جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 01:01 مـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

السودان فوق صفيح ساخن.. الخلافات تضرب المجلس الحاكم بمكونيه العسكري والمدني حول تنصيب «البرهان» رئيسا عبر انقلاب أو إنتخابات مبكرة

حمدوك والبرهان
حمدوك والبرهان

تبدو الفترة الانتقالية في السودان تعاني من عسرات ف حزب المؤتمر الشعبي إسلامي التوجه، يحاول تنصيب رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان، رئيساً للبلاد، عبر انقلاب عسكري أو عن طريق انتخابات مبكرة.

الخلافات بين المكونين العسكري والمدني، تتكشف وتوعد المدني بمواجهة أي انقلاب بمظاهرات حاشدة. وكان أبو بكر عبد الرازق القيادي في المؤتمر الشعبي، قال في مؤتمر صحفي عقده قبل أيام ، إن هناك محاولات تجري لتنصيب الفريق عبد الفتاح البرهان رئيسا للبلاد عن طريق انقلاب عسكري أو عن طريق الانتخابات، مبيناً أن الأمين العام للحزب، علي الحاج، ورئيس مجلس شورى الحزب، إبراهيم السنوسي، رفضا الاستجابة لطرحٍ قدّمته قيادات المؤتمر الوطني، داخل السِّجن بتنفيذ انقلاب عسكري، أو قُبول وحدة الإسلاميين أو التنسيق فيما بينهم. وأوضح أن حزبه يرفض أيِّ وحدة للإسلاميين أو التّنسيق بينهم مُشيراً إلى أن النظام البائد لا يزال يحكم البلاد، وأنّ المُكوِّن العسكري هو من يُؤمِّن الحماية لقادة الوطني

. وجاءت في ظل أنباء عن خلافات بين المكون المدني والمكون العسكري، إذ ساد التوتر أجواء الاجتماع الأخير الذي جمع تحالف الحرية والتغيير ومجلس السيادة، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، لتقييم المرحلة الفائتة التي أكملت 6 أشهر.

وبحسب مصادر صحفية إن الأطراف جميعها تبادلت الاتهامات، وحمل كل طرف الآخر مسؤولية أسباب الأداء السيئ للحكومة، الأمر الذي نفاه صديق يوسف، عضو المجلس المركزي للتحالف الحاكم، أن الاجتماع كان شفافا وتم بحث أوجه القصور وجرى تكوين آلية مشتركة لوضع النقاط على الحروف في أوجه القصور.

وحول الانتخابات المبكرة التي ألمح لها المؤتمر الشعبي كخيار لتنصيب البرهان، قال حديث المؤتمر الشعبي يسأل عنه الحزب، لكن على العموم، نحن موقفنا واضح وهو ضد الانتخابات المبكرة، ومتمسكون بالوثيقة الدستورية، التي حددت مدة الانتخابات بعد 3 سنوات وأي تصرف غير ذلك سيكون ضربا للثورة وسنقاوم، وإذا الحكومة فشلت نقومها، ونمضي في طريق استكمال متطلبات الثورة الذي يعيقه سيطرة المؤتمر الوطني على مفاصل الدولة كما أن فلوله يمسكون بالاقتصاد ما يعيق عمل الحكومة. وشدد على مقاومة أي اتجاه نحو الانقلاب العسكري على السلطة القائمة، موضحاً أن دولة الإسلاميين ولت، فقد قال الشعب كلمته فيهم عبر ثورة شعبية كاسحة. أي انقلاب سيكون الرد عليه في الشارع عبر تظاهرات كاسحة وشرسة.

وكان حزب التجمع الاتحادي إحدى الكتل الخمس المكونة لـ الحرية والتغيير أصدر بيانا مطلع الأسبوع الفائت، اتهم فيه مجموعات داخل مجلسي الوزراء والسيادي، بالتحالف مع إسلاميين من النظام السابق. وقال في بيانه: عملت الأطراف المشار إليها على اتخاذ قرارات في غاية الخطورة من وراء ظهر مؤسسات قوى الحرية والتغيير، وعبر إغراء أفراد واستخدامهم كبيادق لشق الصف الثوري، بالإضافة لصنع دائرة محدودة العدد وذات توجه سياسي معروف واعتمادها حكومة موازية لحكومة الثورة، فضلاً عن السعي لاستقطاب بعض المكونات الثورية من أجل إضعاف قوى الحرية والتغيير وخلق تحالف جديد يشمل الموالين للنظام البائد وقوى الثورة المضادة. وتعيش التيارات الإسلامية حالة من التيه بسبب انسداد الرؤى وانعدام القيادة الموحدة.

