجماعة فى المسجد وكنت وافقأ بين المصلين في كل صلاة، حينها كنت تجلس بعد صلاتك لتستمع لدرس يلقيه إمام المسجد ثم تردد الأذكار وبكل إطمئنان تدعوا الله بكل ما تتمنى متيقناً بإستجابته...
أتتذكر عندما كنت تنصرف إلى بيتك لتتلوا بضع آيات من القرآن الكريم حينها كنت تحزن لو تأخرت على صلاة الجماعة فقربك من الله بكثرة الطاعات كان يطمئنك..
وأنت الآن فى حاجة إلى هذا الإطمئنان فمهما كثرت عثراتك قف من جديد و لا تستسلم لوقوعك المتكرر طالما يمكنك القيام من جديد ، فإستمر على الطاعة وإن تكرر الخطأ فلعل الله يرزقك طريقاً مستقيماً لا تنحرف عنه أبداً فجاهد نفسك وروضها على طاعة الله - عز وجل - وأرجع كلما أخطأت بالتوبة والإستغفار فذلك يجعل حياتك مليئة بالراحة والسعادة والطمأنينة...
