أميرة هاشم تكتب .. اللجوء إلى الله

هناك ظاهرة موجودة منذ زمن بعيد ألا و هي (التبرك بالأولياء) فهي عادة سيئة و موروثة ليس لها علاقة بالدين بل بالعكس بقلة الدين ...

فهذه الظاهرة من مخلفات الجهل و إنعدام الايمان فيذهب هؤلاء القاصدين قبور آل البيت طالبين تحقيق أمانيهم من الشفاء أو الزواج أو سعة الرزق أو غيرها فهم يقطعون لذلك مسافات ويسافرن أميال متغافلين بذلك حديث رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام (لا يشد الرحال إلا لثلاث المسجد الحرام والمسجد الأقصى و مسجدي هذا) _أي المسجد النبوي_ فلهم طقوس غريبة وغير منطقية حيث أنهم حين يدخلون المقام تعتلي الهتافات وترتفع الزغاريط بل ويمسحون بأيديهم المقام ثم يعودون بمسح وجوههم بها مرة أخرى طالبين البركة و المدد ...

فالذي يثير دهشتي كيف لإنسان ان يطلب ويدعى من إنسان مثله بل و متوفى أيضا ؟ فكيف أطلب من عبد لا حول له ولا قوة أن يشفي بدني أو يزيد رزقي أو يرزقني الذرية ؟ إن الله سبحانه وتعالى لا يحتاج إلى وساطة عبد حتى وإن كان من أهل بيت النبي فالله في كتابه العزيز يقول { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسٰنَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِۦ نَفْسُهُۥ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ } [ سورة ق : 16 ] فالله لا يحتاج إلى شفاعة أحد فلا شفيع لنا سوى رسول الله ولا يستجيب لدعائنا غير الله ... فأنا لا أنكر على آل البيت فنحن لنا عظيم الفخر و الشرف بأن أحفاد النبي لهم في بلادنا مكان و مكانة حيث أن الرسول عليه افضل الصلاة والسلام يقول أنا من الحسين والحسين مني ولكن ما أعنيه أن نذهب إلى هذه المساجد كأي بيت من بيوت الله نقرأ الفاتحه لآل البيت ثم نصلي فرض الله الموكلون به و ندعوا الله وحده ونطلب من الله وحده فهذه الفئة البسيطة التي بالطبع أتعاطف معها بسبب قله وعيها وعدم قدرتها لزيارة بيت الله الحرام ظناً منهم أن هذه المساجد هي البديل ...

أتمنى ان نخلع ثوب الجهل عن تلك العادة السيئة وأن ننشر الوازع الديني بين تلك الفئة فيجب أن نؤكد لهم أن الحسين لا يرزق والسيدة عائشة لا تشفي فالله أغنى و أقدر ...