وقال يظهر ذلك داخل المؤتمر الشعبي، وتؤكده التصريحات المتضاربة والمتناقضة لكوادره، فبينما يرى البعض وجوب توحد الإسلاميين وتجاوز مرارات الماضي وبالتالي التنسيق مع المؤتمر الوطني والعسكر لاستعادة السلطة المفقودة مهما كانت الأساليب والوسائل، يعتقد البعض أن الأزمة أعمق من ذلك، وأن دواعي الخلاف مع الوطني ما زالت حاضرة، فالتوحد بهذا الشكل يعد انتكاسا عن قيم الشعبي التي ظل يقاتل لأجلها، وبالتالي لا يمكن أن يكون هناك توافق مع الوطني ما لم تتم معالجة الأسباب التي أدت إلى الانشقاق من الأساس. وحزب المؤتمر الوطني، منقسم لثلاثة تيارات أولها وأعقلها تيار أيقن بأن هذه التجربة قد فشلت، وأنها بحاجة إلى مراجعات عميقة وجذرية، وتيار لا يزال يظن بأن حزبه ما زال قوياً ومتماسكاً، وأن بإمكانه العودة للمشهد السياسي بل ويتوهم اكتساح الانتخابات، أما الثالث، فهو الذي ما زال يتطلع ويسعى للانقلاب على السلطة لا سيما أن أنصاره من أصحاب النفوذ ولديهم علاقات مع العسكر، وهذا الخيار على ضعف إمكانية نجاحه لكنه يعد الأخطر على الوطن وعلى التيار الإسلامي نفسه، ولكن هذا شأن المغامرين في كل الأزمان.

وقد يكون قيام انقلاب بالمعنى التقليدي في السودان مستبغدا لان الانقلاب بطريقته التقليدية عبر استيلاء عسكر على السلطة في ساعات الفجر لم يعد مجدياً، لأنه سيفتقد عامل المفاجأة نسبة لوجود وسائط التواصل الاجتماعي التي مع تحرك أول دبابة سينتشر فيها الخبر ويفشل التحرك.

الانقلاب لا يأتي من فراغ وكل الأسباب التي دفعت لانقلابات في السابق الآن موجودة وظاهرة للعيان، خاصة إذا نظرنا للوضع الاقتصادي والأمني والسياسي المتردي، وهذه العوامل ممكن أن تقود لانقلاب يرحب به الشارع الذي بدا يتضجر من الحرية والتغيير والثورة نفسها.

وأوضح أن الانقلابيين ليس بالضرورة أن يكونوا إسلاميين، هؤلاء يجب أن يكونوا آخر من يفكر في هذا المنحى، لأنهم جربوا ذلك، وفشلوا في تطبيق أفكارهم لمدة 30 عاما شهدت تخبطا وفسادا قاد للثورة ضدهم، لذلك عليهم أن لا يجربوا المجرب». وزاد «ربما عسكر مغامرون معهم ثلة من المثقفين يستغلون الوضع الماثل لوضع يدهم على السلطة، لكن المجتمع السوداني لن يقبل بهم لأنه بات متيقنا من ضرورة عدم الإقصاء ومتيقنا أن الديمقراطية ودولة المواطنة هي الحل، كما أن المجتمعين الدولي والاقليمي لن يقبلا أن تحكم الشعوب عبر القوى العسكرية الجبرية.

وقال :الطريق الوحيد لقطع الطريق على الانقلابات والمغامرين يتمثل في حل الأزمة الاقتصادية الخانقة حتى لا تصبح ذريعة، وكذلك تحقيق دولة المواطنة التي تساوي بين الناس وتحقيق الديمقراطية وجلب السلام، والأخير عدم الوصول له بسرعة ربما يقود لنتائج كارثية، وبعد تحقيق ذلك الدعوة لانتخابات مبكرة التي هي الحل الأفضل ليختار الشعب وهو الآن متهيئ جدا لهذه الخطوة ومستعد لاختيار من يمثله.

من المرجح أن مكونات السلطة الحاكمة، حسب مراقبين، ستجري بعض التعديلات في مجلس الوزراء وتتخذ قرارات ترضي الشارع بخصوص مطالب الثورة ومن تفكيك التمكين وتكوين المجلس التشريعي وإصلاح القطاع الأمني، مع ذلك، لا يمكن استبعاد سيناريو انقلاب اتباع المؤتمر الوطني، أو سيناريو الانتخابات المبكرة

وقد تظاهر العشرات في العاصمة السودانية الخرطوم، أمس الخميس، للمطالبة برحيل رئيس الوزراء عبد الله حمدوك.